توسع خارطة الاحتجاجات المناهضة لجماعة الحوثي.. تظاهرات حاشدة في صنعاء وإب وتعز والضالع والمخاء وسط اعتداءات على متظاهرين

> إب/ تعز /صنعاء /دمت /المخاء «الأيام» عبدالعزيز الويز/ فهد العميري / خاص

> شهدت مدن يمنية عدة أمس مظاهرات ومسيرات جماهيرية تأييدا لشرعية الرئيس هادي، ورفضا للانقلاب الحوثي والتنديد بالانتهاكات والاعتقالات التي تمارسها مليشيات الحوثي بحق قيادات في الدولة وناشطين.
وأخفقت جماعة الحوثي في تفريق تظاهرة حاشدة في العاصمة صنعاء عقب تصدي مليشيات مسلحة لمتظاهرين، واعتدت بالضرب على المشاركين، كما تعرضت النساء المشاركات في المسيرة لمضايقات من قبل مسلحين حوثيين وجهوا مفردات نابية بحق الناشطات.
وتوسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية يوم أمس لتشمل مدينة المخاء غربا ومدينة دمت بمحافظة الضالع رفضا للانقلاب.
وقال أحد المشاركين في مظاهرة شهدتها صنعاء يوم أمس ويدعى عبد الله السامعي إن “مسلحين حوثيين فرقوا المظاهرة بالقوة، واعتدوا على المتظاهرين بالهراوات، كما قاموا باختطاف عدد من المتظاهرين”.
وأضاف السامعي أن “دوريات عسكرية عليها مسلحين انتشرت في الشارع، وأثناء تجمع المتظاهرين بدأت بالهجوم عليهم”، مشيراً إلى “تفرق المظاهرة نتيجة العنف الذي استخدمه مسلحو الحوثي”.
وردد المتظاهرون خلال التجمع هتافات طالبوا فيها بالخروج الفوري “للمليشيات المسلحة” من العاصمة والمحافظات اليمنية الأخرى، ورفع المظاهر المسلحة منها.
وفي محافظة إب - التي تشهد غضبا شعبيا واحتجاجات مناهضة لجماعة الحوثيين - اعتقلت جماعة الحوثي المسلحة صباح أمس السبت مواطنا من وسط تجمع محتجين كانوا يتأهبون للتظاهر للمطالبة بالإفراج عن معتقلين يحتجزهم الحوثيون في زنازين خاصة.
وقال شهود عيان: “إن مسلحين يتبعون جماعة الحوثي اعتقلوا المواطن عبدالله أحمد صالح الزبيدي من أمام مقر السلطة المحلية أثناء ما كان يبيع أعلام وطنية، وشعارات وملصقات ثورية، وصور للرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، واقتادوه على متن سيارة شاص إلى جهة مجهولة”.
وخرج الآلاف من أبناء إب في مسيرة حاشدة جددوا فيها رفضهم لسلطة الحوثيين الانقلابية، وسيطرتهم على المدن، والمطالبة بإطلاق سراح بقية المعتقلين، وخروج المليشيات المسلحة من المحافظة، وألهب اعتقال الحوثيين للمواطن الزبيدي من حماس المشاركين الذين نددوا باستمرار مسلحي الحوثي في ارتكاب المزيد مما وصفوه بـ “الانتهاكات والاعتداءات” المجرمة شرعا وقانونا على حد وصفهم.
وكانت المسيرة قد تجمعت من نقطتي تجمع جولة مركز جرعان التجاري، وجولة البرج، والتقتا في نقطة تجمع ثالثة في ساحة خليج الحرية، ومنها انطلقت باتجاه شارع المركزي والجبانة السفلى ثم شارع تعز مرورا بجولة الصوفي إلى أن وصلت أمام مقر السلطة المحلية، وهناك توقفت لدقائق رددت فيها شعارات ثورية لتعاود خط سيرها باتجاه شارع العدين، والعودة إلى الساحة.
تعز
تعز

وردد المشاركون في المسيرة شعارات ثورية رفضت الحوار قبل إنهاء إجراءات جماعة الحوثي “أحادية الجانب” ، “لا حوار لا حوار، الحوثي يلعب بالنار”، وأخرى حذرت الحوثيين من التمادي في أفعالهم، ومن مصير سيء ينتظرهم “يا حوثي صبرك صبرك، أفعالك تحفر قبرك”، إلى جانب شعارات أكدت على المضي في درب شهداء الانتفاضة، وتمسك المحتجين بشرعية الرئيس هادي، ورفض الحكم الهمجي، وحيت فيها صمود أبناء إب في وجه من سموا بـ “الإماميين”، مذكرة بأسماء بعض ضحايا الانتفاضة الثانية “عهدا منا يا شهيد أن نبني اليمن الجديد”، “هادي يا رمز الشرعية لن نقبل حكم الهمجية”، “إب الثورة والصمود، الإمامة لن تعود”، “عهدا منا يا شجاع لن نتراجع لن نخضع”، “عهدا منا يا هزاع لن تتراجع لن نخضع”.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات أكدت على رفضهم حكم المليشيات، وتمسكهم بخيار حكم الدولة، والمطالبة بسرعة الإفراج عن المعتقلين من قبل مسلحي الحوثي، وفي مقدمتهم أمين عام حركة رفض بالمحافظة أحمد هزاع شرف الدين.
وقالت مصادر خاصة أمس لـ«الأيام»: “إن جماعة الحوثي نقلت أمس أحمد هزاع من سجن المنتجع السياحي إلى سجن الأمن العام تمهيدا لإحالته إلى النيابة بحسب اتفاق مسبق وعد فيه ممثلون عن الجماعة قادة مشترك إب بإحالة هزاع الى النيابة”.
واعتبر الناشط في حركة الاحتجاجات في إب المحامي وليد الكثيري إقدام الحوثيين أمس على اعتقال مواطن عادي من طلاب الرزق يمثل “إضافة جديدة لرصيد حوثي مثخن بالجريمة في محافظة مسالمة”.
وحمل الكثيري في حديث خاص لـ«الأيام» السلطات الرسمية بالمحافظة، وبالذات مدير شرطة المحافظة وقيادة السلطة المحلية “مسؤولية ما ترتكبه مليشيا الحوثي بحق أبناء المحافظة الأبرياء والعزل”، مؤكدا أن “استخدام العنف الحوثي في قمع المسيرات يزيد من قوة الاحتجاجات وإشعالها يوما بعد آخر، وأن ليس للحوثيين سوى الرضوخ لمطالب الشعب”، على حد قوله.
وحذر الكثيري الحوثيين من “اختبار صبر الثوار”، لافتا إلى أن “ثوار إب ليسوا بعاجزين عن الدفاع عن أنفسهم تجاه البطش والعدوان الحوثي”، بحسب قوله.
وتشهد محافظة إب حركة احتجاجات قوية مناهضة للحوثيين منذ ما يربوا على شهر ونصف، تعرضت فيه لمحاولات قمع عنيف ومميت من مسلحين قيل إنهم من جماعة الحوثي.
إب
إب

وفي محافظة تعز وسط البلاد تواصلت الاحتجاجات الشعبية أمس لتأييد الشرعية ورفض الانقلاب الحوثي ومليشياته المسلحة، والمطالبة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واستعادة الدولة في ظل تصاعد الرفض الشعبي في أسبوع “الكرامة والحوار” تحت شعار “لا للمليشيات نعم للشرعية واستعادة الدولة”.
وخرج الآلاف من أبناء المحافظة في مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من أمام مكتب التربية والتعليم بشارع جمال بعد أن قطعت العديد من الشوارع. وردد المشاركون هتافات مناوئة للانقلابيين الحوثيين ومليشياتهم المسلحة، منها: الحوثي وعلي صالح عصابة المصالح، يا شهداء الكرامة أنتم للثورة هامة، تعز تقبل كل الناس إلا العملاء والانجاس، برع برع يا حوثية هادي رئيس الجمهورية، عهدا يا شهداء الكرامة لا حوثي ولا إمامة، من مخرجات الحوار أمن ودولة واستقرار”.
كما رفعوا صور الرئيس عبدربه منصور هادي والمختطفين ولا فتات تعبر عن مساندتهم للشرعية الدستورية التوافقية وللرئيس هادي ورفضهم الانقلاب الحوثي والتدخل الإيراني في اليمن، ونددوا بقمع الحوثيين للتظاهرات الشعبية وقتل المتظاهرين في محافظتي البيضاء وصنعاء.
وطالبوا بسرعة إنهاء سيطرة المليشيات المسلحة على صنعاء والمحافظات ومؤسسات الدولة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، واستكمال إجراءات الاستفتاء على الدستور، معبرين عن إدانتهم لفرض الإقامة الجبرية على رئيس الحكومة خالد بحاح والوزراء.
وفي تصريح لـ«الأيام» قال الأخ عبدالدائم المقطري، أحد المشاركين في التظاهرة: “خرجنا لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ورفض الانقلاب الحوثي والمليشيات المسلحة، والمطالبة بإنهاء سيطرة المليشيات على صنعاء والمحافظات، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني”. مطالبا الرئيس هادي بـ“سرعة إخراج المليشيات من المحافظات وإعادة الأسلحة المنهوبة للجيش وبناء جيش قوي يحمي الوطن ولا يحمي قبيلة أو عائلة”، كما طالب الشباب بـ“الصمود والمسيرات اليومية لتنفيذ ما خرجوا من أجله في ثورة 11 فبراير”.

من جهته قال الناشط جمال العيسائي: “خروجنا اليوم وكل يوم لنؤكد للعالم كله تمسكنا بالشرعية ورفض انقلاب المتمردين الحوثيين واستقوائهم بالسلاح”، داعيا الرئيس هادي إلى “الابتعاد عن سياسة التوازنات وحزم الأمور بشكل سريع وممنهج لا لإرضاء جماعة محدودة أو فئة من الناس، ولكن تلبية لمطالب هذه الجماهير التي تخرج إلى الشارع كل يوم وتخاطر بحياتها ووقتها ثقة فيك فلا تخذلها”.
كما دعا الحكومة إلى أن “تبدأ بممارسة مهامها بأسرع وقت من عدن”، مؤكدا “الاستمرار في النضال بكافة وسائله، والخروج إلى الشارع كل يوم حتى يتحقق المشروع المدني”. مطالبا القوى السياسية التي ستذهب إلى الرياض للحوار بأن “يكونوا شجعان ومعبرين عن غضب الشعب وعدم القبول بحوار هؤلاء المرتزقة والشرذمة الدموية إلا بعد انسحابهم من المحافظات وتسليم الأسلحة والاعتذار للشعب اليمني عن الضرر الذي لحق به جراء ممارساتهم”.
كما طالبهم بأن “يكونوا دعاة مشروع مدني، المشروع الذي يضمن للمواطن اليمني حقوقه وواجباته وكرامته وللوطن وحدته”.
في مدينة المخاء غرب تعز تظاهر العشرات من أبناء مدينة المخاء أمس احتجاجاً على ممارسات مليشيات الحوثي المسلحة ورفضاً للإعلان الدستوري.
وردد المتظاهرون شعارات مناوئة لمليشيات الحوثي ومن وصفوهم بـ “أتباع نظام صالح” منها: “لا حوثي ولا عفاش” و “الشعب اليمني واحد”، و “ارفع ارفع عل الصوت الشرعية والا الموت”.
وطالب المتظاهرون في بيان لهم بـ“إخراج مسلحي الحوثي من العاصمة صنعاء والمحافظات ومؤسسات الدولة”، مطالبين بـ“الإفراج عن جميع المختطفين في معتقلات الجماعة”.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “لا للانقلاب، نعم للشرعية”، و “ثورتنا لن تنكسر”.
وفي محافظة الضالع شهدت مدينة دمت أمس مسيرة حاشدة رفضا للانقلاب الحوثي ومؤيدة للرئيس هادي.
وجابت المسيرة التي نظمتها عدد من الحركات الثورية بمديرية دمت الشارع الرئيسي للمدينة مرددين شعارات مندة بالانقلاب الثوري وهتفت: (يا صنعاء ثوري ثوري ضد الانقلاب الحوثي)، ورفع المشاركون أعلام الجمهورية وصور لمعتقلين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى