الراهدة بتعز..مدينة تغنى بها الفنانون واليوم تبكي حالها السيئ

> تقرير/ عنتر الصبيحي

> مديرية الراهدة إحدى المديريات التابعة لمحافظة تعز، وهي من المدن التي تشهد كثافة في المباني والسكان، حيث يزيد تعدد سكانها عن 12,430 نسمة، أسواقها تعج بالحركة يومياً كونها ملتقى لكثير من المتسوقين من مناطق ومديريات عدة لاسيما المديريات القريبة منها من محافظتي تعز ولحج.. تغنى بها في الماضي الكثير من الشعراء والفنانين، ولعل ما تغني به الفنان الكبير أيوب طارش عبسي أبرز ما يبرز ويلخص أهمية هذه المدينة التجارية، وفيها يقول: “يا راهدة يا درب يا مزارة.. يا ملتقى الأموال والتجارة”.
اليوم هذه المدينة لم تعد هي المدينة التي تغني بها فنان الوطن الكبير في الماضي، وانقلبت الآية، وذلك لما باتت تعانيه من إهمال وقاذورات وقمامة تملأ جميع أزقتها وشوارعها والتي أضحت هي السمة الأبرز لها، فضلاً عن غياب دور الجهات المعنية فيها بمختلف المجالات الصحية، والأمنية والبيئية.

فمن يقصد الراهدة لزيارتها وخاصة أول مرة فإنه سينصدم منذ الوهلة الأولى لولوجه إليها، حيث سيكون أول المستقبلين له مياه الصرف الصحي ورائحتها الكريهة، وسيخيل إليه بأنه ضل طريقه إلى المدينة التي سمع عنها الكثير في أغاني الفنانين، كمزار وملتقى للتجار والتجارة، فكيف إذا زارها صاحب الأغنية الفنان أيوب.
عند دخولك لهذه المدينة من جهة الجنوب وعلى الخط العام وأينما يممت وجهك لن تقع عيناك إلا على طفح المجاري تحيط بالأحياء السكنية من كل اتجاه، روائح يتأذى منها العابر ويشعر بحالة من التقيؤ، فكيف هو الحال من يسكن في هذه الأماكن التي أضحت تشكل إحدى سمات ومعالم هذه المدينة.
**غياب التوعية**
ويعود السبب الرئيس لانتشار هذه القمامة والقاذورات بكميات كبيرة في شوارع وأزقة هذه المدينة إلى غياب التوعية المجتمعية لدى القاطنين فيها، إهمال وقلة نظافة من شأنها أن تتسبب في انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة في أوساطهم لاسيما الأمراض المنقولة عبر البعوض والتي تعد مياه الصرف الصحي أرضاً خصبة لها، بالإضافة إلى الإصابة بأمراض جلدية أخرى، وتتحمل الجهات المعنية أيضا الجزء الأكبر من هذه المشكلة لعدم قيامها بواجبها بصيانة المواسير الخاصة بالصرف الصحي، وكذا ردم المستنقعات والبرك الخاصة بها لا أن تقوم بموقف المتفرج فقط”.
**انتشار القمامة**

مياه الصرف الصحي ليست هي المشكلة الوحيدة التي تعاني منها مدينة الراهدة وأبناؤها فقط، بل إن هناك مشكلات أخرى تأتي القمامة والنفايات المكدسة في الشوارع بكميات كبيرة في مقدمتها.
شوارع تملأ مساحاتها بقايا الخضروات والفواكه الفاسدة، والتي ترمى عن عمد في الأماكن غير المخصصة لها لغياب دور الجهات ذات العلاقة للقيام بواجبها في الرقابة والمحاسبة.. أكوم من القمامة وأكياس الزئبق منتشرة على جنبات الشوارع، وأضحت مرتعاً للماشية والحيوانات الضالة.
تلويث البيئة
ويلجأ المواطنون في كثير من الأحيان ـ نتيجة لعدم قيام عمال النظافة بواجباتهم ـ إلى إحراق القمامة بعد أن تتكدس بكميات كبيرة، الأمر الذي يتسبب في تلويث البيئة وتعريض القاطنين بجوار ذلك الحريق إلى الكثير من الأمراض لاستنشاقهم الهواء الملوث.
وتفتقر مدينة الراهدة إلى البراميل الخاصة بوضع القمامة وهو ما جعلها تنتشر بشكل عشوائي في المدينة وبجانب المدارس ووسط السوق.
وانتشر مؤخراً في هذه المدينة عدد كبير من الكلاب المسعورة والتي باتت تهدد سلامة وحياة المواطنين ومرتادي أسواقها.
**انتشار الدراجات النارية**
تعج مدينة الراهدة بالكثير من الدراجات النارية، والتي باتت تملأ المدينة ضجيجاً وأصبح لا صوت يعلو على صوتها، مما أدى إلى خلق حالة من الإزعاج والفوضى لدى المواطنين لاسيما القاطنون في الشوارع الرئيسة.
وتتزايد أعدد الدراجات النارية يوماً بعد يوم، بعد أن أصبحت مصدر دخل مناسب لكثير من الأسر، وهو ما جعلها تحتل أماكن كبيرة في أسواق المدينة، وتتسبب في تعريض الكثير للحوادث تصل في كثير من الأحيان إلى الوفاة أو الإعاقة.
أماكن تاريخية تتحول لمكبات للقمامة
وأنت داخل مدينة الراهدة من الجهة الجنوبية، حيث المكان الذي كان يجتمع فيه تجار الشطرين قبل الوحدة، وعلى الرغم من أهمية المكان التجارية والتاريخية إلا أنه أصبح أطلالا بعد أن هدم ولم يبق منه سوى الجهة الأمامية، وذكره لدى الناس بأنه مكان الجمرك للمنطقة الحدودية، ليضحى اليوم مكبا للقمامة بعد أن غاب الاهتمام من قبل الجهات المعنية للأماكن المهمة والتاريخية.
**الأطعمة المكشوفة**

لم يلتزم كثير من الباعة بالجانب الصحي بمبيعاتهم أو بصحة زبائنهم، فكثير مما يقومون ببيعه للناس من أطعمة في غالب الأحيان تكون مكشوفة ومعرضة للذباب والتي تنتشر بكثرة في الأسواق لغياب النظافة فيها، وهو ما يعرض المتناولين لهذه الأطعمة للإصابة بكثير من الأمراض وفي مقدمتها التسمم الغذائي والإسهال وغيره من الأمراض التي تنتج عن الأطعمة المكشوفة.
**عصابات النهب والسلب**
عرفت مدينة الراهدة أيضاً بانتشار عصابات السرقة والبلطجة وسلب حقوق الناس بالقوة، وهو ما جعل الكثير من الزائرين والمتسوقين لها لا يشعرون بالأمان والطمأنينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى