عبدالوهاب على مسرح البادري ينجح نجاحا كبيرا

> إعداد/ عوض بامدهف

> إن من أهم العوامل التي ساعدت نجاح الحفل الفني الساهر الذي أقامه الفنان أحمد بن أحمد قاسم في عيد الفطر المبارك على مسرح مدرسة البادري بكريتر ليس كون الفنان الموهوب يوسف أحمد سالم نجم السهرة، كما ظهر في المنشورات فحسب بل ذلك الخبر الصغير المثير الذي نشرته اليقظة ولفت كل الأنظار وجذب الآلاف المؤلفة كما تجذب الفراشات نحو الأنوار والازهار وعلى سيماهم علامة استغراب كبيرة واستفسار واستنكار في آن واحد، وهو أن يوسف أحمد سيغني الجندول أغرودة عبدالوهاب الخالدة كما غناها عبدالوهاب ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل أن يوسف نفسه في مقابلة فنية في صحيفة اليقظة قال بملء فيه وكله ثقة واعتزاز بنفسه إنه لا فرق في الأداء بينه وبين عبدالوهاب، وهذا الفرس وهذا الميدان، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان، وكان العجب العجاب فقد أبدع يوسف فعلا أيما إبداع وانتزع التصفيقات الحادة والهتافات المدوية عاش عبدالوهاب عدن التي هزت أرجاء المسرح ورددت صداها الجبال المجاورة وجوانب المدرسة واستعاد الجمهور مقاطع الأغنية مقطعا مقطعا وعاش هنيهات حالمة بمشاعره وأحاسيسه وكل جوارحه مع يوسف أحمد سالم وكله آذان صاغية في انسجام تام مشدودة أعصابهم إلى صوته الساحر القوي الذي أسكرهم وأطربهم حتى الثمالة وهو يتموج بالعاطفة ويأخذ بمجامع القلوب يصب في مسامعهم.. “أين من عيني هاتيك المجال ياعروس البحر ياحلم الخيال”.. إلى درجة أن أحدهم فغر فاه مشدوها متسائلا بكل سذاجة وبراءة أيش هذا الصوت يوسف يمكن إلا جابوا مسجل والحق أقول إنه لا فرق إطلاقا بين صوت موسيقار الشرق عبدالوهاب وصوت يوسف في قوة الأداء والتعبير والانفعال الذي يترك في النفوس خاصة عند تأديته “دقت ساعة العمل”.

حقا إذا أغمضت عينيك وسبحت في الخيال لخلت أن عبدالوهاب هو الذي يغني على مسرح البادري ومما هو جدير بالتنويه والإشادة بمجهودات أحمد قاسم وضبطه للموسيقى التي كانت تصدح في هرمونية متناسقة شجية مشجية غنية سخية تزيد كفيض من الأنغام الحالمة والفضل الأول يعود إلى عبقرية ملك العود أحمد قاسم أولا وأخيرا وهو في طريقه إلى تبني موهبة يوسف أحمد سالم وتزويده بالألحان كي يبرز أكثر وأكثر حتى الذروة.
«الأيام» 4 أبريل 1963م العدد 1296

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى