الفنان بن سعد والدكتور سعودي 2-2

> د. عبده يحيى الدباني

> لقد كان الباحث الدكتور سعودي مخلصًا لموضوع بحثه عن الفنان بن سعد، فتناوله من جميع الوجوه، ولم يخفِ حبه للفنان وانفعاله بفنه، ولكن هذا الأمر خدم البحث.
فقد أشار الباحث إلى لغة الفنان في الأغاني التي ألفها هو، وكيف جمع بين اللهجة اللحجية والعدنية بطريقة مميزة، وكيف ضمن الأمثال في أغانيه في عناوين الأغاني وفي متنها مثل (الوعد كالرعد) وغيرها.
وفي تقديري أن (بن سعد) قد عبر بموسيقاه وألحانه وأدائه أكثر مما عبر بكلمات أغانيه، التي طوعها لتلك الألحان والموسيقى، ولكن لا يجحد شاعرًا, وهناك أمر آخر في أغاني بن سعد التي ألفها وهو الموسيقى الشعرية المرتبطة بأوزان تلك الأغاني وقوافيها وإيقاعها الداخلي ولا نقصد هنا موسيقى الألحان وإنما موسيقى الشعر نفسه، وهذه الظاهرة لم يلتفت إليها الباحث، وهي بحاجة إلى دراسة نقدية هي أقرب إلى الأدب منها إلى الغناء، فقد حفلت تلك الأغاني المؤلفة بتعدد الأوزان وتنوع القوافي وقصر الأشطر وغير ذلك.
إن كتابة الأغنية ليس أمرًا سهلاً، فهي بحاجة إلى ملكة وإلى دربة وحس ومراعاة ما تستلزمه أمور الغناء من تنوع وبساطة، فهناك قصائد جميلة لكنها لم تتحول إلى أغان جميلة لأن للغناء شروطه، وهنالك قصائد متوسطة الجمال شعريًا ولكنها جملت وشاعت عن طريق الغناء.
وأخيرًا لم يكن ما ذهبنا إليه من تنويه، وتعليق على بحث الدكتور سعودي إلا دعوة لقراءته وحثًا للباحث على تطويره ونشره في كتاب خدمة للفن ووفاء لفناننا الكبير محمد سعد عبد الله الذي كان مدرسة أخلاقية في فنه, وهذب المشاعر بألحانه وكلماته, فما أحوجنا اليوم لذلك الفن والتمسك به في حين أضحت كثير من الأغاني في هذه المرحلة ضجيجًا وصراخًا ومعاني هابطة تفسد الذوق والأخلاق.
ولا ننسى أخيرًا الإشارة إلى الفنان محمد سعد عبد الله صاحب الأناشيد الوطنية الثورية التي رافقت الشعب في مختلف المحطات الوطنية التي مر بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى