بعد التوتر الأميركي - الإسرائيلي.. واشنطن تراقب تحركات نتانياهو المقبلة

> واشنطن «الأيام» ا.ف.ب

> وعد البيت الأبيض بإعادة النظر في موقفه من الملف الاسرائيلي الفلسطيني، لكن الى اي حد؟ فالجواب قد يتعلق جزئيا بتشكيلة الحكومة في الدولة العبرية التي بدأت المشاورات بشأنها، وسط خلافات.
وبعد اسابيع من الخلافات العلنية والردود المتبادلة بين القادة، وصلت العلاقات بين البلدين الحليفين الى المحك.
وبعد مواقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي رفض فكرة قيام دولة فلسطينية بعدما ندد في خطابه امام الكونغرس الاميركي بالمفاوضات حول البرنامج النووي الايراني، لم يخفِ الرئيس الاميركي باراك اوباما غضبه.
ومن الصعب توقع الى اي حد هو مستعد للمضي في موضوع يثير انقسام الطبقة السياسية الاميركية. وقال آرون ديفيد ميلر من مركز ويلسون في واشنطن “السؤال الاهم: ما هو هدف البيت الابيض؟”.
والتعاون الوثيق بين الولايات المتحدة واسرائيل في مجال الامن لم يكن ابدا موضع تشكيك، حيث اكد اوباما ان العلاقات الوثيقة في المجال العسكري والاستخبارات ستتواصل “بالكثافة نفسها” لكن الى جانب هذا الموضوع، الخلافات التي تزال قائمة.
وقال ادوارد دجرجيان السفير الاميركي السابق لدى اسرائيل في ظل رئاسة بيل كلينتون ومدير معهد بيكر في جامعة رايس “هناك خلافات فعلية سياسية (...) لا يمكن اخفاء كل شيء بين ليلة وضحاها”.
وفسرت ادارة اوباما رغبتها في اعادة تقييم موقفها في مجلس الامن الدولي حيث كانت تقوم على الدوام دعما غير مشروط لاسرائيل، بمواقف نتانياهو المتعلقة بقيام دولة فلسطينية.
وأحد السيناريوهات المحتملة سيكون دعم مشروع قرار يحدد المبادئ العريضة لتسوية النزاع مع إشارة واضحة الى “حل على اساس دولتين”.
وقال دجرجيان “اعتقد انه احتمال فعلي وان الادارة الاميركية تفكر بذلك جديا”.
وفرنسا التي عرضت نصا في هذا الصدد السنة الماضية اعلنت الجمعة عبر وزير خارجيتها لوران فابيوس انها ستستأنف المحادثات حول هذا الموضوع في الايام المقبلة.
وردا على سؤال من وكالة فرانس برس حول هذه المبادرة رفض جوش ارنست المتحدث باسم اوباما التعليق على مشروع قرار “فرضي”.
واعتبر جيريمي بن عامي رئيس “جاي ستريت” وهي منظمة قريبة من الديموقراطيين تنشط من اجل الوصول الى حل الدولتين انه “آن الاوان للامم المتحدة لكي تقوم بتحديث خطابها”. واضاف “ندعو الولايات المتحدة الى المشاركة في صياغة مثل مشروع القرار هذا ودعمه والتصويت لصالحه”.
واعتبر العديد من المراقبين ان اللهجة الحازمة التي اعتمدها البيت الابيض منذ عشرة ايام تهدف اولا الى التأثير على تشكيلة الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
والرئاسة الأميركية التي دعت نتانياهو الى ابداء “التزام صادق” حيال حل الدولتين يمكن ان تتجاوب مع بادرات حسن نية.
فقد وجه نتانياهو بعض المؤشرات في الايام الماضية. وبعد الاعتذارات التي قدمها للعرب الاسرائيليين والافراج الذي اعلنه الجمعة عن دفع مستحقات الضرائب التي تجمع لصالح السلطة الفلسطينية، عبرت الولايات المتحدة عن ارتياحها.
وتعليق أعمال بناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية يمكن أن يساهم ايضا في خفض حدة التوتر مع واشنطن.
وذلك لأن اوباما بأفعال ملموسة ويرفض الفكرة القائلة بأن التوتر الحالي سببه سوء العلاقات الشخصية بينه وبين نتانياهو. وقال في مطلع الأسبوع عن نتانياهو “إنه يمثل مصالح بلاده في الشكل الذي يراه ضروريا واقوم بالامر نفسه. القضية لا تتعلق بعلاقة مسؤول بمسؤول”.
واضاف “نعتقد ان (حل) الدولتين هو الأفضل بالنسبة إلى امن اسرائيل وتطلعات الفلسطينيين والاستقرار الاقليمي. هذا هو رأينا ورئيس الوزراء نتانياهو لديه مقاربة مختلفة”.
لكن لا يجمع كثيرون على هذه القراءة للأحداث.
وقال آرون ديفيد ميلر “إذا نظرنا الى السنوات السبع الماضية، لقد كان هناك تجاذب على الدوام بين اوباما ونتانياهو”. واضاف “الأمر ليس وكأن العلاقات بينهما كانت ممتازة واصبحت فجأة سيئة، لم تكن أبدا جيدة”.
من جهته قال ليون بانيتا المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) والبنتاغون في ادارة اوباما، هذا الاسبوع “أعلم ان هناك اختلافات في الشخصية. لكنني اشجع الرئيس ورئيس الوزراء على بذل كل شيء لمحاولة تحسين العلاقات بينهما”. واضاف “انه امر جيد لمصالحنا في هذا الجزء من العالم”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى