ذنوب "ليفربول"

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* (حاجة غريبة) .. جملة فنية قالتها "شادية" لعبد العليم حافظ في فيلم "معبودة الجماهير".. وهي ذات العلاقة التي تربط الجماهير الرياضية في "الجنوب" بفريق "ليفربول" الإنجليزي .. وقبل أن يقطب أحدكم جبينه على طريقة وحش الشاشة "فريد شوقي" .. أسارع إلى "فض بكارة" العلاقة الحميمية التي تربط "الجنوب" الكادح المكافح بفريق إنجليزي ، توارى عن بطولة الدوري منذ عقود "كبيسة" ، لم تطرح لأنصاره في "الأنفيلد" سوى بكاء متواصل لربع قرن عانى فيه حبيب "الإنجليز" مرارة الحرمان .. ومع ذلك لم يخفت حماس جمهوره وهو يردد خلفه نشيد الحياة : (لن تمشي وحيداً).
* قبل عشرين يوماً من تحقيق "وحدة" النفق المظلم بين "العليين" كان كابتن فريق "ليفربول" الإنجليزي ، يرفع آخر بطولة دوري في تاريخ النادي العريق "بعبع" القارة العجوز ، ومعه رحل آخر "جندي" ، من ليفربول بحبله السري .. ولم يبق للفريق إلا بقايا "حمر" ، تلتهب حيناً وتتلاشى حيناً آخر.
* ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن فريق "وحدة عدن" صام طويلاً ، وما يزال يواصل صيامه في "صومعة" الحرمان مستعيناً بما يحدث لفريق "ليفربول" من أمور يشيب لها "الولدان" بصورة تجعلنا نتساءل .. هل الفريق الإنجليزي متعاطف من قمة رأسه ، حتى أخمص قدميه ، مع "الجنوب" المنكوب ، الذي دخل في "شراكة" مع "حنشان" ، تقتل من يربيها وخرج من الباب الخلفي خالي الوفاض ، حاله حال "ليفربول" الذي يصر على مقاطعة منتجات " البريمر ليج" ؟!
* ترى جماهير "ليفربول" في شهر "مايو" نكبة التاريخ ، ولا نكبة "نابليون" في موقعة "واترلو" ويواصل هذا الشهر "عناده" مع المدينة "الحمراء" ، فيوزع أيامه القاسية ، على جنبات الملعب ، وفيه يخسر "ليفربول" دائماً رهانه ، إما بفقدان المنافسة على اللقب "الهارب" في سفينة كابتن "هينس" ، أو بتقعره وتفلطحه ، في مركز بعيد عن أنظار دوري أبطال أوروبا.
* واحد من مجانين "ليفربول" يعرف هوسي وتشجيعي للفريق ، الذي علمنا كرة القدم على أصولها عندما كان "مارداً" يطحن الآخرين طحناً في "رحاه" ، ويلتهم البطولات المحلية والقارية ، بشهية "جرجور" في مسلسل "إفتح يا سمسم" .. قال لي مازحاً :"لن يفوز "ليفربول" إلا إذا إنفصل "الجنوب" ، وعادت دولته ، فاللعنة لم تحل على "الجنوبيين" الذين يبكون دولتهم على طريقة "إبن الأحمر" آخر ملوك "غرناطة" فقط ، لكنها عشعشت وحلت وكلكلت كموج "أمرئ القيس" على مدينة "ليفربول" .. ومن يومها لم تطلع على فريقها شمساً ولا قمراً .. وبقي الفريق يبحث عن "فيزيائي" يفك "طلاسم" مايو العنيد والعتيد.
* الحاجة الأغرب من الإبل أن فريق "ليفربول" يتصاعد أداؤه ويرتفع منسوب "نتائجه" مع حالات "التصعيد" السلمية في "الجنوب" ، وكلما تقدمت قضية شعب "الجنوب" ميدانياً لتحملها أطباق "الخارج" كقضية سياسية بامتياز ينعكس هذا "التطور" في مربع "الحق" على "ليفربول" بدليل أن الفريق في الموسم الماضي ، كان أقرب إلى اللقب ، من حبل الوريد قبل أن يطير اللقب بقدرة "مورينيو" إلى "المان سيتي" ، الفريق الذي ترتعد فرائصه ، كلما قابل "برشلونه".
* العام الفارط شهد تطوراً كبيراً على مستوى القضية الجنوبية وطارت أصداؤها إلى العالم .. ولم يعد أحداً يواري حقيقة أن للجنوب حق تقرير مصيره وهو ما ألتقطه فريق "ليفربول" ، فكر وفر كثيراً ، إلى أن بات أحد أضلاع مثلث "البريمر ليج" ، وفي انتظار تخلص قطرة العسل من برميل الخل.
* وحدة عدن هو الآخر يحاكي قصة ليفربول ولنقل "لعنته" ، فالفريق الذي كان قطباً لرياضة "الجنوب" إلى جانب "التلال" فقد "البوصلة" ولم يعد يرى شيئاً ، وكيف يرى ، وقدامه "ضباب" نصف الطريق مابنش ، على حد زعم "عبد الفتاح إسماعيل" ، الشاعر الذي شكا اضطراب خواطره لتاج النهار.
* فريق "الوحدة" ضربته العين الزرقاء للوحدة اليمنية .. يمضي وحيداً في مشواره المليء بتقلبات الطقس والمناخ وأشواك ومسامير لا حصر لها ، فقد تنازل عن تاريخه الحديث برحابة صدر ، فليس فيه ما يغري بعكس ماضيه التليد الذي يشير إلى أنه فريق باذخ في البطولات.
* المشكلة في حد ذاتها تتخطى "الأخضر" و" الأحمر" ، لتصل إلى داري .. فالعبد لله عاشق غير ضال لليفربول .. ولقد مارست تخصيب "خيباته" في فمي .. حللت طريقة لعبه وباشرت في تحديد نقاط ضعفه ومع ذلك ما زلت أعيش في جلباب ذلك الحب الغامض دون الاكتراث إلى ما يقوله الراحل "حسين المحضار" عن الحب ، باعتباره بلوة "مسيحة" أوقعتني في شباك فريق يتعاطى الغرائب ، حاله حال فريق "وحدة عدن" الفريق الذي تطارده لعنة "وحدة " النفق .. بطريقة تدفعنا للبحث عن رقية ، تقينا حرارة "نفق" وحدة مايو.
* أحدهم همس لي بنبوءة "قارئة الفنجان" .. لن يفوز فريق "ليفربول" ببطولة الدوري الإنجليزي من جديد ، ويتخطى كأسه الـ 18 ، إلا إذا انفصل "الجنوب" ، واستعاد دولته ، وذاب مايو بقدره الرمادي ، في "خارطة" جديدة ، تنتصر للجنوب المهموم ، ولليفربول المحروم .. إبتسمت وقلت له : "إن غداً لناظره قريب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى