سجون بولندا تفتح أبوابها للزائرين

> وارسو «الأيام» أ.ف.ب

> في الاوقات العادية، ليس هناك موجب لان تمضي غرازينا دوبيال المسؤولة في مؤسسة مصرفية في وارسو يوم الاحد وراء القضبان، لكنها ستفعل ذلك الآن، بعدما سمحت السلطات البولندية لمواطنيها بزيارة السجون.
وتقول هذه السيدة البالغة من العمر 57 عاما “احب ان اتنزه هناك”. وهي من ضمن مجموعة من ستين شخصا دفعهم فضولهم للاستجابة لدعوة لزيارة سجن بيالوليكا في ضواحي وارسو، وهو واحد من السجون العشرة في البلاد التي تفتح ابوابها خلال النهار لزيارات المواطنين.
وتقول دوروتا آلام، الطبيبة النفسية العاملة في السجن “يظن الناس اننا في هذا السجن لا نفعل شيئا سوى توقيف المساجين”.
وتضيف “نرغب في ان نظهر للناس اننا نعمل بشكل حقيقي مع المساجين ليكونوا قادرين اكثر على تحمل المسؤولية” ما ان يغادروا السجن ويعودوا الى المجتمع.
وهذا السجن المحاط بسور اسمنتي واسلاك شائكة وكاميرات مراقبة هو اكبر السجون في بولندا، واحد السجون الاكبر في اوروبا. وهو يتسع لما يقارب 1400 سجين. ونزلاؤه هم من الرجال المدانين بمخالفات تتراوح بين القيادة في حالة سكر الى العنف الاسري والسطو وحتى القتل.
وكان الرئيس البولندي الحالي من نزلاء هذا السجن، بين العامين 1981 و1982، حين كان السجن معتقلا للمعارضين السياسيين والناشطين الشيوعيين في حقبة الاستبداد العسكري.
ولدى دخول المواطنين لزيارة السجن، يستوقفهم الحراس ويتثبتون من اوراقهم الثبوتية، ثم يصطحبونهم الى مركز الترفيه داخل السجن، حيث يمارس النزلاء هوايات الرسم والمسرح وغيرها من الانشطة.
ثم يتاح للزوار زيارة الزنزانة 18 حيث يوجد سريران متوازيان، وطاولة وبعض الاواني البلاستيكية، وحمام ونافذة.
وتختار ادارة السجن اثنين من الموقوفين ليتواصلا مع الزوار، ويسمح لهما ان يرتديا الثياب العادية، بدلا من ثياب السجن.
احد هذين السجينين يدعى روبرت، وهو في الثامنة والثلاثين من العمر، وقد دخل السجن آخر مرة قبل خمس سنوات، بعد ان دخله ثلاث مرات من قبل بتهم حيازة المخدرات والسرقة، وما زال امامه ثماني سنوات ليخرج من رواء القضبان، في هذا السجن الذي يقول عنه “لقد بات اشبه ببيتي”.
لكنه هذه المرة يأمل أن تكون اقامته هنا ذات منفعة عليه، ويقول “اريد ان اتغير، ان اصبح افضل”.
لكن خبراء يشيرون الى اكتظاظ كبير في السجون في بولندا، ويقول المحامي بيوتر كلادوسزني العضو في هيئة هلسنكي المعنية بحقوق الانسان ان السجون في بولندا هي من الاكثر اكتظاظا في اوروبا، ويبلغ عدد السجناء في هذا البلد 80 الفا علما ان اجمالي عدد السكن 38 مليونا.
ويضيف “عدد السجناء هنا يوازي عدد السجناء في المانيا علما ان عدد سكان المانيا يوازي ضعف عدد السكان هنا”.
ويبدي ارتياحه للتعديلات القانونية المقرة في العام 2013 والتي حجبت عقوبة السجن عن عدد من المخالفات البسيطة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى