ليتني دوعني

>
 محمد العولقي
محمد العولقي
* في حالة تقمص دور البطولة المطلقة في "الرياضة " تحديداً فتش عن الإدارة أولاً ، وعن العقول التي تديرها منسجمة مع محيط رياضي نقي يتدافع أرتالاً لمشاهدة "العرض" من مكان الحدث.
* كثيرون أصابهم "ميكروب" الإنبهار لمجرد أن نادي "الهجرين" بمديرية دوعن الحضرمية سحب البساط "الأحمدي" من تحت أقدام بطولات رسمية ترفع شعار "العك والعك المضاد" ، وكثيرون غزاهم "فيروس" الدهشة وهم يتلذذون يومياً بقافلة من التغطيات الميدانية الحية لبطولة "طارق بن محفوظ" ، حتى أن بعض المصابين باللوثة ، تهكموا على ما يقذف به ملعب "علي سالم عفيف" من مشاهد جماهيرية ولمسات فنية لا نشاهدها إلا في الدوريات العالمية.
* يحاول بعض "المحتالين" السياسيين بث "الغموض" عن حضرموت الكبرى ، ويمررون مشاريعهم التمزقية في "ساندوتش" مسموم وعندما تفتح رياضة حضرموت بابها للرياضة تتوارى إرهاصات المنزعجين وتتقلص إلى أن تصبح كرة "قنفذ" دميم ، يركله "الحضارم" إلى مزبلة التاريخ.
* يمكنكم أن تحملوا كلامي على محمل "الصدق" ، باعتباره "شامبو" القلوب .. ولا مبالغة عندما أبصم بحواسي قبل أصابعي أن "الحضارم" في الساحل والوادي رياضيون بالفطرة .. جبلوا على التميز في التنظيم الحضاري الراقي وعلى التألق في توحيد طاقاتهم نحو هدف الإستئثار بكل ما هو فريد وجديد في عالم كرة القدم.
* والذين يتابعون دوري "بن محفوظ" .. أما بالعين المجردة في مديرية دوعن حيث عسلها ما زال يمثل إلهاماً ووحياً لشعراء التجديد والتحديث أو عن طريق الأذن ، التي تعشق قبل العين أحياناً ، كما قالها "بشار بن برد" قبل الإسلام ، وترجمها "الحضارم" ، إلى واقع يبعث على الغبطة والسرور .. يشهدون بالذوق الرفيع ، للفرق المتنافسة التي تقدم أطباقاً شهية يسيل لها اللعاب.
* عندما أقرأ "محاسن" التنظيم .. والمباريات التي تسير ، على طريقة الملك الذي يمشي واثق الخطوة تقفز إلى رأسي أسئلة بريئة من وزن :
أين إتحاد الكرة من "العقول" الحضرمية التي تنتج يومياً أفكاراً توازي قيمة النفط ومشتقاته؟! .. وأين وزارة "دار المسنين" المعروفة سابقاً بوزارة الشباب والرياضة من "التكافل" الحضاري الرياضي لحضرموت ساحلها وواديها؟ .. إن وجود "العقول" الحضرمية في أي مجال من المجالات ضمانة أكيدة لنجاح متوقع يخرج البلد الحزين من أزماته السياسية والرياضية ، لكن إذا كان "غريمك" القاضي في صنعاء من تشارع؟!
* قارئ من "الوادي" يدأب على متابعة الدوري بعيني صقر ، وصبر جمل وحيوية حصان .. قال لي عبر الهاتف معاتباً : أينك من دوري بن محفوظ ؟! أراهن لو أنك متواجد لكتبت عن "الهجرين" معلقات تصلح لأن تعلق على جدار مدينة شبام التاريخية ؟! .. إعلم يا عزيزي السائل أن ما يبثه الأثير من صور سهلة المشاهدة .. وحروف بديعة لكوكبة من الأقلام الحضرمية المخضرمة في مجالها كفيل بفك العقدة من لساني..!
* في "الهجرين" وفي ملعب المدينة يتصافح الجو البديع مع دنيا الربيع فتفتح المواضيع محاراتها لسلسلة من الأهازيج ، التي كانت موجودة زماااان في ملاعب الجنوب ، فمن ذا الذي لا يطرب ويتمايل فرحاً وسعادة مع روابط الفرق الشعبية ، وهي تبتدع شعارات رياضية تقيم أرض الملعب ولا تقعدها كحال جماهير "ليفربول" ، مع فريقه الذي لا يمشي وحيداً؟ .. ومن ذا الذي يصادر ذبذبات المعلقين المجتهدين "صالح لكمان" و"سالم بن عبودان" وهما يتقمصان لحظات هاربة من مفردات ساخنة ، يفرضها الهدف الملعوب ، واللعبة الذكية والمراوغة البارعة والتسديدة المؤطرة؟!
* في "الهجرين" لا مكان للقات والعادات الدخيلة القادمة من أفيال "أبرهة الأشرم" .. كبار السن من الكهول إلى المسنين .. يتواجدون في المدرجات .. يكتحلون بما تنتجه أقدام اللاعبين من إثارة تحبس الأنفاس وبنفس درجة العشق الذي يراه "حسين المحضار" معنى وفناً رفيعاً .. ينجذب الأطفال إلى الملعب من ساعات مبكرة ، ولا يمارسون إلا التشجيع المثالي الذي يقذف بهم إلى صحن الملعب ، كلاعب محوري يضفي على المباريات متعة وحلاوة وطراوة.
* ليس مهما أن يسبق إسم "طارق بن محفوظ" لقب شيخ .. فالمشيخة عند "الحضارم" تواضع ونكران للذات .. والمشيخة عند "طارق بن محفوظ" سلوك وفكر يترجم إلى دعم غير محدود ، لأبناء جلدته .. أما في صورة دوريات تحرك المياه الراكدة في ظل "وحدة" يمنية أعادتنا إلى "سرداب" التناحرات أو في صورة مشاريع خيرية يلمسها المواطن البسيط الذي يبحث عن العيش بكرامة وبساطة.
* وحقوق "طارق بن محفوظ" محفوظة في عيون ناسه .. يغطونها برموشهم وأهدابهم .. وهم لا يرفعون صورك يا "طارق" تزلفاً أو نفاقاً طمعاً في ما يسد الحاجة ولكنهم يرفعونها لأنك تشعر بمعاناتهم وتستمع لأناتهم .. وتستجيب لمن يستغيث من رمضاء الحاجة ونار المشقة دون أن يصارحك بهم الليل ومذلة النهار، لقد إخترت طريق "إدفع بالتي هي أحسن" ، وطالما بسطت يدك لهموم وتظلمات ناسك ومدينتك دون أن يروها .. فأنت بذلك تدخل سالماً إلى رحمة المولى عز وجل .. فتصبح من المؤمنين الذين تواصوا بالحق وتوصوا بالصبر.
* وختاماً .. لا يسعني إلا أن أرسل باقات ورد عبر الكلمات للجنة المنظمة للدوري .. ولكل أبناء مديرية "دوعن" عامة ، ومدينة الهجرين خاصة .. والسلام فرداً فرداً ، على كل من يواكب الدوري ، بالمشاهدة أو بالتفاعل الإعلامي .. وليعذرني الزميل "يوسف عمرباسنبل" المثابر فقد تذكرت طيفه في الختام .. ماذا أفعل يا "يوسف" .. فالشوق أمرني أطيعك وأنسى خلاني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى