المرصد السوري: 6 قتلوا في هجوم بغاز سام.. والجيش ينفي

> بيروت «الأيام» أوليفر هولمز وسيلفيا ويستال

> قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول الثلاثاء إن ستة أشخاص قتلوا في هجوم بغاز سام شنته قوات الحكومة السورية بشمال غرب البلاد وبث مسعفون تسجيلات مصورة لأطفال قالوا إنهم تعرضوا للاختناق.
ووصف مصدر بالجيش السوري التقرير عن الهجوم على قرية سرمين في محافظة إدلب بالدعاية. وقال المصدر “نؤكد أننا لا نستخدم هذا النوع من الأسلحة ولا نحتاج لاستخدامه”.
ونفت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من قبل اتهامات بأنها استخدمت أسلحة كيماوية في الصراع الممتد منذ أربع سنوات. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين لطلب التعليق.
وقال بيان للجيش إن عشرات المتشددين قتلوا في مناطق أخرى في إدلب في اشتباكات وهجمات أثناء الليل.
وذكر المرصد الذي يتابع الصراع عبر شبكة مصادر ومقره بريطانيا أن القتلى الستة كان من بينهم رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة. ونقل عن مصادر طبية قولها إن القتلى سقطوا نتيجة استنشاق غازات منبعثة من براميل متفجرة وإن المادة الكيماوية المستخدمة كانت الكلور على الأرجح.
وأضاف أن العشرات أصيبوا في الهجوم. ولم يتسن لرويترز التأكد من التقرير على نحو مستقل.
ونشر فرع إدلب لمنظمة الدفاع المدني السورية المستقلة التي تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة سبعة تسجيلات مصورة على موقع يوتيوب بعضها اثناء الليل وبعضها في مركز طبي.
وأظهر أحد التسجيلات ثلاثة أطفال وامرأة جميعهم فاقدون للوعي فيما يبدو في مركز طبي. وقال صوت خلف الكاميرا إن اسم القرية سرمين وان التاريخ يوم الاثنين.
وفي التسجيل المصور قال رجل بصوت مرتعش وهو يصور طفلا حول فمه سائل “احدى الوفيات طفل رضيع يبلغ من العمر أشهرا”.
ونقل طفلان آخران لا يتحركان ونقل احدهما رجل يرتدي قناعا واقيا من الغازات بينما كان رجل آخر يحمل طفلة صغيرة.
وقال رجل يفحص الطفلة للطبيب إنها لا تزال على قيد الحياة.
وتضم منظمة الدفاع المدني ما يربو على ألفي متطوع يعرفون أيضا باسم أصحاب “الخوذ البيضاء” ويعملون في حالات الاستجابة الأولى للطوارئ في البلاد التي شهدت انهيارا في البنية الأساسية الطبية.
ونشرت المنظمة تسجيلا مصورا آخر أثناء الليل لفتاة صغيرة جدا شبه عارية ويصب عليها سائلا أشخاص يرتدون خوذا بيضاء وقد ظهر على الفتاة علامات الهلع.
وقالت المنظمة على موقع تويتر إن أكثر من 100 شخص سقطوا قتلى ومصابين بينهم متطوعون بالمنظمة.
جاءت الأنباء بعد يوم من ذكر الأكراد في العراق إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية استخدموا الكلور ضد الشرطة العسكرية وقوات البشمركة في ديسمبر ويناير. وقال ضابط إن الغاز استخدم ثلاث مرات وإن عددا من أفراد الشرطة العسكرية يتلقون العلاج بالمستشفى.
**هجوم بالغاز في دمشق**
وكشف تحقيق للأمم المتحدة في نهاية 2013 أن غاز السارين استخدم على الأرجح في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في ريف دمشق في أغسطس 2013 حيث قتل مئات الأشخاص.
وكان التحقيق يبحث فقط عما إذا كانت الأسلحة الكيماوية استخدمت أم لا. وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية خلال الحرب الأهلية التي قتل فيها أكثر من 200 ألف شخص. وينفي الطرفان الاتهامات.
واتفق الأسد مع الولايات المتحدة وروسيا على التخلص من الأسلحة الكيماوية بعد مقتل مئات الأشخاص بغاز السارين في ريف دمشق.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أيضا إن لديها “أدلة دامغة” على أن غاز الكلور استخدم في قرى خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا العام الماضي. لكن المنظمة لم تذكر من الذي نفذ الهجوم.
وكثيرا ما يتهم مسؤولون في واشنطن الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه ويقولون إنه فقد شرعيته. لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال يوم الأحد إن الأسد يجب أن يكون طرفا في مفاوضات التوصل لانتقال سياسي على الرغم من أن متحدثة باسمه أوضحت لاحقا إن كيري لم يكن يشير إلى الأسد على وجه التحديد.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان الثلاثاء إن فرنسا وبريطانيا “مازالتا تمارسان سياسات من شأنها توريط الاتحاد الأوروبي في مواصلة العدوان على سورية والمشاركة في سفك الدم السوري وآخر مثال كان عندما أعلن الاتحاد الأوروبي بالأمس عن نيته الاستمرار في فرض عقوبات جديدة على الشعب السوري”.
ويبدو أن البيان الذي صدر بعد اجتماع للحكومة محاولة للوقيعة بين أعتى أعداء الأسد في أوروبا وهما بريطانيا وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وقالت الحكومة السورية إنها مستعدة لإعادة التعامل مع الدول التي توقف دعمها لقوات المعارضة.
وأبلغ نشطاء المعارضة عن هجمات عديدة بالكلور خلال العام المنصرم وقالوا إنها حدثت عندما ألقيت براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر تابعة للجيش.
وألقى خالد خوجة رئيس الائتلاف السوري المعارض باللوم على الأسد يوم الثلاثاء في معظم الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة. وقال خوجة إن “الديكتاتور المختل” يواصل القتل بالأسلحة الكيماوية ويتحدى القرارات الدولية.
وقال هاميش دي بريتون جوردون خبير الأسلحة البيولوجية والكيماوية إن عددا من الهجمات باستخدام الكلور وقع في الأيام الأخيرة بالمنطقة.
وأضاف “ظاهريا يبدو فيديو الهجوم حقيقيا. في حين أن الكلور نفسه غير فتاك إلا أنه يستخدم بفاعلية جدا كسلاح للترهيب أولا في سوريا والآن في العراق. قتل ثلاثة أطفال إذ إنهم لا يستطيعون الجري فرارا من الهجوم”.
رويترز - شارك في التغطية توم بيري في بيروت - إعداد محمد اليماني - تحرير منير البويطي) .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى