في أول خطاب له من عدن بعد خروجه من صنعاء.. الرئيس هادي: الغارات على المعاشيق عدوان همجي ارعن

> عدن «الأيام» خاص

> شن الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية هجوما على زعيم جماعة الحوثيين والممارسات والتصرفات التي تقوم بها جماعته ومليشياتها المسلحة منذ تنفيذها الانقلاب على الشرعية وإعلانها التنصل عن كل ما اتفقت عليه القوى السياسية.
وفي أول خطاب ألقاه أمس من مدينة عدن بعد خروجه من صنعاء وإفلاته من قبضة المليشيات الحوثية التي حاصرت منزله وفرضت عليه الإقامة الجبرية، قال الرئيس هادي: “تلك الممارسات المجنونة واللا مسئولة لن تثنينا عن تحملنا للمسئولية حتى نوصل البلاد لبر الأمان ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبال مران في صعدة بدلا عن العلم الإيراني”.
وأضاف الرئيس هادي: “إن التجربة الإيرانية (الاثنعشرية) التي تم الاتفاق عليها بين جماعة الحوثيين ومن يساندها لن يقبلها شعب اليمن زيدي وشافعي”، وتابع قائلا: “الشعب اليمني يؤمن بالأمن والاستقرار والوحدة والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وكفى مغالطة للشعب اليمني يا عبدالملك الحوثي، أنت والذين يخططون لك، وهم يعرفون من هم”.
وأكد رئيس الجمهورية بأن “خلق بيئة مناسبة لعودة الأمور إلى مجاريها واستئناف العملية السياسية التي انحرفت عن مسارها، وتمهيد الطريق لعودة الحكومة إلى تنفيذ أعمالها حتى لا تنهار مؤسسات الدولة وينهار اقتصادها مرهون بتنفيذ خمس نقاط أساسية، وهي:
- انسحاب كافة العناصر المسلحة واللجان المفروضة من قبل المليشيات المسلحة في الوزارات والمؤسسات الحكومية كافة.
- سحب العناصر المسلحة كافة من العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الأخرى.
- إعادة جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة المنهوبة والمستولى عليها من معسكرات ووحدات القوات المسلحة والأمن إلى المؤسسة العسكرية.
- العمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي كافة والعودة عن كافة الإجراءات التي تمت منذ الـ21 من سبتمبر.
- البدء الفوري بتنفيذ المرجعيات الخاصة بخارطة طريق العملية السياسية المتمثلة بما تبقى من استحقاقات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي اتفقت عليها المكونات كافة أثناء الحوار الوطني وأيدتها الدول العشر الراعية للمبادرة والأمم المتحدة، ووضع تزمين واضح لها.
وفيما يلي نص الكلمة التي وجهها الرئيس هادي إلى الشعب اليمني في الداخل والخارج، واستعرض فيها تطورات الأوضاع على الساحة ومستجداتها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة والأخوات..
أيها الشعب اليمني العظيم..
في أول حديث لي إليكم من مدينتكم عدن، مدينة كل اليمنيين بعد خروجي من صنعاء فإني أتوجه بالشكر والتقدير والاحترام إلى كل أبناء الشعب اليمني العظيم المكافح والصابر في كل شبر من يمننا الحبيب، يمن المحبة والإخاء على صبركم وتجلدكم وموقفكم الشجاع الرافض للمؤامرة الانقلابية على الشرعية الدستورية، الذي عبرتم عنه من خلال الزيارات والمسيرات والاحتجاجات السلمية التي عمت شوارع العاصمة صنعاء ومحافظات ذمار، إب، مأرب، الجوف، تعز، البيضاء، الحديدة، وغيرها من مناطق الوطن الحبيب، والوقوف إلى جانب الشرعية الدستورية والوحدة والأمن والاستقرار.
تحية لكل أبناء الشعب اليمني أينما كانوا في الخارج أو في الداخل، في الوديان والجبال والسهول، نساءً ورجالاً، شباباً وشابات على تلك المواقف الوطنية الشجاعة، فرغم كل معاناتكم إلا أنكم كنتم صامدين صادقين يحدوكم الأمل في غد أفضل بعيدا عن الدمار ورفضا للانقلاب وميليشياته.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم..
لقد غادرت صنعاء الحبيبة عاصمة الجمهورية اليمنية ورمز شموخها، مكرها بعد أن سيطرت المليشيات الحوثية المسلحة عليها، هاجمت وحاصرت منزلي واستهدفته فكان حصارا لكل اليمنيين، معلنة بذلك انقلاباً عسكرياً مكتمل الأركان، بعد التنصل عن كافة التفاهمات السياسية مع مختلف الأطراف، ولقد كان رفضكم لذلك الحصار والانقلاب ووقوفكم صفا واحدا رافضا للحرب الأهلية والاقتتال الداخلي محفزا لي للاستمرار في القيام بمهامي وقيادة السفينة لإنجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وصولاً إلى إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مدة زمنية محددة، حتى يتمكن شعبنا اليمني العظيم من تجاوز آلامه وجراحه سعياً إلى بناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة، دولة النظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد، دولة الشراكة الوطنية التي لا تستثني أحداً بعيداً عن الإقصاء والاستئثار والهيمنة، واستخدام القوة لتحقيق أهداف سياسية على حساب مقدرات الشعب ومصالحه العليا، وهي مهمة تاريخية ومفصلية ينبغي أن نعمل جميعاً على تحقيقها.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم..
إن انتقالنا إلى عدن ليس كما يروج له الانقلابيون وحلفاؤهم بأن ذلك سيكون إيذانا بالانفصال، وهو ما سبق وأن روجوا له حتى قبل الاستقالة وقبل الخروج إلى عدن، بل إن انتقالنا إلى عدن باعتبارها العاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد، وجعلها عاصمة مؤقتة إنما هو للدفاع عن حق المؤسسات والهيئات الشرعية التي أوكلت إليها مسئولية استكمال مهام المرحلة الانتقالية وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وخلق ظروف مستقرة وآمنة تمكن تلك المؤسسات الشرعية من ممارسة مهامها في تسيير أمور الدولة والمجتمع بصورة طبيعية خدمة لأبناء شعبنا في كل المحافظات.
يا أيها الشعب الكريم..
إنني أشعر بحجم المعاناة والقلق لدى الجميع وأشعر بمقدار صبركم وتحملكم ورغبتكم في الاستقرار والنماء والبناء ومغادرة دوامات الصراع والعنف، وإدرك كذلك أنه من واجبي كرئيس للجمهورية أن أعمل على تحقيق تطلعاتكم المشروعة في مستقبل مشرق ومستقر تسوده المحبة والتعاون وينعم أبناؤه بخيراته، ومن هنا فواجبي أن أعمل على لم الشمل ودعوة القوى والمكونات السياسية كافة بمن في ذلك منفذو الانقلاب على الشرعية الدستورية إلى الاتفاق على ما يحقق تطلعات أبناء شعبنا ويجنبه ويلات الاقتتال والحروب امتثالا لقوله تعالى “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
إنني أدعو كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والشابات إلى العمل على الالتزام بما اتفق عليه اليمنيون جميعا من اتفاقات، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والعمل بصدق على الالتزام بتلك المرجعيات التي وافقت عليها كافة المكونات السياسية، ووضع برنامج زمني محدد وواضح لتنفيذها تحقيقاً لرغبات شعبنا اليمني في الديمقراطية والوحدة والأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي، لأن استمرار هذا الوضع سوف يؤدي إلى كارثة اقتصادية ستفقد المواطنين قدرتهم على العيش والبقاء، ومسئولية الجميع تقتضي النهوض بهذه المهمة أمام الله وأمام شعبنا وأمتنا.
يا أبناء شعبنا في الجنوب..
هنا لابد أن أشير إلى القضية الجنوبية التي أخذت حيزا كبيرا في مؤتمر الحوار الوطني، وكانت مفتاح حل كل القضايا اليمنية وكانت حاضرة بقوة بكل تفاصيلها وأبعادها في مؤتمر الحوار، بدعم ومساندة وتفاعل كل القوى السياسية في الشمال قبل الجنوب، حيث شارك فيه ممثلو الجنوب بفاعلية كبيرة ونقلوا كل تفاصيل القضية وأبعادها، وكان أبرز ما جاء في مخرجات الحوار هو وضع معالجات حقيقية لكافة مضامينها، وكذلك إعادة صياغة أسس الوحدة وبناء الدولة على أسس الدولة الاتحادية والتي تعتبر خطوة هامة في كسر مركزية الدولة وخطوة متقدمة على طريق تحقيق الشراكة لكل محافظات اليمن.
ياأبناء شعبنا المرابط والصابر..
إن استمراري في أداء مهامي كرئيس للبلاد ليس تشبثاً بالسلطة كما يدعي البعض، ولكن ذلك يأتي في إطار مسئولياتي الدستورية في الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار بلادي، والعمل على نزع الفرقة ونبذ العنف والوقوف ضد الدعوات الطائفية والجهوية والمذهبية، والعمل على الحفاظ على الوضع الاقتصادي من الانهيار بسبب الممارسات اللا مسئولة التي قامت وتقوم بها مليشيات الحوثي المسلحة.
وعليه فإنني أؤكد على ما يلي:
- انسحاب كافة العناصر المسلحة واللجان المفروضة من قبل المليشيات المسلحة في كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية.
- سحب كافة العناصر المسلحة من العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الأخرى.
- إعادة كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة المنهوبة والمستولى عليها من معسكرات ووحدات القوات المسلحة والأمن إلى المؤسسة العسكرية.
- العمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي كافة والعودة عن كافة الإجراءات التي تمت منذ الـ21 من سبتمبر.
- البدء الفوري بتنفيذ المرجعيات الخاصة بخارطة طريق العملية السياسية المتمثلة بما تبقى من استحقاقات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها كافة المكونات أثناء الحوار الوطني وأيدتها الدول العشر الراعية للمبادرة والأمم المتحدة، ووضع تزمين واضح لها.
إن تنفيذ كل ما ذكر يخلق بيئة مناسبة لعودة الأمور إلى مجاريها واستئناف العملية السياسية التي انحرفت عن مسارها، كما يمهد الطريق لعودة الحكومة إلى تنفيذ أعمالها حتى لا تنهار مؤسسات الدولة وينهار اقتصادها.
يا أبناء شعبنا اليمني الكريم..
إنني أدين وبأشد العبارات التفجيرات الإرهابية الشنيعة التي استهدفت مسجدي بدر والحشوش في صنعاء يوم الجمعة (أمس الأول) والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء شعبنا، وبهذا المصاب الجلل أتقدم ببالغ الأسى وصادق العزاء والمواساة لأسر الضحايا وأمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل.
إن مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية الآثمة ومن يقف وراءهم قد تجردوا من كل القيم الأخلاقية والإنسانية، ولا تربطهم بديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه ومبادئه السمحاء وكل الأديان السماوية أي صلة، إن تلك الأعمال الوحشية الإرهابية مدانة من كافة أبناء الشعب، وسنبقى في عمل متواصل لمكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله.
ولا شك أنكم تابعتم ما حدث في عدن يوم الخميس، والذي يعد استمرارا لعملية الانقلاب العسكري التي بدأت في صنعاء وقادها في عدن المتمرد عبدالحافظ السقاف، ومن ورائه مليشيات الحوثي المسلحة، والتي هدفت للانقلاب على الشرعية واستهدفت مطار عدن الدولي ومبنى المحافظة وأماكن أخرى وأحدثت حالة من القلق لدى أبناء عدن، وهو الأمر الذي استدعى قيام وحدات القوات المسلحة ومساندة اللجان الشعبية لها بواجبها في التصدي لتلك المؤامرة وإحباطها وعودة الأمن والاستقرار إلى مدينة عدن ومطارها وكافة مؤسساتها.
أما قيام الطائرات بغارات جوية على منطقة المعاشيق فهذا عدوان همجي أرعن لمليشيات مسلحة انقلابية سيقف الشعب اليمني بكل قواه ومكوناته سدا منيعا أمامه، ولن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللا مسئولة عن تحملنا للمسئولية، حتى نوصل البلاد إلى بر الأمان، ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبال مران في صعدة بدلا عن العلم الإيراني، لأنني أومن أن التجربة الإيرانية (الاثني عشرية) التي تم الاتفاق عليها بين جماعة الحوثيين ومن يساندها لن يقبلها شعب اليمن زيدي وشافعي.
الشعب اليمني يؤمن بالأمن والاستقرار والوحدة والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وكفى مغالطة للشعب اليمني يا عبدالملك الحوثي، أنت والذين يخططون لك وهم يعرفون من هم.
يا أبناء شعبنا اليمني الصابر..
إنني أدعوكم جميعا إلى استلهام الحكمة اليمانية في هذه المرحلة العصيبة، وأن تكونوا يدا واحدة في مواجهة العابثين بأمن واستقرار ووحدة بلادنا، وندعوكم إلى الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها والحفاظ على وحدتكم الوطنية بعيدا عن الدعوات الطائفية والمناطقية والمذهبية.
كما أدعو المكونات السياسية إلى استشعار خطورة المرحلة والابتعاد عن الحسابات والنظرات الحزبية القاصرة والمشاركة بفعالية في الحوار الذي دعينا له في مقر أمانة مجلس التعاون الخليجي بالرياض، للخروج بحلول تجنب اليمن الانزلاق - لا سمح الله - إلى التشظي والانقسام والعنف، والعمل على تصحيح مسار العملية السياسية وعودتها إلى الطريق الصحيح، وسأكون كما كنت دائما خلال مؤتمر الحوار الوطني مسئولا عن الجميع رغم كل الظروف والمعاناة، ولكن ذلك قدري ومسئوليتي نحو الشعب اليمني العظيم الذي سأمنحه كل ما أستطيع من تضحية، فقد منحني الثقة، وأنا أمنحه حياتي وقدري.
وبهذه المناسبة أوجه تحية صادقة إلى منتسبي القوات المسلحة والأمن البواسل كافة، درع اليمن الحصين، عضده المتين، وأدعوهم إلى التمسك بالشرعية الدستورية وبالواجب العسكري والتلاحم والتفاني والانضباط والجاهزية، فأنتم جيش الوطن الأمين وصمام أمان وحدته الوطنية، وأن مسئوليتكم اليوم تتجلى في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية مؤسسات الدولة في كل ربوع الوطن، وتنفيذ تعليمات قيادتكم الشرعية، كما أدعوكم إلى التمسك بالثوابت الوطنية المتمثلة بالجمهورية والوحدة والديمقراطية، والالتفاف حول المبادئ بعيدا عن الصراعات السياسية والحزبية والولاءات الشخصية، فالقوات المسلحة والأمن حزب الوطن الكبير، ولن نسمح مطلقا بتجيير المؤسسة الأمنية والعسكرية لتلبية نزوات شخصية أو جهوية أو طائفية، وأعدكم بالعمل ما استطعت على إصلاح مواطن الخلل في كافة المؤسسات، وفي مقدمة ذلك مؤسستا الجيش والأمن لبناء مؤسسة وطنية.
وأخيرا لا يفوتني في هذا المقام إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير لدول مجلس التعاون الخليجي كافة، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الدعم والمساندة للشعب اليمني سياسياً واقتصادياً وأمنياً في مختلف المراحل وكافة الظروف، كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى كافة الدول الراعية للمبادرة الخليجية والمجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته على دعمهم السياسي والاقتصادي لبلادنا، كما هو الشكر موصول إلى كافة الدول العربية الشقيقة على رأسها جمهورية مصر العربية رئيساً وشعباً التي تقف إلى جانب الشعب اليمني في محنته، ولن ينسى أبناء الشعب كل من وقف معه وسانده، ونرغب من الجميع مواصلة دعمهم وعدم التخلي عن اليمن في هذه الظروف العصيبة، وأتطلع إلى اليوم القريب - بإذن الله - للعودة إلى العاصمة صنعاء العزيزة إلى نفسي لممارسة مهامي، بعد أن تزول كافة الأسباب التي أدت إلى تركها، سائلاً المولى أن يوفق الجميع إلى ما فيه خير شعبنا ووطننا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى