خط التماس مع الشمال وأول حدود المواجهات المحتملة.. الصبيحة.. ترتيبات قادمة للتصدي لأي هجوم على الجنوب

> تقرير/ محيي الدين الشوتري

> السابع من مارس 2015م سيظل يوماً مشهوداً في مدينة طور الباحة حاضرة الصبيحة، وهو اليوم الذي حاول فيه نفر تنظيم تظاهرة مؤيدة للحوثي، وهو ما اعتبره الكثير بمثابة الرصاصة التي كانت ستطلق لبث الفرقة بين مناطق وقبائل الصبيحة، وهي من كبرى المناطق والقبائل الجنوبية والتي ينطوي معظم سكانها تحت ظلال الحراك الجنوبي ويسيطر على المنطقة منذ 2008م، ومديرية طور الباحة من المناطق المعروفة التي شهدت تهميشاً كبيراً لأبنائها عقب اجتياح الجنوب في السابع من يوليو 1994م المشؤوم لأرض الجنوب حيث استباحت تلك الحرب الأرض والإنسان فيه.
**لماذ الخوف؟
تُعد مناطق الصبيحة التي تقع إدارياً ضمن محافظة لحج كبرى مديريات المحافظات من حيث المساحة، وتتوزع تضاريسها بين السهلية والجبلية والساحلية حيث تتوزع على مديرية المضاربة ورأس العارة وطور الباحة، بالإضافة إلى منطقة كرش الواقعة هي الأخرى على خط التماس مع الطرف الشمالي، وكان يوجد بها ما كان يعرف ببراميل الشريجة الفاصلة بين اليمنيين قبل مايو 90م.

ولأن مناطق الصبيحة حدودية جميعها مع الجانب الشمالي سواء من طورالباحة أو كرش التي تجاور مناطق القبيطة والمقاطرة أو مديرية المضاربة ورأس العارة الأكثر أهمية التي ترتبط ارتباطاً جغرافياً وثيقاً بعدن وفيها ساحلا رأس العارة وخور العميرة الذي يرتبط بساحل البريقة المديرية الأقرب لمديرية المضاربة ورأس العارة التابعة لمحافظة لحج، كما أنها تشرف وتطل على مضيق باب المندب المضيق الأشهر الذي تتصارع عليه كبريات دول العالم.
هذه الأهمية الجغرافية لمناطق الصبيحة جعلها بمثابة الحصن الحصين والسد الذي يجب أن يكون منيعاً للثغر الباسم عدن، ومن هنا يعد سقوط الصبيحة سقوطاً لعدن.
**احتمالات الدخول**

علل البعض تمسك جماعة الحوثي التي انقلبت على النظام اليمني في صنعاء في الثلث الأخير من شهر يناير الماضي باللواء محمود الصبيحي المنحدر من منطقة (عزافة) الساحلية التابعة لمنطقة رأس العارة بأنها محاولة منها لاستعطاف قبائل الصبيحة ومناطقها نظراً لمكانة الرجل لدى قطاع واسع من قبائل الصبيحة ولكسب جمهور واسع لها في المنطقة التي تظل لها أهمية كبيرة لاطلالها على مضيق باب المندب وكذلك خليج عدن وقربها الجغرافي من عدن ورغم ذلك كانت هناك توقعات من خروج الصبيحي من عبائتهم بحسب ما أوحى مقربون وهو ماحدث فعلا، لذلك تظل مديرية المضاربة ورأس العارة الأكثر قرباً ووصولاً لعدن من غيرها كطور الباحة مثلا التي تحتاج لعدة مناطق تابعة للحج قبيل الوصول لدار سعد أقرب نقطة في عدن لمحافظة لحج، لكن تظل الجهة الغربية التي تربط رأس العارة بالبريقة (عدن الصغرى) هي الأفضل من حيث المسافة والقرب.
**ضربة الصبيحي**
منزل محمود الصبيحي
منزل محمود الصبيحي

قُبيل الواحدة فجراً من أمس الأول كانت منطقة عزافة الساحلية تستعد لاحتضان ابنها العائد إليها محمود أحمد سالم الصبيحي وزير الدفاع الذي ظل محاصراً من قبل الحوثيين طيلة الأسابيع الماضية قبل أن ينجح وينفذ بجلده في عملية استخدم فيها الذكاء الجنوبي الذي ظل مغيباً طيلة العشرين عاماً الماضية، ومع عودة الصبيحي ستتغير موازين القوى وسيكون لمحمود العامل الأبرز لإعادة ترتيب البيت الصبيحي الذي يقف على عاتقه مهمة حماية الأرض العدنية التي أضحت اليوم ملجأ للكثير من القيادات السياسية، وبالتالي ستعد هذه ضربة مؤلمة وموجعة للحوثيين الذين كانوا يؤملون كثيرا في وضع اللواء الصبيحي في صفهم ولكن رياح الصبيحي أتت بما لاتشتهيه سفن الحوثي.
**الترتيبات القادمة**
محمود أحمد سالم الصبيحي وزير الدفاع
محمود أحمد سالم الصبيحي وزير الدفاع

من المرجح أن اللواء محمود الصبيحي سيضع كل جهده في المرحلة القادمة بالتنسيق والتعاون مع قبائل مديرية المضاربة ورأس العارة التي تتسم بالشراسة من أجل نشر لجان شعبية بأعداد كبيرة على طول الخط الساحلي الذي يربط لحج بعدن ونشرها في مناطق سقية والعارة والخور وربما منطقة الوازعية الشقيرة التي ترتبط جغرافيا بمنطقة الرويس
لاسيما وأن العشرات من قبائل وشخصيات الصبيحة بدؤوا بالتوافد إلى منزل محمود الصبيحي لهذا الغرض، ولهذا سيكون الطريق والشوك صعبا أمام أطماع دخول الحوثيين إلى عدن من جهة المضاربة ورأس العارة، وربما هذا يعيد الذكريات إلى حرب 94م وكيف عمل لواء خرز على تكبيد القوات الغازية خسائر كبيرة الذي كان يقوده محمود الصبيحي والذي قاتل واستبسل في الدفاع عن عدن آنذاك ولم تسقط جبهته إلا بعد سقوط معظم المناطق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى