رجـــــــــــــال في ذاكـــــــــــرة التـــاريـــــــــــخ: 1- الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بامجبور.. خدم البلاد والعباد وجزاؤه عند ربه 2 -الدكتور زين محسن اليزيدي.. طالب بالاستقلال فقتله الأنذال

> نجيب محمد يابلي

> **سلطنة العوالق العليا:
ورد في الكتاب المرجعي (هذا الجنوب أرضنا الطيبة) للعطر الذكر عبدالرحمن جرجرة (خال الزميلين هشام وتمام باشراحيل) في الصفحة 120: تبعد سلطنة العوالق العليا عن عدن بحوالي 320 ميلا، ويحدها من الشمال بيحان ومن الغرب سلطنة العواذل ومن الشرق سلطنة الواحدي ومشيخة العوالق العليا ومن الجنوب سلطنة العوالق السفلى.
قدم الكتاب معلومات قيمة عن بيوت الدولة الخمسة ومجلس الدولة الذي يتكون من (20) عضواً ثم تفصيلاً بقبائل السلطنة الإحدى عشرة وهي:
1- ربيز 2- المرازيق 3- همام 4- آل ديان 5- آل دغار 6- المكارحة 7- آل غسيل 8- آل ثوبان 9- آل إسحاق، 10- آل لقيط -11 آل باكلوة.
أما أهم مدن السلطنة فهي: 1- نصاب العاصمة، 2- خورة، 3- واسط، 4- الحتك .. 5- حطيب، 6- الصلبة، 7- أمكواه.
يتميز أهالي السلطنة بالشجاعة والكرم والعلم.
انضمت سلطنة العوالق العليا إلى اتحاد الجنوب العربي في 25 فبراير 1965م.
**الولادة والنشأة
الفقيد الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالرحمن بن سالم بامجبور الحضرمي الكندي من مواليد نصاب، حاضرة سلطنة العوالق العليا حوالي عام 1915م ونشأ في بيئة دينية محافظة فوالده الشيخ أحمد عبدالرحمن بامجبور كان يعمل مؤذنا في محضرة الحبيب القطب صالح بن عبدالله الحداد، صاحب نصاب ويرتب الفاتحة بعد الصلوات، وكان - رحمه الله - غالبا ما ينشد قصيدة الإمام أحمد، رحمه الله (ما في الوجود).
**الشيخ عبدالرحمن بامجبور.. الدروس والانطلاقة**
تلقى الشيخ عبدالرحمن بامجبور دروسه القرآنية على يدي صهره الشيخ العلامة عمر بن محمد بن عثمان باهرمز، الذائع الصيت وقد كان من تلاميذ الحبيب عبدالله بن عمر الشاطري وبعد ذلك شد الرحال وهو صغير إلى عدن وجيبوتي والصومال والحبشة والحجاز وذلك لإعالة أسرة أبيه الكبيرة وسكن الشيخ عبدالرحمن بامجبور ذاكرة عدن عندما عمل مشرفا على الممتلكات العقارية للمرحوم أحمد علي يافعي وهي كثيرة ومنها مطعم التركي أو مطعم المتروبول في كريتر لصاحبه المغفور له بإذن الله الحاج علي إسماعيل تركي.
**الطارق الأول لأبواب الحجاز من العوالق العليا**
رغم أن الحاج أحمد علي يافعي قد وجد في الشيخ عبدالرحمن بامجبور الأمانة والصدق في المعاملة، إلا أن بامجبور عزم على شد الرحال إلى أرض الحجاز عبر حدود سلطنته وكان بتلك الخطوة أول من طرق أبواب الحجاز من العوالق العليا ورافقه في رحلته المغفور له بإذن الله سعيد مرزوق الذي عاد مباشرة إلى أرضه وأهله بعد أداء فريضة الحج.
التحق الشيخ بامجبور بخدمة التاجر الحبشي أبو نصيب، صاحب المراكب البحرية الذي كان يدفع له بالجنيه الذهبي السعودي، بعد أن كان يتقاضى بالروبية الهندية في عدن.
**الشيخ بامجبور “وبالوالدين إحسانا”**
فتح الشيخ بامجبور بقالة له ولإخوته وكانت البداية في باب مكة ثم في السبيل وتركها لإخوانه الصغار وقرر بعد ذلك أن يستقر في أرض الوطن ليقف بجوار والده فقد تقدم به العمر ووهنت قواه والخير والبركة في ولده البار الشيخ عبدالرحمن.
كانت مواصفات الشيخ عبدالرحمن بامجبور جاذبة للآخرين فقد كان - رحمه الله - متصفا بالأمانة ومعرفته بالحساب فعرضت عليه وظيفة في مالية السلطنة واستأنس له الحبيب الشهيد أحمد صالح الحداد ببقائه معهم وكلفه بالإشراف على كل المشاريع الخيرية وكلفه بأمانة أموالها وحساباتها وكان يرابط مع الحبيب الحداد بين صلاتي المغرب والعشاء وبين صلاة الفجر من مطلع الشمس.
**الشيخ بامجبور بين مشاريع الدين ومشاريع الدنيا**
من المشاريع التي أسند تنفيذها ورعاية أموالها ورصدها منها مشاريع الدين كهدم المسجد القديم وإعادة بنائه وهدم مسجد آل محمد بامجبور وإعادة بنائه وهدم مسجد الجامع وإعادة إعماره وتوسعته، ومن المشاريع الدنيوية التي هدفت لرفع مستوى الخدمات الاجتماعية بقيادة المعلامة ورجل البر والإحسان الحبيب أحمد صالح الحداد وذلك في إطار مشاريع تجارية مع أعيان البلد وتجارها بعيداً عن إشراف الحبيب الحداد مثل شركة تموين البترول ومشتقاته أو مشروع الكهرباء أو مشاريع طرقات مثل طريق “بهر” ناحية حطيب.
**الشيخ بامجبور يدير ظهره للسياسة**
كان الشيخ عبدالرحمن بامجبور عينا من أعيان المنطقة واتسعت دائرة علاقاته بالداخل والخارج (المهجر) ومن ضمن تلك العلاقات علاقته بالراحل الكبير السيد محمد علي الجفري، رئيس رابطة أبناء الجنوب (SAL) الذي كان يوافي الشيخ بامجبور بإصدارات الرابطة إلا أن الشيخ بامجبور كان غير متفاعل مع أمور السياسة.
تعرض لتعسف السلطات بعد استقلال الجنوب وتعرض للتهديد وشدة الظروف المعيشية التي عانى منها نتيجة عدم خضوع معاشه للتقييم وعدم إحاطته بالرعاية، رغم اعتراف المسؤولين من كل الأطر بإخلاصه وإتقانه وجديته في عمله.
تعرض - رحمه الله - لشلل نصفي ولم ينتفع من العلاج في مستشفيات الداخل بما فيها مستشفيات عدن ولم يمنح فرصة للعلاج في الخارج وتوفي - رحمه الله - في حوالي العام 1988م، ورحل عن دنيانا إلى جوار ربه شاكيا ظلم العباد وذلك عن عمر ناهز الـ73 عاماً.
رحل الشيخ عبدالرحمن بامجبور تاركا وراءه رصيداً كبيراً من أعمال البر والتقرب إلى الله وهو ذات رصيد الأسرة كابراً عن كابر وخلف ولداً واحداً هو الشاعر والأديب الأستاذ أحمد عبدالرحمن بامجبور الذي نشرت صحف سعودية ويمنية أعماله الشعرية والنثرية.
2- د. زين محسن اليزيدي:
*قبائل يافع بني قاصد:
أفاد الراحل الكبير عبدالرحمن جرجرة: “تقع سلطنة يافع بني قاصد في الشمال الغربي من عدن وتمتد على بعد أربعين ميلاً تقريباً شمال عدن، وكما تمتد صوب الشمال حيث تنتهي بحدود يافع العليا المتاخمة للحدود اليمنية”.
قبائل يافع:
“وتنقسم يافع بني قاصد إلى خمس مناطق وكل منطقة تعرف باسم (مكتب) وهي كما يلي: مكتب كلد ومكتب يهر ومكتب أهل يزيد ومكتب أهل سعد ومكتب اهل ذي ناخب، وتكون منطقة الساحل جزءاً من مكتب كلد ولكل مكتب من هذه المكاتب الخمسة رئيس قبلي ويعرف باسم الشيخ...”.
**الولادة والنشأة
الشهيد الدكتور زين محسن صالح اليزيدي من مواليد يافع في 10 أكتوبر، 1958 وتلقى مراحل دراسته العام والثانوي والجامعي في عدن عندما تخرج في كلية الاقتصاد ثم غادر إلى جمهورية أوكرانيا، حيث حصل على درجة الماجستير في الاقتصاد تخصص الشركات المتعددة الجنسية (MNCs) أما الدكتوراه في الاستثمار الدولي فقد حصل عليها من جمهورية الهند.
عمل الدكتور زين محسن اليزيدي في كلية الاقتصاد ومؤسسات أخرى من مؤسسات التعليم العالي وارتقى درجات سلم التعليم الأكاديمي حتى وصل إلى درجة أستاذ مساعد.
**الدكتور زين في قاعات المحاضرات والمناظرات والندوات**
الدكتور زين محسن اليزيدي صاحب العديد من المساهمات العلمية والمشاركات والبحوث وتنوعت مشاركاته بين قاعات الجامعات والمؤسسات ومجالس المنتديات، وكان - رحمه الله - مبادراً في المشاركات الأكاديمية والجماهيرية وعرفته مثقفا ومحاوراً صاحب ثلاث رئات ترافقها ابتسامات، وهي السمة الأبرز في الدكتور زين الذي لاتراه إلا مبتسماً.
كما أخذت مشاركات ومساهمات الدكتور زين محسن اليزيدي الطابع الرسمي من خلال مؤسسات نوعية كالمركز المركزي للطلاب اليمنيين وعضويته في مجلس جامعة عدن واللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني.
**الدكتور زين.. ثوابت ومواقف**
هناك ثوابت في حياة كل إنسان يمارس مهامه الرسمية في التعامل مع رسالته تجاه مؤسسته بمختلف أشكالها وقنواتها ويتطلب ذلك مواقف ثابتة فقد عهدناه ناشطاً في مختلف القاعات والساحات وقد تكون قاعة أكاديميين جنوبيين وقد تكون قاعة جمعية يافع أو حضرموت أو غيرها ولايتردد في المشاركة والمواقف الثابتة.
كم شاركنا الدكتور زين محسن اليزيدي في مواقفه التضامنية مع «الأيام» بعد توقفها قسريا في مايو 2009، وشارك في الفعاليات الاحتجاجية التي نفذت أمام مبنى الصحيفة وسجل العديد من الأكاديميين مواقف ثابتة ومبدئية في تضامنهم مع «الأيام» وكان الدكتور زين محسن في مقدمتهم.
**الشهيد الدكتور اليزيدي يشيع الشهيد المهندس الجنيدي**
الثلاثاء، 16 ديسمبر، 2014، شارك الدكتور زين محسن اليزيدي في تشييع جثمان الشهيد المهندس خالد الجنيدي، القائد الحراكي الميداني بعد اختطافه وقتله بالرصاص الإثنين 15 ديسمبر، وفي يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2014 استشهد الأستاذ بجامعة عدن والقيادي بحركة الأكاديميين الجنوبيين د. زين محسن صالح اليزيدي جراء استهدافه بقنابل الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الأمن المركزي، وبحسب مؤسسة آفاق للتنمية وحقوق الإنسان التي أفادت في بيان صادر عنها نبأ استشهاد الأكاديمي بجامعة عدن بإشراك ممثل من أسرة اليزيدي وآخر من جامعة عدن لضمان نزاهة التحقيق وإطلاع الرأي العام على نتائج التحريات.
أفادت المؤسسة بأن الدكتور زين قضى جراء تأثره بالغازات السامة التي أطلقتها قوات الأمن المركزي بمدينة عدن تجاه محتجين غاضبين لواقعة إعدام خارج نطاق القانون للشهيد خالد الجنيدي بحسب ما أفاد به شهود عيان للمؤسسة.
قال مقربون من اليزيدي للمؤسسة إن الطبيب الذي عاين حالة الدكتور أثناء وصوله بحالة انهيار إلى مستشفى الجمهورية التعليمي في خور مكسر الأربعاء 17 ديسمبر في تمام الساعة السابعة والنصف أكد لهم أن الوفاة ناتجة عن تعرضه لغازات شديدة السمية.
**الشهيد زين في موكب جنائزي مهيب**
احتشد الآلاف من المشاركين في جنازة الدكتور زين محسن اليزيدي في ساحة العروض بخورمكسر ظهر الجمعة 19 ديسمبر، 2014، حيث صلوا عليه ومن ثم انتقل الآلاف من المشيعين في موكب جنائزي مهيب إلى مقبرة القطيع بكريتر وكان في مقدمة الجنازة والد الشهيد زين محسن اليزيدي ونجلا الشهيد عبدالله ومحمد، وهاني اليزيدي عضو هيئة الافتاء الجنوبية وهو ابن عم الشهيد، وحسين بن شعيب، رئيس اللجنة الإشرافية في ساحة الاعتصام بخورمكسر عدن، وقادة الحراك الجنوبي.
طالب الأكاديمي المعتبر الدكتور زين اليزيدي بالاستقلال فقتله الأنذال، فدخل التاريخ من أوسع أبوابه، أما جند عبدالحافظ السقاف فقد دخلوا مزبلة التاريخ.
المصدر: «الأيام»، العددان الصادران في الخميس والسبت 18 و20 ديسمبر 2014م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى