تعز.. انتفاضة سلمية تدخل يومها الثالث.. سقوط عشرات المصابين بالرصاص الحي وقنابل مسيرة للدموع

> تعز«الأيام» فهد العميري

> أصيب العشرات أمس برصاص وغازات مسيلة للدموع أطلقتها القوات الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح لتفريق اعتصاما لليوم الثاني على التوالي رفضا للتعزيزات العسكرية المرسلة من صنعاء ورفضا لتحويل تعز إلى ميدان حرب ومنطقة عبور للاعتداء على محافظات الجنوب.
وقامت قوات الأمن الخاصة - معززة بمجاميع مسلحة تنتمي لجماعة الحوثيين- بالاعتداء على المعتصمين أمام مقر القوات الخاصة صباح أمس، ونزع خيام الاعتصام المفتوح، وإطلاق نار كثيف وقنابل مسيلة للدموع، مستخدمة خراطيم المياة لتفريق المحتجين سلميا أمام مقر القوات الخاصة أصيب العشرات بينهم العديد من النساء باختناقات وتم نقلهم إلى المستشفيات.
قوات من الأمن المركزي في وسط الاعتصام بتعز
قوات من الأمن المركزي في وسط الاعتصام بتعز

وتجددت اعتداءات القوات الخاصة مساء أمس بإطلاق النار الحي والقنابل المسيلة للدموع بشكل مباشر تجاه المعتصمين، فأصيب العشرات بينهم عشرة مصابين بالرصاص الحي، وهم: عمران عبده صالح طلق ناري في البطن، ياسر يحيى محمد طلق ناري في الفخذ، سليمان أمين محمد، سعيد عثمان محمد شظية بالساق، مختار الدهبلي طلق ناري في البطن، هيثم علي عبدالله شظايا في القدم، فتح عبده فارع طلق باليد وطلق بالرجل، وباسم العامري طلق بالرجل.
وتم نقل المصابين إلى مستشفيات (ابن سيناء، والصفوة وحمد) كما شوهدت سيارات الإسعاف وهي تقوم بنقل ثلاثة مصابين حالتهم خطيرة إلى مستشفى اليمن الدولي.
 الأمن مستخدمة خراطيم المياة لتفريق المحتجين سلميا أمام مقر القوات الخاصة
الأمن مستخدمة خراطيم المياة لتفريق المحتجين سلميا أمام مقر القوات الخاصة

وتواصل الاعتصام لليوم الثالث على التوالي في ظل استمرار توافد المعتصمين في ظل قطع العديد من الطرق الرئيسة في جولة القصر، وشوهدت سحب الدخان طوال اليوم جراء إحراق المتظاهرين لإطارات السيارات.
وخرج الآلاف من أبناء محافظة تعز صباح أمس في تظاهرة سلمية لرفض التعزيزات العسكرية والأمنية، وتحويل تعز إلى ساحة حرب ونقطة عبور لضرب الجنوب.
وررد المشاركون في التظاهرة العديد من الهتافات المنددة بقائد القوات الخاصة بتعز حمود الحارثي ومليشيات الحوثي والمؤيدة للرئيس هادي، منها: يا حوثي برع برع تعز حرة لن تركع، سلمية سلمية لا للحرب الأهلية، برع برع يا حوثية هادي رئيس الجمهورية.
وطالبوا الرئيس هادي بـ“سرعة إقالة قائد القوات الخاصة حمود الحارثي وقائد اللواء 22 مدرع، وإخراج التعزيزات العسكرية من محافظة تعز، وإعادتها من حيث أتت، رافضين أن تكون تعز نقطة عبور لمن وصوفهم بـ(الانقلابيين الحوثيين) وحليفهم الرئيس السابق صالح إلى الجنوب”، معتبرين العميد حمود الحارثي، قائد القوات الخاصة، وناصر الشوذبي، أركان حرب القوات الخاصة بالجمهورية “متمردين، ووصفوهم بـ(القتلة) لقمعهم التظاهرات السلمية بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع”.
احدى المصابين بغازات مسيلة للدموع أطلقتها القوات الخاصة
احدى المصابين بغازات مسيلة للدموع أطلقتها القوات الخاصة

وقال بيان صادر عن وجهاء وأعيان محافظة تعز: “وقفنا أمام الأوضاع المقلقة والتداعيات المؤسفة لدخول مجاميع مسلحة إلى محافظة تعز وتعزيزات باسم القوات الخاصة بصورة مريبة دون استدعاء أو طلب لها من قبل اللجنة الأمنية بالمحافظة، بل وضد رغبتها”، حسب البيان الصادر عنها يوم السبت 21/3/2015م، والذي أوضحت فيه عدم طلبها لأي تعزيزات أمنية أو عسكرية، بل وعدم حاجتها إلى إي تعزيزات، مؤكدة أن “من شأن هذه التعزيزات إثارة الفوضى في المحافظة التي أثبتت الأيام أنها تعيش بحالة من السلام الاجتماعي والوئام والاستقرار، وهو أمر يكشف نوايا سلبية تجاه محافظة تعز، وأدى إلى استفزاز أبناء المحافظة الذين خرجوا، معبرين عن رفضهم واستيائهم لهذا العمل المستفز، والذي من شأنه تقويض أمن واستقرار المحافظة”.
وعبر البيان عن “استنكار هذه الأعمال المخالفة، والتي تستهدف المحافظة وأمن أبنائها بكل عبارات الاستنكار والإدانة للقمع الذي يتم ضد المتظاهرين سلمياً من أبناء المحافظة بالقنابل السامة والرصاص الحي، والذي أحدث عشرات الجرحى والمصابين جراح بعضهم خطيرة في مسيرة سلمية استخدمت حقها الدستوري في التعبير عن رفض محاولات جر المحافظة إلى مربع الصراع والعنف والفتنة”.
وذكر البيان “أننا لن نسمح بإراقة دماء أبنائنا، ولن نتهاون مع من يستهين بدمائهم أياً كان، ولن يهدأ لنا بال حتى يعاقب هؤلاء، ويحالون إلى محاكمة عادلة على ما اقترفته أيديهم ضد شباب عزل، إلا من حبهم لتعز والانتماء إلى اليمن الحر الكريم”.

وأكد البيان على “التأييد الكامل لمحافظ المحافظة الأستاذ شوقي أحمد هائل واللجنة الأمنية في قيامها بحفظ أمن وسلامة أبناء المحافظة”، مطالبا بـ “سرعة سحب كامل التعزيزات التي تم استقدامها متقمصة البزة العسكرية القادمة من خارج المحافظة، ورفع كافة النقاط المستحدثة، وغير الشرعية”، داعيا كافة أبناء محافظة تعز إلى “المزيد من التلاحم لحماية المحافظة وأبنائها والحفاظ على وحدة وأمن تعز، واتخاذ كافة التدابير بما يحقق احترام إرادة وقرارات المحافظة سلطة ومجتمع”.
كما طالب البيان بـ “محاسبة من قاموا باستخدام الأسلحة وإطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين وعزل، ومحاسبة القادة الذين خالفوا أوامر اللجنة الأمنية وأدخلوا المحافظة في دائرة الفوضى، وإقالتهم باعتبارهم غير مأمونين، واستبدالهم بقيادات وطنية، داعيا أبنائنا المغرر بهم والمستقدمين بهدف إراقة دماء أبناء المحافظة إلى العودة إلى بيوتهم ورفض القيام بذلك”.
وكان شباب وشابات تعز قد دعوا أبناء المحافظة إلى المشاركة في المسيرة الجماهيرية الحاشدة رفضا للتعزيزات العسكرية والأمنية القادمة إلى تعز، وتحويلها إلى ساحة حرب ومحطة عبور للاعتداء على محافظات الجنوب، وردا على الاعتداء على المعتصمين السلميين التي تنطلق العاشرة من صباح اليوم من أمام مكتب التربية بشارع جمال عبدالناصر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى