يوم دامٍ في صنعاء.. مئات القتلى والجرحى فـــــي هجمات انتحارية استهدفت جامعي بدر والحشوش

> صنعاء «الأيام» بليغ الحطابي / وكالات

> قتل 145 شخصا وجرح 345 آخرون في ﺘﻔﺠﻴﺮﺍﺕ اﻧﺘﺤﺎﺭﻳﺔ استهدفت ﺟﺎﻣﻌﻲ ﺑﺪﺭ ﻭﺍﻟﺤﺸﻮﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اليمنية ﺻﻨﻌﺎﺀ، في يوم جمعة دام هو الأعنف منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية.
ﻭﺃﻓﺎﺩت مصادر «الأيام» أﻥ ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﺪﺭ ﺑﺤﻲ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺤﺸﻮﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﻑ ﻧﻔﺬﺕ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ، عندما فجر ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻴاﻦ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻮﺍﺑﺘﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻦ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺧﻄﺒﺘﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﺳﺘﻐﻞ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻳﺎﻥ ﺁﺧﺮﺍﻥ ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻭﺗﻘﺪﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﺼﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻦ ﻭ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﺘﻔﺠﻴﺮ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ، ﻣﻮﻗﻌﻴﻦ ﻋﺪﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ.
وأكدت مصادر طبية بمستشفيات الشرطة - العسكري - السعودي الألماني - الثورة لـ«الأيام» أنه ﻻﻳﺰﺍﻝ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻣﺮﺷﺤﺎ ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ.

وذكرت المصادر الأمنية لمراسل «الأيام» ﺃن ﺍلاﻧﺘﺤﺎﺭيين الذين ﻧﻔﺬﻭﺍ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻱ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻭﺍﻟﺤﺸﻮﺵ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اليمنية ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻣﻮّﻫﻮﺍ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﺑﻤﺎﺩﺓ “ﺍﻟﺠﺒﺲ” ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ، ﻟﻴﻈﻬﺮﻭﺍ ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﻋﺎﻗﺔ.
وكان ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ قد ﺳﻘﻄﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺟﺮﺣﻰ ﻓﻲ أربعة تفجيرات انتحارية إرهابية ﺍﺳﺘﻬﺪفت ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﺪﺭ والحشوش التابعين للحوثيين ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ.
وقالت جماعة الحوثي إﻥ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻳﺎً ﻓﺠﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﺪﺭ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﺠﺮ ﺁﺧﺮ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﻔﺨﺨﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ؛ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺳﻘﻮﻁ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ.
ﻭذكرت رواية جماعة الحوثيين: “ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻳﺎ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻓﺠﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺤﺸﻮﺵ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﻑ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ، ﻣﻮﻗﻌﺎ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ، مشيرة إلى أن ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺻﻌﺪﺓ أحبطت ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ.
ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ، ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ، ﺿﺒﻄﺖ ﺷﺨﺼﺎً ﺍﺷﺘﺒﻬﺖ ﺑﻪ، ﻭﻧﻘﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﻨﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻦ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻔﺠﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ، ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ﺟﻨﺪﻱ ﻭﺇﺻﺎﺑﺔ ﺁﺧﺮﻳﻦ.
وطبقا لوكالة اليمن الإخبارية المقربة من الحوثيين فإن الجريمة الإرهابية أسفرت عن ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻃﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻤﺪﺍﻧﻲ ﻋﻀﻮي ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺠﺮﻭﺡ ومقتل العلامة ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ ﺍﻟﻤﺤﻄﻮﺭﻱ ﺑﺘﻔﺠﻴﺮ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﺪﺭ.

كما لاتزال الجماعة - طبقا لمصادر طبية تبحث عن قيادات لها بين ركام الجثث بعد أن اختلطت أشلاء القتلى.
في غضون ذلك ﺍﻗﺘﺤﻤﺖ جماعة ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺰﻧﺪﺍﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ، أمس ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺍﻋﺘﻘﻠﺖ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺳﺘﻪ. ﻭﻧﻘﻞ “ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺃﻭﻧﻼﻳﻦ” ﻋﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺣﺎﺻﺮﻭﺍ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺰﻧﺪﺍﻧﻲ ﻋﺼﺮ أمس ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺩﺍﺭﺱ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ، ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ، ﻗﺒﻞ أﻥ ﻳﻘﺘﺤﻤﻮﻩ.
وطبقا لمصادر لـ«الأيام» فإن معلومات وصلت للحوثيين بأن الزنداني دخل صنعاء من مأرب خلال اليومين الماضيين عن طريق البر مرورا بمنطقة أرحب مسقط رأسه شمال صنعاء.. وأنه يقف وراء التخطيط للعملية الإرهابية.
**تباين القاعدة وداعش**
وفيما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الجريمة باستهداف مسجدين بصنعاء أمس الجمعة وفقا لخبر بثته وكالة رويترز ﻧﻔﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻣﻘﺮﻩ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﺠﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻣﺴﺠﺪﻳﻦ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﺋﻤﺔ ﻭﺧﻄﺒﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، أمس ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ في ﺻﻨﻌﺎﺀ.
ونقلت رويترز عن المتحدث باسم البيت الأبيض في الولايات المتحدة قوله: “لا يمكننا تأكيد أن منفذي هجمات اليمن ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية”.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إنه لا توجد علاقة واضحة بين الأشخاص الذين نفذوا الهجمات التي اسفرت عن مقتل 126 شخصا في اليمن ومتشددي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وأضاف “نأسف لوحشية الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الهجمات ضد مواطنين يمنيين كانوا يصلون بشكل سلمي”.
وأوضح إيرنست أنه لا يستطيع أن يؤكد حتى الآن “صحة ما أعلنه هؤلاء المتطرفون لجهة انتمائهم إلى الدولة الإسلامية”.
وتابع “شهدنا هذا النوع من التبني في الماضي من جانب مجموعات متطرفة”، لافتا إلى القيام بذلك غالبا “لأسباب دعائية”.
وقال إيرنست أيضا “لا دليل واضحا حتى الآن على صلة عملانية بين هؤلاء المتطرفين في اليمن ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا”.
وتعد سلسلة التفجيرات الانتحارية هي اﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ مصلين داخل ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ.
ولقيت الهجمات الانتحارية تنديدا محليا ودوليا واسعا، وقالت جماعة الحوثي في بيان لها إن هذه الجرائم تأتي في إطار الحرب الشاملة التي تستهدف الشعب اليمني وثورته التي لا تتورع عن استخدام كل الأدوات الإجرامية القذرة متجاوزة كل القيم والأعراف والقوانين السماوية والإنسانية.

وضاف بيان الجماعة: “مؤسف أن نجد أن هناك من يساهم في التبرير لمثل هذه الجرائم البشعة من خلال تشويه الثورة ومعارضة أي عمليات أمنية ضد هذه العناصر الإجرامية وكذلك التحريض الإعلامي ضد اللجان الشعبية وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية ضد أبناء الشعب اليمني الواحد.
وبعث الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية برقية عزاء ومواساة إلى أسر وأقارب المواطنين الذين استشهدوا في الأعمال الإرهابية والإجرامية الغادرة التي حصلت أمس في صنعاء بجامعي بدر والحشوش وكذلك في محافظة صعدة، أدان فيها “هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية الجبانة”.
وقال الأخ الرئيس: “إن مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية الآثمة ومن يقف وراءهم قد تجردوا من كل القيم الأخلاقية والإنسانية ولا تربطهم بديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه ومبادئه السمحاء وكل الأديان السماوية أي صلة”.

وأضاف: “لا يقدم على ارتكاب مثل هذه الأعمال البشعة إلا أعداء الحياة المجرمون الذين أدمنوا القتل والدمار وسفك دماء الأبرياء من أبناء شعبنا عسكريين كانوا أو مدنيين دون أي ضمير أو رادع ديني أو أخلاقي بغية زعزعة أمن واستقرار الوطن في ظل ظروف بالغة التعقيد والخطورة يراد من خلالها جر البلاد إلى أتون الفوضى والعنف والاقتتال”.
ولفت إلى أن “التطرف الشيعي الذي تمثله مليشيات الحوثي المسلحة والتطرف السني الذي تمثله القاعدة كلاهما وجهان لعملة واحدة لا يريدان الخير والاستقرار لليمن وأبنائها، بل يحاولا من خلال الأحداث التي حدثت بصنعاء جر البلاد لحرب طائفية ومن خلال الأحداث بعدن إلى جر البلاد لحرب أهلية، وهذا ما لا نقبله أبدا بل نرفضه بشدة”.
كما دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجمات “الإرهابية”، داعيا جميع أطراف هذه الأزمة إلى “أن يوقفوا فورا أي عمل عدائي ويتحلوا بأكبر قدر من ضبط النفس”.
كذلك، دعاهم إلى “احترام التزامهم بحل خلافاتهم بشكل سلمي” في إطار الوساطة التي يقوم بها الموفد الأممي جمال بنعمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى