«الأيام» تنفرد بنشر التقرير الكامل لخبراء لجنة العقوبات الأممية بشأن اليمن.. الاستيلاء على عمران مثال جيد على قوة تحالفات الحوثيين والقبائل وصالح

> نيويورك «الأيام» خاص

> تنشر «الأيام» على حلقات تقرير فريق الخبراء المكلف من لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي لتقصي الجهات والشخصيات المعرقلة للعملية السياسية في اليمن، والتي باشرت أعمالها في اليمن بموجب قرار المجلس رقم (2140) بتاريخ 15 يناير 2014م.
ويكشف تقرير فريق خبراء لجنة العقوبات الأممية عن خفايا ومسببات الأحداث التي شهدتها اليمن منذ توقيع الأطراف السياسية على المبادرة الخليجية وحتى اقتحام صنعاء من قبل الحوثيين، وتحديد الأطراف التي تقف خلف ما يعتمل في اليمن من إسقاط للدولة ومؤسسات الرئاسية والتشريعية والمدنية والعسكرية بشكل لم تشهده عاصمة عربية من قبل.
ولأهمية تقرير فريق خبراء لجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن تضعه «الأيام» بين أيدي قرائها.
98 -وقد كثف تنظيم القاعدة عملياته، منذ استيلاء الحوثيين على صنعاء، باستخدام عدد من الأساليب الرئيسية، منها ما يلي:
(1) اغتيال ضباط الأمن: في 15 أكتوبر 2014، في منطقة شعوب في صنعاء، أعلن التنظيم مسؤوليته عن اغتيال العقيد علي زيد الذاري، مشيرا إلى أن العقيد كان رئيس شعبة الإمداد في الجيش اليمني، وأحد زعماء الحوثيين.
(2) استخدام الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع لمهاجمة مركبات الجيش: في 17 و22 نوفمبر 2014، في محافظة حضرموت، استُخدمت أجهزة متفجرة يدوية الصنع في هجمات ضد مركبات للجيش.
(3) استخدام الأجهزة المتفجرة الانتحارية اليدوية الصنع والسيارات المفخخة بمتفجرات يدوية الصنع: في 3 ديسمبر 2014، بجوار مقر إقامة السفير الإيراني في حي حدة الدبلوماسي في صنعاء، وفي 9 أكتوبر 2014، في حي التحرير بصنعاء، حيث وقع انفجار أمام البنك اليمني للإنشاء والتعمير أثناء تجمع لمناصري الحوثيين قتل فيه أكثر من 47 شخصا، بمن فيهم أطفال، في حين أصيب عدة أشخاص آخرين.
(4) استخدام التفجيرات الانتحارية بواسطة مركبات: في 9 ديسمبر 2014، في مديرية سيئون بمحافظة حضرموت، نفذ تنظيم القاعدة تفجيرين انتحاريين بواسطة مركبتين عند نقطة تفتيش عسكرية أمام معسكر القرن وموقع المنطقة العسكرية الأولى، مما أسفر عن مقتل ستة جنود وإصابة ثمانية.
(5) استخدام الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات: في 25 نوفمبر 2014، في محافظة مأرب، حاول مقاتلو تنظيم القاعدة اغتيال قائد المنطقة العسكرية الثالثة بإطلاق قذيفة سلاح خفيف مضاد للدبابات على موكبه، وفي 27 سبتمبر 2014، في منطقة شعوب في صنعاء، هاجم ناشطان من تنظيم القاعدة يمتطيان دراجة نارية نقطة تفتيش أمنية بالقرب من سفارة الولايات المتحدة باستخدام قذيفة سلاح خفيف مضاد للدبابات، حيث أصيب اثنان من أفراد قوات الأمن بجروح خطيرة وتعرضت مركبة دوريات عسكرية لأضرار جسيمة.
99 -وفي الآونة الأخيرة، بدأ تنظيم القاعدة يعلن نفسه مدافعا عن مصالح السنّة اليمنيين، وذلك بمواجهة توسع الحوثيين الزيدية الشيعة نحو الغرب والجنوب من صنعاء، وبإشهار تصميمه على إلحاق الهزيمة بالحوثيين وإعادتهم إلى موطنهم الأصلي في الشمال.
وفي 12 نوفمبر 2014، نشر تنظيم القاعدة مقابلة مسجلة بالفيديو مع زعيمه جلال المرقشي، المعروف أيضا باسم حمزة الزنجباري، ناقش فيها الأحداث الجارية ومعركة تنظيم القاعدة ضد قوات الحوثيين. وأبرز المرقشي دور القبائل السنية اليمنية في حرب تنظيم القاعدة ضد الحوثيين، وزخم القبائل السنية في طرد الحوثيين إلى خارج أراضي قبيلة طيفة في مديرية رداع، وأشاد بمن “يقاتلون إلى جانب المجاهدين”.
د - القبائل المسلحة
100 - هناك ثلاث مجموعات قبلية رئيسية في اليمن، وهي حاشد، وبكيل، وأحلاف قبائل مذحِج. ولسنوات عديدة، قاتلت قبيلة حاشد، التي ينحدر منها الرئيس السابق صالح، إلى جانب الجيش ضد الحوثيين في الحروب الست التي شُنت عليهم في شمال البلاد (2004 - 2010)، ورغم أن من الصعب تحديد كميات الأسلحة التي توجد في حوزة القبائل، فإنها جميعا تملك أسلحة خفيفة ومتوسطة، وأسلحة ثقيلة في كثير من الأحيان، لأن حصولها على ذلك أمر سهل جدا.
وكشف العديد من المحاورين، في شهادات شخصية، أن النظام السابق في اليمن تلاعب بالبنية القبلية لتحقيق مكاسب سياسية؛ ولتعزيز سلطته، اتبع نهجين مختلفين في التعامل مع القبائل وهما: (1) ضم الشيوخ الذين يطمئن إلى ولائهم له إلى شبكات المحسوبية التابعة له وتمكين شيوخ جدد. (2) إضعاف مكانة الشيوخ الذين ظلوا يمتنعون عن المشاركة في الفساد السياسي.
101 - وكشف بعض شيوخ القبائل للفريق أن الحزازات القبلية لا تزال مستمرة في البلد، فيما بينهم تارة وفيما بين الاتحادات تارة أخرى، وهو ما يؤدي إلى العنف والاقتتال. ومن الأمثلة على ذلك القتال الذي نشب في تلك الآونة بين الحوثيين والقبائل المنتسبة إلى التجمع اليمني للإصلاح، في مأرب، والبيضاء، ورداع، وتعز، ودخل فيها الحوثيون والقبائل التابعة لهم من جهة، والقبائل السنية الشافعية من جهة أخرى. ومن الأمثلة الأخرى نزاع الحوثيين المستمر مع قبائل تهامة في محافظة الحديدة، ومع قبائل أرحب.
رابعا - الأفعال التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن
102 - في مارس 2014، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الحوثيين المعزَّزين بحلفاء من المقاتلين القبليين وعناصر النظام القديم من جهة، والقوات الحكومية والمقاتلين القبليين التابعين للتجمع اليمني للإصلاح وعناصر من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (إب، والحديدة، والبيضاء) والحراك التهامي (الحديدة) من جهة أخرى.
103 - وتلقى الفريق العديد من روايات شهود عيان وغيرها من الأدلة الوثائقية المتعلقة بانتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ارتكبتها قوات الحوثيين وقادتها العسكريون.
وقدم المحاورون معلومات عن أعمال قتل المدنيين، والاحتجاز غير القانوني، والنهب المنهجي للممتلكات الخاصة وتدميرها. ويظل من دواعي القلق استخدام الفصائل المتحاربة للمدارس ومرافق الرعاية الصحية للأغراض العسكرية، بما في ذلك استخدامها كمواقع لإطلاق النار وكثكنات.
وطوال فترة ولاية الفريق، تضررت المدارس والمستشفيات في حوادث تبادل إطلاق النار، وكذلك من القصف الجوي والمدفعي العشوائي الذي قام به الحوثيون وجماعة أنصار الشريعة والقوات المسلحة الحكومية، مما أضر بشدة بحق الأطفال في الحصول على التعليم. واستعرض الفريق أشرطة فيديو تُوثق بعض الأفعال التي قامت بها قوات الحوثيين في الفترة بين مارس وسبتمبر 2014. وتشمل التقارير والأدلة الوثائقية حوادث وقعت في همدان، ومدينة عمران، وصنعاء.
أ - حالة همدان
104 - اكتست مديرية همدان الواقعة في محافظة صنعاء أهمية استراتيجية للاستيلاء على عمران والسيطرة على مطار صنعاء، حيث تقع همدان على الطريق بين عمران والحديدة، على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة عمران. وتمكن الحوثيون، باستيلائهم على هذه المنطقة، من تطويق عمران من الجنوب والسيطرة على المدخل الشمالي إلى صنعاء، وكذلك منع وصول أي دعم من صنعاء إلى عمران.
وأفاد عدد من المحاورين، في شهادات أدلوا بها شخصيا، عن هجومين شنتهما قوات الحوثيين على همدان في 8 مارس ويونيو 2014. وتم تعزيز قوات الحوثيين بقوات من القبائل المحلية الموالية من المديرية (ما يتراوح بين 1000 و2000 من المسلحين، حسب شهود عيان) دخلت إلى المنطقة بأسلحة ثقيلة.
105 - وفي 13 مارس 2014، وقع الحوثيون وشيوخ قبائل همدان اتفاقا لوقف إطلاق النار ينص على ما يلي:
- أن تتعايش القبائل مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) في سلام ووئام، مع التعهد بالتعاون والاحترام.
- أن يتعهد الحوثيون بعدم شن عدوان عسكري على قبائل همدان.
- أن يمنع شيوخ وأعيان همدان قطع الطرق على الحوثيين وشن الهجمات عليهم.
- ألا يسمحوا (القبائل) بشن أي عدوان انطلاقا من مناطقهم ضد المجاهدين (الحوثيين)، وبالعكس.
- أن يتعهد شيوخ همدان وكبار شخصياتها بعدم الاعتداء على أي من إخوانهم رجال القبائل الذين ينضمون إلى المسيرة القرآنية.
- ألا يعترض شيوخ همدان أي أنشطة ثقافية سلمية يقوم بها الحوثيون في مناطقهم.
106 - ولم تدم الهدنة طويلا، واستمر القتال حتى 4 يونيو 2014 عندما توسط وزير الدفاع محمد ناصر أحمد من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والقبائل في همدان وعمران. وكما هو الحال مع الهدنة السابقة، لم تدم هذه الهدنة أيضا، واستمر القتال حتى استولى الحوثيون على كل من همدان وعمران في أواخر يونيو وأوائل يوليو، على التوالي.
107 - ووفقا لما ورد في تقارير شهود عيان من المنطقة، احتلت القوات الحوثية المساكن الخاصة، والمساجد والمدارس، ودمرتها ونهبتها. وذُكر أن الحوثيين اتخذوا مواقع لهم في المركز الصحي في قرية ذرحان، ما أحدث أضراراً في الهياكل الأساسية والمعدات الطبية. وتشير دراسة استقصائية أجرتها منظمة غير حكومية، وهي محفوظة لدى الفريق، إلى أن المركز الطبي لم يعد بإمكانه تقديم الخدمات إلى السكان بعد الاحتلال.
108 - وفي سياق كلتا الحادثتين، قُتل أكثر من 30 شخصا إلى جانب ضحايا الهجوم. ويذكر أحد المصادر أن 35 مدنيا قتلوا نتيجة للهجمات التي شنها الحوثيون في مارس ويونيو 2014. وأفاد المصدر نفسه بأن جثث القتلى مُثّل بها على أيدي مقاتلين حوثيين (لم يتأكد الفريق من هذه المعلومات). ووفقا لما ذكره محاورو الفريق، كان معظم الضحايا من الرجال حيث تم إجلاء النساء والأطفال قبل الهجوم.
109 - وأبلغ المحاورون وشهود العيان في ما يتعلق بحادث همدان أن عبدالله يحيى الحكيم، القائد العسكري للحوثيين كان حاضرا خلال هذه العمليات، فضلا عن حضور مقاتلين حوثيين آخرين اثنين.
وقد حاول شيوخ القبائل التفاوض بشأن السلام مع الحكيم، الذي اعتبروه مسؤولا عن المنطقة وعن العمليات العسكرية.
110 - وفي شكوى قدمت إلى شرطة مديرية همدان، وهي محفوظة لدى الفريق، قدم شهود على هجوم شنه الحوثيون على إحدى قرى همدان في مارس 2014 عرضا تفصيليا لنهب المساكن الخاصة وتدميرها على أيدي قوات الحوثيين. ووفقا لإفادات الشهود، فقد أخليت منازل قبل تدميرها، وحُذر الجيران قبل الهجوم. وقدم نفس الشهود أسماء 15 مقاتلا حوثيا يُدعى تورطهم في تلك الأحداث. وأبلغوا بأن القوات الحوثية دخلت بحوالي 50 مركبة مزودة بأعلام حوثية وكذلك بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.
ب - حالة عمران
111 - بعد أن سيطرت قوات الحوثيين على عمران في 8 يوليو، قامت باحتلال الهياكل الأساسية الحكومية، وأنشأت المحاكم والسجون. وقد تولت فعليا مهام الوظائف والسلطات الحكومية بأن وضعت أتباعها في مناصب رئيسية أو مارست الضغوط على المسؤولين الحكوميين.
112 - وحالة الاستيلاء على مدينة عمران مثالٌ جيد على قوة التحالفات التي أقامها الحوثيون والقبائل والرئيس السابق صالح. وقد جرى التخطيط لعملية الاستيلاء ورسمها وتنفيذها في خطة من ثلاث مراحل على مدى عدة أشهر. وفي أثناء النزاع المسلح، ظلت القوات القبلية تعزز قواتِ الحوثيين تدريجيا، وأكد عدة محاورين للفريق كيف كان بعض أفراد القبائل المحلية يقاتلون تحت قيادة الحوثيين وسيطرتهم.
113 - وفي أبريل 2014، أرسل الرئيس هادي وفدا إلى عبدالملك الحوثي من أجل معالجة العنف المستمر، ولمناقشة تنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني، بما في ذلك نزع سلاح المقاتلين الحوثيين وإعادة إدماجهم. وقدم الوفد أيضا طلباتٍ إضافية لم يشملها مؤتمر الحوار الوطني، بما في ذلك أن يشكل الحوثيون حزبا سياسيا. ووفقا لما ذكره مصدر سري، لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مسائل محددة، ولكن تجدُد العنفِ، ولا سيما في عمران، شكل تهديدا للمحادثاتِ وهي في بداياتها.
114 - ووفقا لما ذكره مسؤول عسكري كبير، اشتد القتال في مايو 2014 بين الحوثيين واللواء المدرع 310، يدعمه حزب الإصلاح ورجال القبائل الموالين للأحمر، وفي يونيو، قصفت القوات الجوية اليمنية مواقع للحوثيين، في تصعيد كبير. وفي 2 يونيو 2014، اقتحمت قوات حوثية مسلحة سجن عمران المركزي، وأفرجت عن أكثر من 450 سجينا. واستولت أيضا على معدات عسكرية، بما في ذلك أسلحة ثقيلة، واحتجزت 30 حارسا واختطفتهم. وحُملت مجموعة من السجينات على شاحنات، وزُعم أنهن نقلن إلى صعدة. وليس لدى الفريق أي معلومات أخرى بشأن أماكن وجودهن.
115 - وقد نجح مفاوضون، بمن فيهم وزير الدفاع، في التوسط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مكون من ست نقاط في 4 يونيو 2014، بين الدوائر الأمنية والحوثيين في عمران.
ووفقا لشهادة شخصية تلقاها الفريق، فإن هذه الهدنة لم تدم، وزُعم أن قوات الحوثيين انتهكت وقف إطلاق النار في 14 يونيو، بأن شنت هجوما على مواقع عسكرية في جبل ضين ثم مواقع اللواء المدرع 310.
116 - وقد اندلعت اشتباكات واستمرت بين مقاتلي الحوثيين واللواء المدرع 310 مدعوما بأفراد قبائل موالية للإصلاح، ولكن ذلك لم يكن كافيا لوقف زحف الحوثيين. ووفقا لما ذكره مسؤول يمني كبير، أُرسلت أربع كتائب من المنطقة العسكرية السادسة (الجزء الشمالي من اليمن) وأربع كتائب من صنعاء، من أجل فتح طريق عمران، وكسر الحصار ودعم اللواء المدرع 310 في عمران، ولكن هذه الكتائب توقفت قبل بلوغ عمران، ورفضت القتال. وقد أُبلغ الفريق بأن أمرا ورد من الحرس الجمهوري إلى وحدات أخرى في الجيش بعدم القتال مع حزب الإصلاح ضد الحوثيين في عمران، وبعد ذلك، اجتاح الحوثيون المدينة في 8 يوليو 2014.
117 - وفي أثناء الهجوم الذي وقع في 8 يوليو 2014، أحكمت قوات الحوثيين سيطرتها بالكامل على المدينة. وقد أكد المجلس اليمني الأعلى للأمن أن الحوثيين شنوا هجوما أيضا على قاعدة اللواء 310 المدرع، والمرافق العسكرية والحكومية الأخرى في المدينة، ونهبوا الأسلحة والمعدات.
118 - وفي 9 يوليو، أصدر المجلس اليمني الأعلى للأمن بيانا يحمّل الحوثيين المسؤولية عن انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار السابق في عمران، ويطالب الحوثيين بسحب جميع مقاتليهم من عمران. وبعد ذلك مباشرة، أصدر الرئيس هادي بيانا يدعو قوات الحوثيين إلى الانسحاب الفوري من عمران، وتخليهم عن جميع الأسلحة العسكرية المنهوبة. ولم يتقيد الحوثيون بأي من أوامر الرئيس.
119 - وقد ترتبت على استيلاء الحوثيين على عمران آثار كبيرة إلى أبعد حد بالنسبة لمحافظات الجوف وحجة وذمار ومأرب وصنعاء. إضافة إلى ذلك، فقد أحدث الحوثيون تغييرا في موازين القوى وأعادوا رسم المشهد السياسي في اليمن الذي بُني عليه مؤتمر الحوار الوطني ونُظم على أساسه، وهو ما أثار شكوكا بشأن ما إذا كانت نتائج المؤتمر لا تزال صحيحة وذات صلة. وكشف هذا الأمر الانقسامات داخل الجيش اليمني والمؤسسات الأمنية وقيادتها ومقومات السيطرة عليها وفعاليتها.
120 - ووفقا لما ذكرته مصادر الأمم المتحدة، فقد أسفر القتال الذي حدث في عمران عن وقوع 204 إصابات (مدنية وعسكرية).
وتحققت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من مقتل 27 مدنيا أثناء النزاع المسلح في عمران، وإن كانت لا تحدد الجناة في جميع الحالات. وقد تلقى الفريق إفادات غير مؤكدة من شهود عيان على أن ثلاثة مدنيين على الأقل، وأحد أفراد اللواء المدرع 310 ممن خلعوا زيهم العسكري قتلوا على أيدي الحوثيين.
ومن بين الحالات البارزة مقتل العميد حميد القشيبي، وهو أحد القادة الذين حاربوا الحوثيين خلال الحروب الست. وبلغت الفريق أقوال، في شهادة شخصية، تزعم أنه لم يُقتل أثناء القتال، ولكن الحوثيين أسروه ثم أعدموه بعد أن توقف القتال. ويوجد بحوزة الفريق تقرير عن تشريح جثته يؤكد إصابته بأكثر من 80 طلقة نارية. ولم يتمكن الفريق من التأكد بدقة من ظروف وفاته، وما زالت تحقيقات الشرطة جارية في هذه القضية.
121 - ويبدو أن المدارس كانت أحد أهداف القوات الحوثية عند استيلائها على مناطق في محافظة عمران.
وركزت تقارير المحاورين المقدمة إلى الفريق بوجه عام على استخدام المباني المدرسية لأغراض عسكرية، وما ترتب على ذلك من نتائج وهي عدم قدرة عدد كبير من الأطفال على الذهاب إلى مدارسهم، بدلا من التدمير المتعمد للمباني (باستثناء المدارس السنية).
ولا يبدو أن الحوثيين يستهدفون الأطفال وهم في مدارسهم. وقد أُبلِغ الفريق بأنهم، في بعض الحالات، أصدروا تحذيرات قبل أن يشنوا هجومهم، وسمحوا بإجلاء الأطفال. واستخدم الحوثيون المدارس ثكنات عسكرية، عندما كانوا يتخذون مواقع استراتيجية ضد اللواء 310.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى