في الذكرى الرابعة لمجزرة جمعة الكرامة في الانتفاضة الشعبية ضد نظام (صالح) مدن يمنية تشهد تظاهرات حاشدة تطالب بمحاكمة القتلة وإحالة الملف إلى محكمة الجنايات الدولية

> تعز/ صنعاء / الحديدة / حجة / إب «الأيام» فهد العميري/ خاص

> شهدت مدن يمنية أمس تظاهرات حاشدة مناوئة للانقلاب الحوثي على السلطة وإحياء الذكرى الرابعة لضحايا مجزرة جمعة الكرامة، فيما نظم الحوثيون تظاهرة مماثلة تطالب بالقصاص من قتلة المحتجين السلميين بصنعاء والقتلى المنتمون لجماعة أنصار الله.
وسقط أكثر من 50 قتيلاً ومئات الجرحى برصاص رجال أمن وموالين للرئيس السابق خلال احتشادهم بالساحة، للمطالبة بإسقاط نظامه في 18 مارس 2011 في جمعة أطلق عليها جمعة الكرامة، اليوم الذي أحدث نقطة تحول مفصلية في الانتفاضة الشعبية ضد حكم صالح، حيث أعقبتها انشقاقات واسعة عن النظام أبرزهم اللواء علي محسن الأحمر.
وخرج عشرات الآلاف من أبناء محافظة تعز أمس في مسيرة حاشدة انطلقت من جولة وادي القاضي مرورا بشوارع جمال والتحرير وجولة سنان وجولة القصر وصولا إلى ديوان المحافظة.
ورفع المشاركون في المسيرة صور شهداء جمعة الكرامة ولافتات عبروا من خلالها عن الوفاء للشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن، مطالبين بمحاكمة مرتكبي هذه الجريمة، إضافة إلى لافتات تؤكد على رفض الانقلاب والمليشيات المسلحة، وتأييد الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.
كما رددوا العديد من الهتافات المنددة بالحوثيين والمؤكدة على رفض الانقلاب وتأييد الشرعية والتمسك بتنفيذ مخرجات الحوار ورفض الحوار مع المليشيات المسلحة منها: لا حوار لا حوار الحوثي يلعب بالنار، يا شباب رصوا الصفوف لا همجية لا كهوف، يا للعار يا للعار عصابة تحكم بالنار، إضافة إلى هتافات عاهدوا من خلالها الشهداء على السير في طريقهم حتى تحقيق أهداف الثورة: “القاتل في مجلسه والعصابة تحرسه، يا شهداء الكرامة أنتم الرأس والهامة، يا شهيد ارتاح ارتاح صوف نواصل الكفاح”.
وفي التظاهرة ألقت الناشطة وفاء الشيباني بيانا صادرا عن منظمة خلود لأسر الشهداء والجرحى، حملت الرئيس السابق علي عبدالله صالح المسؤولية المباشرة في استهداف الانتفاضة الشعبية الشبابية ووقوفه وراء حادثة جمعة الكرامة.
وقالت: “إن 56 شهيدا منهم 31 شهيدا من محافظة تعز وحدها ومئات الجرحى سقطوا في جريمة مشهودة تستوجب على جميع اليمنيين الوقوف بمسؤولية أمام هذه الانتهاكات والتصدي لها عبر المنظمات والمؤسسات الدولية ذات الصلة بالدفاع عن حقوق الإنسان، والتي صنفت مجزرة جمعة الكرامة من جرائم الإبادة الجماعية بموجبها يقضي القانون الدولي بملاحقة مرتكبيها وتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية”.
ودعا البيان رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى اتخاذ موقف واضح وصريح ضد مرتكبي الجرائم والانتهاكات وإصدار قرار رسمي بملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة.
وطالب البيان بتضمين المجازر التي ارتكبها نظام صالح ضمن قائمة جرائم الإبادة الجماعية في محكمة الجنايات الدولية، وفي مقدمتها مجزرة جمعة الكرامة، كما طالب بإقالة كل المتورطين تمهيدا لتقديمهم للمحاكمة بعد أن ثبت بالدليل تورطهم ومشاركتهم.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى الضغط على القيادة السياسية لسرعة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بتسمية أعضاء لجنة التحقيق المستقلة وإصدار قانون العدالة الانتقالية طبقا للمعايير الدولية، كما دعا القيادة السياسية ووزير المالية إلى التعامل الإيجابي مع صندوق رعاية أسر وشهداء وجرحى ثورة 11 فبراير والحراك الجنوبي، وتوريد ميزانيته إلى رقم حسابه أسوة بمثله من المؤسسات الحكومية، وإلزام وزير المالية بسرعة صرف رواتب الشهداء المحتجزة لديه منذ عام دون سبب.
وأعلنت منظمة خلود في بيانها أن يوم 18 مارس ذكرى مجزرة جمعة الكرامة من كل عام يوما لشهيد الثورة السلمية 11 فبرايا لما لهذا اليوم من أثر بالغ في نفوس كل أبناء الوطن الشرفاء.
مسيرة نسائية لشباب الثورة بصنعاء أمس
مسيرة نسائية لشباب الثورة بصنعاء أمس

وقال بيان صادر عن شباب وشابات تعز تلاه الناشط أيمن المخلافي: “وفي الوقت الذي نحيي فيه الذكرى الرابعة لجمعة الكرامة بالتزامن مع الذكرى الثانية لبدء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل فإن لهذا التزامن دلالته التي تجعل من يوم الشهادة والتضحية يوما للبناء ويوما لوضع مداميك الدولة اليمنية الديمقراطية الحديثة استكمالا لتحقيق أهداف ثورة الـ11 من فبراير العظيمة التي قدم الشهداء أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيق أهدافها.
وأكد البيان على أن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل هو السبيل إلى حل المشكلات وبناء الدولة اليمنية الديمقراطية الحديثة التي ينشدها اليمنيون، داعيا رئيس الجمهورية إلى مغادرة مربع السياسات القائمة على التوازنات والإرضاءات والاعتماد على الولاءات الشخصية التي أدار بها البلاد خلال الفترة الماضية، وأوصلت اليمن واليمنيين إلى الحالة التي نعيشها اليوم. وطالب البيان القوى السياسية بأن تغادر مربع الخلافات والمناكفات فيما بينها وأن تتحمل بروح المسؤولية الوطنية مهمة إخراج البلاد من حالة الاحتقان والتوتر والانهيار التي تعيشها.
ودعا البيان رئيس الجمهورية إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2140) والخاص بتشكيل لجنة تقصي الحقائق بشأن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق شباب الثورة في كافة ميادين الحرية والتغيير وتقديم المتهمين إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع، إن الحصانة للقتلة مبدأ يتعارض مع الدين والأخلاق والقيم الإنسانية، مطالبا برفع الحصانة عن القتلة ليتسنى للشعب محاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها في حق شباب الثورة واستعادة الأموال المنهوبة من قبلهم.
وفي تظاهرات منفصلة أحيا شباب الثورة اليمنية، وأنصار جماعة أنصار الله (الحوثيين)، أمس، في العاصمة اليمنية صنعاء الذكرى الرابعة لشهداء (قتلى) “مجزرة” جمعة “الكرامة” عام 2011.
مسيرة لجماعة الحوثيين في صنعاء أمس
مسيرة لجماعة الحوثيين في صنعاء أمس

و شارك الآلاف من شباب في مسيرات عدة جابت عددا من شوارع العاصمة صنعاء، والتقت في ميدان التحرير وسط المدينة، رغم محاولة مسلحين حوثيين منع المتظاهرين من الوصول للميدان، حسب مراسل وكالة الأناضول وشهود عيان.
وردد المشاركون هتافات تطالب بـ“القصاص من قتلة شهداء جمعة الكرامة”، متهمين النظام السابق بزعامة صالح في التسبب بقتل المتظاهرين السلميين، أثناء مغادرتهم لساحة التغيير بالعاصمة في 18 مارس 2011.
كما رفع المشاركون صور ضحايا جمعة “الكرامة”، وشارك العشرات من أسر الضحايا في إحياء الذكرى، متعهدين بمواصلة النضال حتى تحقيق العدالة لذويهم.
وفي صنعاء أيضا تظاهر المئات من جماعة أنصار الله إحياءً للذكرى الرابعة لجمعة “الكرامة”، حسب مراسل “الأناضول”.
وطالب بيان صادر عن التظاهرة وحصلت “الأناضول” على نسخة منه، بـ “ضرورة فتح ملف هذه القضية، وإعادة التحقيق فيها من جديد ليشمل التحقيق كل من أسهم وشارك أو تواطأ أو قصر”.
وأهاب باللجنة الثورية التابعة للجماعة المسيطرة على صنعاء منذ سبتمبر الماضي بـ“القيام بواجبها في تحرير الثورة الوطنية من أيدي الفاسدين جميعاً وملاحقة كل من ساهم في نهب المال العام”. وأكد المشاركون على “استمرار الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها، وفي مقدمة ذلك استعادة القرار الوطني من الهيمنة والوصاية الخارجية”.
وفي مدينة الحديدة، غربي البلاد، شارك المئات في مسيرة دعا لها شباب الثورة إحياءً لذكرى مجزرة جمعة الكرامة، بحسب نشطاء مشاركين في المسيرة.
وردد المشاركون هتافات تطالب باستكمال ثورة 11 فبراير، ومواصلة “النضال السلمي” من أجل الوصول إلى دولة مدنية تكفل حقوق جميع المواطنين.
كما شهدت محافظتا حجة وإب تظاهرات حاشدة، طالب المشاركون فيها جماعة الحوثي بسحب مسلحيها من العاصمة صنعاء وجميع المحافظات، مؤكدين على شرعية المؤسسات حتى إنتهاء الفترة الانتقالية.
متظاهرون يحيون جمعة الكرامة بإب
متظاهرون يحيون جمعة الكرامة بإب

ودعا المحتجون الرئيس هادي إلى تنفيذ القرار (2140) الخاص بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق شباب الثورة في كافة الميادين وتقديم المتهمين للعدالة، وإنصاف الضحايا.
كما طالبوا من الرئيس هادي رفع الحصانة عن القتلة حتى يتسنى للشعب محاكمتهم، وأكدوا على ضرورة الاهتمام وتقديم الرعاية الكاملة لأسر الشهداء والجرحى.
كما طالبوا بإنهاء جميع الخطوات والإجراءات الانقلابية قبل أي حوارات، كما طالبوا المجتمع الدولي بإحالة ملف جمعة الكرامة للجنايات الدولية، وردد المشاركون هتافات القصاص والاستمراريه حتى تحقيق كامل أهداف ثورة 11 فبراير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى