تظاهرات في تعز وإب وذمار والحديدة مناوئة للحوثيين وأخرى في صعدة وصنعاء مؤيدة لهم

> تعز /إب /ذمار /الحديدة «الأيام» فهد العميري /عبد العزيز الويز / إياد الوسماني

> شهدت محافظات تعز وإب والحديدة وذمار، أمس، احتجاجات شعبية مناوئة لجماعة الحوثي ورافضة لانقلابها المسلح على الشرعية الدستورية وسطوها على مؤسسات الدولة، فيما خرج أتباع جماعة الحوثي في مسيرات مؤيدة للجماعة في معقلها بمحافظة صعدة والعاصمة صنعاء.
وخرج الآلاف في تعز بمسيرة حاشدة انطلقت من ساحة الحرية إلى ديوان المحافظة، عبر المشاركون فيها عن رفضهم للانقلاب والمليشيات المسلحة، وطالبوا بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإطلاق سراح المختطفين ورئيس الوزراء الذي فرضت عليه الجماعة إقامة جبرية.
كما أدى الآلاف المواطنون في كل من ساحة الحرية وشارع جمال صلاة جمعة “تعز ترفض الانقلاب والمليشيات المسلحة”، وقال خطيب جمعة شارع جمال، نجيب الحاج: “المليشيات المسلحة ومن يريدون أن يجهضوا الدولة المدنية مرة أخرى لن نسمح لهم بعد إجهاض محاولات بناء الدولة قبل ثلاثة عقود ونصف بقتل الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي”.
وقال: “رضعنا الدولة حولين كاملين وأثمرت أجيالا ينددون ليلا ونهارا بالانقلابيين، وما يقومون به من ممارسات يريدون إعادتنا إلى مربع الفوضى والعصابات وحمل السلاح وتحكيم منطق القوة”، مشيرا إلى أن “اليمنيين يطالبون بالدولة المدنية الخالية من السلاح والفساد، دولة ليست لأحد وإنما يعيش تحت سقفها الجميع”.
ودعا أبناء الشعب اليمني إلى أن “يقفوا ضد عصابات التمرد التي تسعى اليوم إلى تمزيق الوطن وخرق سفينته والعبث بمقدرات الشعب اليمني وإعادة الوطن إلى ما قبل عقود، فواجب كل يمني الحفاظ على هذا الوطن فهو أمانة الله في أعناقنا جميعا”، كما دعا إلى “رفض ما يقوم به (الانقلابيون الحوثيون) من تمرد وبعد عن الشرعية”، مؤكدا على أن “الواجب أن لا نخاف أحدا، وأن نأخذ بأيدي أولئك الناس إلى طريق الحق والعدل، والخيانة التي جزاؤها الشرعي المجمع عليه هو الإعدام”.
كما دعا الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، المنتخب من الشعب إلى أن “يقوم بدوره في الحفاظ على الوطن ومنجزاته، والحفاظ على وحدة أرضه واستقراره والقيام بالقضاء على المليشيات”.
وناشد أبناء القوات المسلحة والأمن بأن “يكونوا مخلصين لهذا الوطن، فهذا الوطن يريد منكم أن تقفوا ضد كل من يريد أن يعيد الوطن إلى العهد الإمامي أو التوريث، وناشدهم بالعهد الذي أقسموا بالله أن يقفوا ضد كل من يتآمر على هذا الوطن، فاليوم النظام السابق متآمر على الوطن فأرونا القسم الذي أقسمتم عليه.. أنتم جنود للوطن فسيتعين عليكم حماية هذا الوطن، ودوركم اليوم أن يرى الشعب منكم تضحية، لقد انحطيتم حينما سمحتم للحوثيين بدخول صنعاء وانحطيتم عندما وقفتم لأحمد وعلي، وانحطيتم مرة ثالثة فلن يحتملكم أحد”.
تعز
تعز

وطالب محافظ تعز بأن يقف بحزم مع اللجان الأمنية والتصدي لأي محاولات للانحراف بهذا الوطن، مشيرا إلى أن أبناء محافظة تعز حينما تركوا السلاح ولجئوا إلى لغة الحوار فليس ذلك من ضعف بل عن قوة، فنحن من علم الناس استخدام السلاح فلن - وإن اضطرتنا المليشيات إلى حمل السلاح - ولن نرحم أحدا، فالأسود لا يستطيع أحد أن يواجهها لكن نحن مدنيون، مشيرا إلى أن من أشرقت بدايته أشرقت نهايته، فالمحافظ أشرقت بدايته في أنه مع الدولة المدنية السلمية التي لا تخضع إلا للقانون والدستور، وعليه أن تشرق نهايته وأن يكون حاميا للدولة المدنية ولا يخضع للمخلوع، كما أن عليه أن يكمل مسيرة إقليم الجند بالتوافق مع المجلس المحلي في محافظة إب.
وأضاف: “عندما ننظر إلى أولئك الشباب الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن إلى الشهداء الذين خطوا لنا طريق الحرية، لكننا لم نقم بالدور المطلوب ولم نقم بالاقتصاص عن من قتل الشباب بل أعطينا لمن قتلهم الحصانة، وكنا كرماء لكن القتلة لا يستحقون العفو ولن نعفو عنهم مجددا”.
وفي نفس السياق أعلن شباب وشابات تعز برنامجهم الأسبوعي الذي تم تدشينه اليوم، والذي تضمن المسيرات والوقفات الاحتجاجية والفعاليات الشعرية المناوئة للانقلاب الحوثي ومليشياته المسلحة وتأييد شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي والذي يستمر طوال الأسبوع.
وفي محافظة إب تواصلت يوم أمس الجمعة فعاليات الانتفاضة الاحتجاجية المناوئة لجماعة الحوثي للأسبوع الثامن في ظل مطالبات واسعة بالإفراج عن بقية المعتقلين في سجون الجماعة، ووضع حد لقمع التظاهرات السلمية، وأدى الآلاف من أبناء المحافظة فريضة صلاة وخطبتي الجمعة في ساحة “الحرية” أمام مقر السلطة المحلية، مجددين مطالبهم برفض “الانقلاب الحوثي وإعلان تأييدهم للشرعية”، والدعوة إلى إنهاء سيطرة الحوثيين على أجهزة الدولة، والمدن بقوة السلاح.
وتحدث خطيب ساحة حرية إب عن مشروع الدولة المدنية التي قال: “إنها كانت مشروع الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي”، لافتا إلى كونها الهدف الأسمى لشباب ثورة فبراير الذين سيمضون إلى تحقيقه ولن يتراجعوا عن ذلك، على حد قوله.
وأوضح الشاعر الشاب إسماعيل علي القبلاني أن “تمسك ثوار إب بشرعية الرئيس هادي هي رمزية لرفض حكم المليشيات وتأكيد على تمسكهم بخيار الشعب والدولة المدنية”، ووجه خطيب إب رسالة إلى الرئيس هادي دعاه فيها إلى عدم إضاعة سلطته في عدن لعصابة كما أضاعها في صنعاء لعصابة، داعيا أبناء إب إلى التمسك بشرعية الرئيس إذا تمسك هادي بما يريده منه ناخبوه، حسب تعبيره.
وسخر القبلاني من تغني جماعة الحوثي بثورة فبراير 2011م الشبابية في الوقت الذي تمارس فيه ممارسات منافية لمبادئ وقيم الثورة، وتعتقل عشرات الشباب الثائر في سجونها الخاصة، وسعيها إلى شق الصف الثوري، بحسب كلامه، مشيرا إلى أن جماعة الحوثي باتت اليوم بعيدة كل البعد عن ثورة فبراير”.
وطالب القبلاني السلطة المحلية بتحديد موقفها من “الانقلاب الحوثي ومليشياته” كون صمتها عن ما قال عنه “أفعال تلك المليشيات وانتهاكاتها هو تصريح بالرضى”، طبقا لقوله. داعيا الثوار إلى التوحد وعدم التشتت أو التمزق، مشيدا بما يراه من ألوان الطيف السياسي والشعبي الملتحم في الانتفاضة الثانية.
وفي سياق متصل نفذ أمس الأول أمام مقر السلطة المحلية بالمحافظة عشرات النساء من أسر وأهالي المعتقلين والمخفيين وقفة احتجاجية طالبوا فيها بفتح تحقيق شامل في قضايا المعتقلين والمخفيين من أبناء المحافظة في سجون مليشيا الحوثي الخاصة، وسرعة الإفراج عنهم على حد تعبيرهم. وحملت المحتجات من “ نساء وحرائر إب” السلطة المحلية بالمحافظة مسؤولية ما يتعرض له أبناؤها من “انتهاكات واعتداءات “ في ظل ما قالت عنه “ صمت السلطات الرسمية بالمحافظة”. ورفعت المحتجات لافتات تضامنية ومطلبية وصور عدد من ضحايا الاعتقال الخارج عن القانون. وتعثر إطلاق سراح الناشط في حركة الاحتجاجات المناوئة لجماعة الحوثي أحمد هزاع شرف الدين المعتقل لدى الحوثيين منذ منتصف فبراير الماضي. وكان مشترك إب قد نجح الأسبوع الماضي بعد تنفيذه اعتصام في مقر شرطة المحافظة في إطلاق سراح عدد من المعتقلين على ذمة مشاركتهم في تظاهرات مناوئة للحوثيين. وتخلف الحوثيون عن الإيفاء بوعدهم بإحالة أحمد هزاع إلى النيابة الأربعاء الماضي بحسب اتفاق ممثلين عن الجماعة مع قادة مشترك إب بعد زعمهم بوجود لديهم ما يدين هزاع جنائيا. ودعا شباب في المحافظة إلى التظاهر غدا (اليوم السبت ) ومواصلة التعبير عن رفضهم حكم المليشيات، وإنهاء تواجد المظاهر المسلحة بالمحافظة بالطرق السلمية المكفولة دستوريا.
وشهدت محافظة ذمار أمس تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف رفضاً للانقلاب الحوثي، والمطالبة برفع الاقامة الجبرية عن رئيس وأعضاء حكومة الكفاءات المستقيلة، واطلاق المختطفين.
وجابت مسيرة حاشدة الشارعين الرئيسيين بمدينة ذمار، أمس الأول الخميس رفعت فيها لافتات أيدت الشرعية الدستورية والرئيس عبدربه منصور هادي، وأكدت استمرار المسيرات الثورية حتى إسقاط الانقلاب، وتحرير العاصمة والمدن، ومؤسسات الدولة من الميليشيات.
ذمار
ذمار

وندد المتظاهرون بممارسات ميليشيات الحوثي ضد المناوئين لمشروعها الانقلابي، مطالبين القوى السياسية بوقف الحوار مع الانقلابيين حتى خروج الميليشيات من العاصمة، واستعادة الدولة.
ورددوا هتافات استهجنت ما يقوم به الحوثيون من ممارسات عدوانية، وقالوا ان ما يقومون به هي أعمال إرهابية.
وطالب بيان المسيرة التي دعت لها حركة رفض بمحافظة ذمار أبناء اليمن عموماً علمائه ومشائخه وشبابه وجيشه وأمنه وأحزابه ومنظمات المجتمع المدني فيه ودعاة المدنية والحرية الوقوف أمام مشروع الحوثي الذي يشكل تهديداً خطيراً على الجميع بدون استثناء ودعوا إلى مزيد من التكاتف والتلاحم لرفض هذا المشروع ورفض أدواته من خلال أدوات الفعل الثوري المستمر.
وقال البيان إن الرئيس هادي من خلال أحداث الماضي لم تكن على ما كان يؤمله الشعب “ولكن قدرنا وإياك أنك رمز الشرعية وممثلها الشرعي” ودعوه إلى تحمل مسؤوليته التاريخية والامساك بزمام المبادرة واستعادة الدولة من خاطفيها ومغتصبيها واعادة هيبة الجيش والأمن ودورهما الوطني.
وحذر الأشقاء والأصدقاء من التداعيات الكارثية إقليمياً ودولياً الناتجة عن انقلاب الحوثيين، منتقداً تخاذل مجلس الأمن الذي اكتفى بكيل التهم للحوثيين وتسجيل النقاط والتلويح، وعدم جديته في إخراج اليمن من محنته.
كما حذر البيان الحوثيين من الاستمرار في هذا النهج، وخاطبهم بالقول: “إنكم لن تستطيعوا أن تحكموا اليمن ولن يستقر لكم الحكم بالقوة حتى لو تعاونت معكم الدنيا كلها وجندتم كل جيوش العالم، فإرادة الشعوب من إرادة الله وإرادة الله لا تقهر”.
كما طالب إيران بالتوقف عن تصدير الموت وتدمير اليمن وقتل أبنائها، وزرع الحقد، مؤكدين أن اليمنيين لن ينسوا جرائمهم. ووجه البيان الشكر لكل من أولى كل اهتمامه لليمن وأعطى ذمار حيزاً كبيراً من هذا الاهتمام وخص بالذكر الكتاب نبيل سبيع، والناشط السياسي محمد جميح، خالد الرويشان والناشطة رضية المتوكل، والقنوات الفضائية التي تعكس الحراك الثوري الرافض للانقلاب، وكل وسائل الإعلام الحر الداخل والخارج.
وجدد المتظاهرون تضامنهم مع الصحفي الذي سجنته جماعة الحوثي بذمار، سام الغباري، وطالبوا بسرعة الافراج عنه، ورد اعتباره.
وفي سياق متصل خرج الآلاف في مدينة الحديدة عشرات بمسيرات دعا لها شباب الثورة والحراك التهامي في جمعة أطلقوا عليها “جمعة ابناء تهامة الاحرار يرفضون التدخلات الايرانية في اليمن”.
وأكد المتظاهرون أنهم ماضون في ثورتهم التي يحاول الحوثيون والرئيس المخلوع اجهاضها بثورة مضادة يتصدى لها الشعب عليهم في كل الساحات اليمنية المنتفضة ضد انقلابهم الاسود.
ودعا بيان صادر عن المحتجين جماعة الحوثي إلى احترام إرادة الشعب وعدم الانجرار وراء ألاعيب الرئيس السابق والاجندة الايرانية التي تحاول أن تجهض ثورة شعب ثار ضد الظلم والقهر والفساد والاستبداد، وعليها ان تعتبر من العراق وسوريا ولبنان التي كانت قبلة للعالم وإحالته إيران إلى جحيم من الصراعات والحروب.
كما دعا البيان جماعة الحوثي الى مغادرة محافظة الحديدة والتوقف عن استخدام المطار والميناء لأعمال عدائية ضد الشعب اليمني وثورته السلمية، والكف عن اعمال القتل والارهاب والاختطافات وترويع الآمنين والخروج فورا من تهامة مالم فإن ثمة خيارات تصعيدية متعددة لثوار الحديدة وعلى الانقلابين ان يذكروا تاريخ ثورة تهامة التي قوضت حكم الكهنوت الاستبدادي منتصف القرن الماضي.
وعلى صعيد آخر شهدت العاصمة صنعاء ومحافظتي صعدة أمس الجمعة تظاهرات نظمتها جماعة أنصار الله “الحوثيين”، وضعت لها شعاربعنوان (الاستقلال في القرار ضمانة للاستقرار)، وأيد أتباع الجماعة خلال التظاهرات خطوات الجماعة وطالبت بالاستقرار واستمرار الثورة.
وعبر المشاركون في تظاهرات الجماعة رفضهم لما وصفوها بالتدخلات الخارجية في شؤون اليمن ومؤكدين بأن زمن الوصاية قد ولى، وأن ما تسمى ثورة 21 سبتمبر حررت الشعب من الوصاية وجعلت قراره بيده وهو من يحدد مصيره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى