مدير مكتب الثقافة في حوف بالمهرة لـ«الأيام»: محمية حوف مهددة بالفناء ونطالب بالاهتمام بها وإحياء مهرجانها السياحي

> حاوره/ ناصر الساكت

> تعد مديرية حوف واحدة من أروع المناطق السياحية في بلادنا لما تمتلكه من مزايا ومقومات عديدة، وفي تناغم فريد جمعت حوف بين السياحة البحرية والبرية، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الإستراتيجي على بحر العرب وبمحاذاة سلطنة عُمان، فيها تقع المحمية الطبيعية التي تعد الوحيدة من نوعها في اليمن من حيث تميزها بطبيعتها ومناخها الجبلي الفريد ونظامها الموسمي والبيئي المتميز، لكن حوف بكل ما تمتلكه من مقومات سياحية وجمالية تعاني من الإهمال دون أن تهتم الحكومة بها كمنطقة سياحية تستحق الاهتمام، والدعم المادي والمعنوي، وعوامل التشجيع لتطويرها وحمايتها من العبث رغم إعلانها من قبل مجلس الوزراء عام 2005م كمحمية طبيعية.
«الأيام» التقت مدير مكتب الثقافة بمديرية حوف الأخ عامر سيلام سعيد المهري الذي تحدث عن جوانب كثيرة.. فإلى الحوار:
** بداية نود أن تعرفنا على مقومات حوف السياحية؟.
- قبل أن نتحدث عن حوف دعني أوضح للقارئ بأن المهرة بشكل عام تمتلك مقومات سياحية عدة تؤهلها لتكون منطقة سياحية بامتياز، ولعل من أهم معالمها السياحية محمية حوف الطبيعية التي أقرها مجلس الوزراء في العام 2005م كمحمية طبيعة، إلى جانب شواطئها الجميلة ورمالها الذهبية الجاذبة للسواح خاصة عشاق رياضة الغوص والرياضات المائية والاستجمام مثل دمقوت والفتك وجاذب وحصوين ومحيفيف وقشن وعتاب وسيحوت، وفي منطقة ضبوت توجد مياه كبريتية حارة تستخدم في علاج بعض الأمراض، كما توجد بالمهرة مواقع ومعالم أثرية وتاريخية قديمة أبرزها قصر السلطان بن عفرار التاريخي ومستوطنة حبروت وكدمة يروب الأثريتين ومقابر وحصون وقلاع تعود إلى الآف السنين.
أما حول المميزات السياحية لمديرية حوف فهي عديدة فقد حباها الله بمزايا جمالية ومناخات بديعة ففي موسم الخريف تتحول حوف إلى آية ربانية خضراء ومناظر خلابة وفيها المحمية الطبيعية، وتعتبر غابة حوف ومعها غابة ظفار العُمانية المجاورة الغابتان الوحيدتان من نوعهما في الجزيرة العربية، خاصة ولأنهما تمثلان مركزا للتنوع الحيوي بالجزيرة العربية الجافة، وتبلغ مساحة محمية حوف أكثر من 30 ألف هكتار، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 1400 متر، وتعتبر موطنا للعديد من النباتات والحيوانات النادرة والمهددة والنباتات الاستوائية الموسمية، ويوجد فيها حوالي 220 نوعاً من النباتات موزعة إلى 65 عائلة و 165جنساً، كما يوجد بها نحو 45 نوعا من الأشجار و49 نوعا من الشجيرات و88 نوعا من الأعشاب العطرية وأنواع كثيرة من النباتات المتسلقة والأعشاب والنباتات والزراعية، وتتواجد بها أنواع متعددة من الضواري والثدييات البرية كالنمور والذئاب العربية والضباع والقنافذ والثعالب والوعول والغزلان والوبران والقطط البرية ووغيرها من الزواحف والحشرات المختلفة والطيور النادرة، كما تُربى فيها الأبقار والجمال والأغنام.
**حوف جمعت بين السياحة البرية والبحرية في تناغم فريد ونادر؟.
- بالفعل منطقة حوف جمعت بين البيئة البحرية والبيئة البرية في تناغم فريد - على قولك - فهي غنية بثروة سمكية كالثمد والقرش والديرك والروبيان والشروخ الصخري والسردين وبكميات كبيرة وتمتلك شواطئ ذهبية رائعة فيها مناطق خاصة بالدلافين والسلاحف النادرة والشعاب المرجانية والنورس وهذا التنوع الفريد سيساهم بإنعاش السياحة البيئة المعتمدة على الطبيعة لو توفر الدعم والاهتمام من الدولة الذي ما يزال غائبا.
تتميز المنطقة بمقومات سياحية فريدة ومناطق جذب لعشاق السياحة البحرية كالغوص والرياضات المائية والاستجمام المنتشرة على طول الشريط الساحلي على البحر العربي مثل شاطئ نشطون وشاطئ بلحاف وشاطئ الفتك وشاطئ السلاحف، أو كما يسميه الأهالي “ردغال شيصور” وسواحل حوف وحصوين وقشن وسيحوت والمسيلة، ومن مناطق السياحة العلاجية منطقة ضبوت بمديرية الغيضة التي تشتهر بالمياه الكبريتية الحارة التي تستخدم في علاج بعض الأمراض الجلدية، ومن مناطق السياحة الصحراوية حات وشحن خاصة الأجزاء الجنوبية منها.
وهناك مناطق سياحة تسلق الجبال كجبل مرارة وجبل مكيرم وجبل ريام وجبل خره وجبال حيطوب وجبل ثور وجبل حيطوم وجبل شحروت وجبل دعبشيش وجبل ساون.
**وماذا عن مهرجان حوف السياحي.. لماذا توقف؟.
-المهرجان توقف في نسخته السابعة آخر مرة اُقيم كان في العام 1999م بعدها توقف فجأة وبدون مقدمات ولا أسباب، اليوم أصبحت الأمور أفضل حال من تلك السنوات، طرق حديثة متوفرة، اتصالات، مواصلات، على عكس تلك السنوات ما قبل العام 99م، وكان ينبغي أن تحرص الحكومة ووزارتي السياحة والثقافة على مواصلة المهرجان مثله مثل مهرجان صيف صنعاء ومهرجان إب السياحي ومهرجان البلدة بالمكلا، فمهرجان حوف السياحي أقدم من كل هذه المهرجان وأهم منها، ومنطقة حوف تعد واحدة من أروع المناطق السياحية في بلادنا لكنها مع الآسف مهملة خارج نطاق اهتمام الدولة والحكومة.
وأجدها فرصة لأجدد مطالبتي بإعادة إحياء مهرجان حوف السياحي الذي كان يقام سنويا وتنظم فيه الكثير من الفعاليات التراثية والثقافية والرياضية والسياحية، لكنه توقف عام 1999م، وكان يحضره كبار قيادات الدولة كنائب رئيس الجمهورية، وكانت ترصد له الحكومة اعتمادات سنوية لأهميته في الترويج السياحي لمنطقة حوف السياحية وتنشيط السياحة الداخلية وتعرفون أهمية السياحة في إنعاش الاقتصاد هناك دول تعتمد فقط على السياحة في اقتصادها ودخلها القومي، وكانت تقام على هامش المهرجان فعاليات ثقافية وتراثية وفنية ورياضية ونشطة توعوية لتنمية مستوى وعي المجتمع سياحيا وبيئيا، لكن اليوم المحمية معرضة للخطر، هناك احتطاب وصيد جائرين للأشجار وللحيوانات النادرة والفريدة لغياب الوعي ما يهدد بتدمير البيئة السياحية النباتية والحيوانية والغطاء النباتي في محمية حوف بسبب الإهمال واللامبالاة، فلا حكومة اهتمت ولا هيئة عامة للسياحة صدقت في وعودها ولا دولة حاضرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى