مدير عام فرع الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف بمحافظة المهرة لـ«الأيام»:المركزية وصاية مفروضة علينا وتسببت في عرقلة خططنا ومشاريعنا

> لقاء/ ناصر الساكت

> لم يخف مدير عام فرع الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف بمحافظة المهرة المهندس وائل عبده صالح الوعيل، امتعاضه الشديد من المركزية الشديدة والمفرطة واعتبرها في حكم “الوصاية” المفروضة من المركز، مؤكدا بانها كانت وما تزال عائقا رئيسيا في عدم تنفيذ الخطط والبرامج الاستثمارية مطالبا قيادة الهيئة بصنعاء رفع هذه المركزية والتوجه الصادق والصحيح نحو اللامركزية الكاملة الإدارية والفنية والمالية الكاملة، ومنح الفروع كامل الصلاحيات للقيام بمهامهم دون عراقيل.
وعدد الوعيل كثيرا من المشاكل والمعوقات التي تؤثر سلبا على نشاط الفرع وتحول دون إنجاز مهامه ومشاريعه.
وأشاد بجهد المجالس المحلية بالمحافظة في تسهيل مهام الفرع، مشيدا بالدعم والتعاون الأخوي الذي تقدمه الجمعية العمانية للأعمال الخيرية وجمعية العون المباشر الكويتية في دعم وتمويل مشاريع مياه الريف بالمهرة.
جاء ذلك في حديث لـ«الأيام» تناول فيه كثير من القضايا والأنشطة التي يقوم بها فرع الهيئة بالمحافظة والصعوبات التي تواجهه.
** بداية.. دعنا نبدأ من طبيعة الدعم والتعاون الخيري الذي تقدمه سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقتين؟
- فعلا هناك دعم وعون تقدمه عُمان والكويت لمحافظة المهرة عبر بعض الجمعيات الخيرية ونحن لدينا تنسيق مع الأخوة في الهيئة العمانية للأعمال الخيرية تمثل في اعتماد “10” آبار بكافة مكوناتها، المرحلة الأولى منها تنفيذ عملية الحفر وتجهيز المصادر والتأكد من مدى جاهزيتها من حيث الإنتاجية والكفاية لاستكمال بقية المكونات.
وهذه الآبار موزعة على عشر مناطق بمديريات مختلفة.. هي “الفلجة وراس غبوري بمديرية قشن وهركن ورهوط بمديرية منعر، وتمت إضافة “بئرين” لتأهيل ودعم مشروع مياه مدينة الغيضة وضواحيها باعتماد منطقتي فوري الأولى وفوري الثانية التابعة للمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي.
إضافة إلى دعم مؤسسة المياه بمديريتي حصوين وسيحوت بحفر “بئرين” لكل منهما “حصوين1” و “حصوين2” و “رأس غبوري” و “العيص1” ويتبقى فقط للمشروعين الأخيرين التأكد من سلامة الضخ وجاهزيتها، ونأمل أن تستكمل بقية الآبار وتجهيز باقي المكونات من غرف ضخ ومضخات وخزانات وانابيب مع اعمال التركيبات والتوريد والحفر والردم وغيرها، بالإضافة إلى تأهيل وتطوير مشروع مياه حوف “الاستراتيجي” بعد أن تم مؤخرا استكمال كافة الإجراءات ولم يتبق سوى توقيع العقد بين الهيئة العمانية كجهة ممولة والمقاول.
وأملنا كبير أن تؤدي هذه الاعمال إلى حل المشاكل الفنية التي يعاني مشروع مياه حوف وعند انجازه سيغطي المشروع كافة مناطق مديرية حوف السياحية الجميلة والقضاء على أزمة المياه هناك، ولا ننسى أن نشيد بدور ودعم الأشقاء في الهيئة العمانية للاعمال الخيرية لتمويل مثل هذه المشاريع والخدمات التي ترتبط بحياة الناس المعيشية ونشكرهم كثيرا على هذه الجهود الخيرية الانسانية العظيمة.
وأضاف: “وضمن هذا التعاون الإخوي اعتمدت جمعية العون المباشرة الكويتية عدة مشاريع مماثلة مدرجة ضمن الخطة وتتمثل في توفير وحدات معالجة للمياه -كمرحلة أولى- لتنقية وتحلية المياه المالحة –ربما- بما يمكَن الأهالي من استخدامها كمياه صالحة للشرب.
وتتوزع هذه المشاريع في خمس مناطق.. هي منطقة “تنهالن” الجديدة مديرية الغيضة، ومناطق “ذكوفو” و “مشقارر” و “فوجيت” بمديرية شحن ومركز المديرية، وجاء اختيار هذه المناطق كون مشاريع المياه فيها مستكملة بكافة مكوناتها من آبار ومضخات وخزانات وشبكات المياه.
أما الإضافة الجديدة في دعم جمعية العون الكويتية تتمثل في تنفيذ وحدات معالجة للمياه وبسعات تخزينية مختلفة حتى يصبح الماء المعالج نقيا وصالحا للشرب ليستفيد منه سكان هذه المناطق الريفية.
كما اعتمدت الجمعية كمرحلة ثانية، مشاريع أخرى مهمة مثل تنفيذ عدد من الخزانات والمضخات وتوريد وتركيب أنابيب ومضخات في عدد من المناطق، وسيتم الجلوس مع القائمين على الجمعية لاستكمال الاجراءات المطلوبة.
ونأمل ونعول من هذا التدخل الخاص بجمعية العون الكويتية أن يمثل تحولا ايجابيا في دعم مشاريع المياه في المهرة، لأن الجمعية تركز على جانب مهم وهو تحلية وتنقية المياه، وهذا مجال جديد لم يتم اعتماده من قبل من أي جهة كانت في المحافظة”.
**ماهي أنشطة ومهام الفرع التي قمتم بتنفيذها؟
- أنشطتنا ومهامنا كثيرة ومتعددة لكن يمكن إيجازها في ست نقاط، وهي إعداد البرامج الاستثمارية لمشاريع مياه الريف المطلوبة بحسب طبيعة الإحتياجات المرفوعة إلينا من قبل المستفيدين من المواطنين وكذلك المجالس المحلية بالمحافظة ووفق الأولويات، وتعتمد في النهاية على المبالغ المخصصة من مركز الهيئة للمشاريع وحصة المهرة منها.
إلى جانب أن الفرع يقوم بعمل مسوحات ميدانية لمشاريع مياه الريف في مختلف مديريات المحافظة، وتحدد هذه المسوحات نسب التغطية لمشاريع المياه وبالتالي نعتمد عليها كمؤشر عند إعداد برامجنا الاستثمارية.
كما نقوم بعمل الدراسات الفنية والاجتماعية للمناطق التي تمثل احتياج مكون أو أكثر مشاريع مياه الريف، وتنفيذ مشاريع حفر آبار ارتوازية ويدوية ومشاريع بناء وتشييد خزانات خرسانية، و مشاريع شبكات مياة وتوريد أنابيب ومضخات، ونزول المهندسين والفنيين المختصين للإشراف على كافة مكونات المشاريع المدرجة ضمن الخطط والبرامج الاستثمارية السنوية المعتمدة.
والتعاون والتنسيق مع بعض الجهات الخارجية والجمعيات الخيرية في تنفيذ بعض المشاريع التي تتكفل بتمويلها هذه الجهات.. مثل الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية وجمعية العون المباشر الكويتية وهذا دائما يتم بالتنسيق مع المجالس المحلية بالمحافظة والمديريات.
وفيما يتعلق بالبرنامج الإستثماري للعام الماضي أوضح مدير عام فرع الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف “ بإنه تم تنفيذ ما نسبته 90 % من البرنامج، حيث تم اعتماد “أربع” شبكات مياه في مناطق “صقر” و “جدوه” و “طهليل” في مديرية حصوين، وبلغت نسبة الإنجاز فيها حوالي 40 %، كما تم تنفيذ مشروع شبكة مياه”تنهالن” الجديدة بالغيضة، وشبكة مياه “ذكوفو” في شحن، ومشروع شبكة مياه حبروت تم البدء في الأعمال ونتوقع الإنتهاء من هذه المشاريع في مايو المقبل، وكان لدينا ضمن البرنامج الاستثماري اعتماد توريد وتركيب اربع مضخات لمناطق “مشقارر” و “خفه” و “اروت” و “الشيني” هذه المضخات موجودة بمخازن الفرع، فقط نحن بإنتظار نزول فريق الفحص والمورًد لاستكمال عملية التركيب.
**تواجهكم عدة صعوبات ومعوقات من بينها المركزية المفرطة؟
- نعم تواجهنا معوقات ومشاكل وصعوبات عده سببت لنا الكثير من العراقيل في تنفيذ خططنا ومهامنا والتأخير في إنجاز المشاريع وعرقلتها، وكذا خلق إشكاليات مع كافة الشرائح التي نتعامل معها، مقاولين، موردين، منفذين، أو مواطنين مستفيدين او مجالس محلية.
ولعل أبرز ما يعيق عملنا هي المركزية المفرطة والشديدة التي نعتبرها وصاية كاملة لأنها مركزية مالية وإدارية مقيتة من قبل مركز الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف بصنعاء، إنها مركزية شديدة، وتأتي ضمن الهيكلية التي انشئت واقيمت عليها الهيئة، هذه المركزية “تسيطر” على كل ما يتعلق بنشاط كافة الفروع ومنها فرعنا حيث ندفع ثمنها غاليا بسبب بُعد المهرة الجغرافي عن المركز، مما يجعل التواصل ضعيف وتؤثر سلبا على أداء الفرع ،إننا نعاني كثيرا من هذه “المركزية” بشكل كبير.
مشكلة كبرى أخرى نعاني منها وهي أن “المركز” والجهات الداعمة مع الأسف لا تأخذ في الاعتبار خصوصية محافظة المهرة من حيث المساحة الواسعة وبُعدها عن العاصمة والتركيب الاجتماعي، فالسكان غالبيتهم من “البدو الرحل” المتنقلين غير المستقرين ويتم الاعتراض على البرامج الإستثمارية المرفوعة من قبلنا والتي ناقشناها مع السلطات المحلية بحجة عدم الاحتياج وقلة الكثافة السكانية من وجهة نظرهم، لكني أبيًن انه ليمكن أن تجعل من هذا التركيب الاجتماعي السكاني من بدو رحل إلى بيئة سكانية مستقرة ودائمة إلا باعتماد مشاريع نمطية يتجمع حولها السكان كمناطق استقرار يمكن البناء عليها في إقامة مشاريع خدمية داعمة كمدارس ووحدات صحية وغيرها لتصبح مناطق حضرية مستقبلا ، لان التجمعات السكانية متناثرة وتتوزع تقريبا على كافة مساحة المحافظة.
أيضا توجد بالمحافظة مشاريع كثيرة غير مدرجة ضمن البرنامج الاستثماري بالمهرة والتي تم تنفيذها من سنوات سابقة، ولأنها لا تتوفر مخصصات كافية، مما يسبب لنا اشكالية في عملية النزول اليها لرفع تقارير وحل مشاكلها الفنية، لكني أشيد بتعاون المجالس المحلية واشكرهم لدورهم البنًاء في تسهيل مهامنا ومساهمتهم في تنفيذ المشاريع سوى من حيث دعم وتمويل الدراسات واعتماد بدلات سفر للمهندسين لمعالجة مثل هذه المشاكل وبوجود المحافظ محمد علي ياسر إن شاء الله ستتحسن كثير من الأمور.
هناك أيضا نواجه مشاكل لوجستية وارجو من الاخوة في المركز التعاون التام معنا بحكم اننا في محافظة نائية ونحتاج لأبسط مقومات الدعم حتى نتمكن من القيام بمهامنا ومسؤولياتنا بالشكل المطلوب.
** ما هي آمالكم وطموحاتكم بل ومقترحاتكم لتحسين نشاط الفرع؟
- أولا نأمل أن يخرج الوطن من هذه الأزمة التي أتت على كل شيء.. ونأمل من الهيئة التوجه الصادق والصحيح نحو اللامركزية الكاملة التي على أساسها يتحمل كل فرع اخفاقاته او نجاحاته ودون الدخول في دوامة إلقاء المسؤولية على الآخر والابتعاد عن حجج عدم مقدرة الفروع الاعتماد على نفسها وانها تحتاج لمن يشرف او يكون وصيا عليها ، فبوجود اللامركزية أؤكد أن نسبة الإنجاز وكفاءة الأداء ستصل إلى 90 %.
ونتطلع بان يكون هناك دورا توعويا موجها للجهات الخارجية الداعمة والصناديق المانحة والجمعيات الخيرية وغيرها بخصوصية المهرة من ناحية التركيبة الاجتماعية للسكان والبدو الرحل وتناثر مناطق الإستقرار السكاني على كامل مساحة المحافظة وإحتياج المحافظة لتنفيذ مشاريع مياه لإيجاد بؤر استقرار سكاني.
ونتمنى أن تحل كافة مشاكل الفرع اللوجستية سريعا لانها تؤثر سلبا على نشاطنا بشكل مباشر وغير مباشر، ومحاولة دعم نفقات بدلات السفر للمشاريع الغير مدرجة ضدمن البرنامج الاستثماري وهي تقارب الـ 51 % من أعمال الفرع لذا نأمل معالجتها.
ونطالب بعمل دورات تدريبية مكثفة لكافة مدراء الإدارات والمهندسين ضمن إداراتهم بالفروع حول كيفية رفع وتنفيذ الأعمال الإدارية والفنية للمشاريع بشكل سليم وبحسب النظام الخاص بالهيئة حتى يمكن تلافي كافة الملاحظات التى ترفع حول تنفيذ المشاريع ورفع نسبة الأداء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى