عشرات الجثث المتفحمة ومئات الجرحى في انفجارات مخازن جبل حديد.. حرب شوارع واشتباكات عنيفة في أحياء عدن

> عدن «الأيام» خاص

> هزت ظهر أمس انفجارات قوية في مخازن الأسلحة بمعسكر جبل حديد مدينة عدن.
وأفادت المعلومات أن “الانفجارات وقعت على إثر دخول عدد كبير من مواطنين إلى مستودعات تحوي مواد شديدة الانفجار سرعان ما انفجرت فيهم وفجرت مستودعات أسلحة وذخائر في المعسكر، وخلفت العشرات من القتلى والجرحى بعضهم تفحمت جثثهم”.
وتواصلت الانفجارات في مخازن الأسلحة والذخائر في جبل حديد حتى ساعة متأخرة من مساء أمس.
وتناثرت الجثث المتفحمة داخل وفي محيط المخازن التي فتحت منذ يومين من قبل أعداد كبيرة من المواطنين للحصول على السلاح، ومازالت محاولات انتشال القتلى متواصلة حتى ساعة كتابة الخبر وسط صعوبة بالغة بسبب ألسنة اللهب المتصاعدة.
ورجحت المصادر أن أعداد القتلى – في حصيلة أولية – بلغت نحو خمسين قتيلا ومئات المصابين.
وأطلقت مستشفيات عدن أمس نداء إنسانيا إلى كافة الأطباء للتوجه إلى المستشفيات والمساعدة في علاج المصابين، وكذا إلى المواطنين للتبرع بالدم.
صورة من انفجار مخازن جبل حديد
صورة من انفجار مخازن جبل حديد

وتشهد مدينة عدن ومنذ عدة أيام اشتباكات دامية بين اللجان الشعبية المسنودة بقوات الجيش من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، سقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، وهو ما تسبب في تعطيل الحياة العامة في المدينة، وإغراقها في بحر من الفوضى، والانفلات الأمني غير المسبوق.
وتشهد عدن هذه الأيام حرب شوارع متقطعة، في معظم مديرياتها وتقاطعاتها، وإطلاق مستمر للأعيرة النارية، الأمر الذي أعاق حركت السير وكذا المسعفين من الوصول إلى جثث القتلى والتي باتت مرمية في عدد من الشوارع.
هذا وقد أضحت شوارع المدينة شبه مشلولة من الحركة سوى من بعض المحال التجارية الخاصة بالمؤن والتي تشهد ازدحاما وإقبالا كبيرين من الأهالي بغرض الادخار، لاسيما بعد أن أعلنت اللجان الشعبية حالة الطوارئ، والتي تبدأ منذ الساعة السابعة مساء حتى السابعة صباحاً تحسباً لتحرك تقوم به خلايا تابعة لجماعة الحوثين في المدينة.
وأُعلن هذا القرار إثر محاولة قوات مالية للحوثيين استعادة مواقع عسكرية فقدتها في وقت سابق، وبسبب وجود خلايا وجنود مختبئين في المدينة.
ودفعت الأوضاع الأمنية السئية وحرب الشوارع الذي تشهده المدينة بالقوة البحرية السعودية أمس السبت إلى إجلا 86 دبلوماسياً سعودياً وعربياً وغربياً من عدن، ووصل الدبلوماسيون إلى المملكة بحماية بحرية، وقد نفذت عملية الإخلاء سفينتان وطائرات وكوماندوس.

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وجه في وقت سابق بإرسال 3 طائرات الإجلاء بعثة الأمم المتحدة في صنعاء، إلا أن المتمردين الحوثيين منعوا البعثة الأممية التي يصل تعدادها إلى 140 شخصاً من مغادرة اليمن.
وكانت البعثة الأممية المتواجدة في صنعاء طالبت بفتح الأجواء للسماح لثلاث طائرات بتأمين مغادرتهم العاصمة اليمينة إلى إثيوبيا.
**قصف مقاتلات التحالف**
هذا وقصفت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، أمس السبت، تعزيزات عسكرية للحوثيين كانت في طريقها من محافظة أبين إلى العاصمة عدن، ووفقاً لشهود عيان فإن الضربات الجوية للتحالف أدت إلى مقتل وجرح عدد من مسلحي جماعة الحوثي المدعومة بالقوات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي اللجان الشعبية المدعومة بالجيش من جهة وجماعة الحوثيين المدعوم من النظام السابق بالقرب من ميناء عدن، وذلك بعد رسو سفينة تقل ما يقارب 200 حوثي في إطار محاولتهم للسيطرة على المدينة.
ووفقاً لمصدر حكومي في الميناء فإن الاشتباكات اندلعت عند رصيف شركة أحواض السفن الحكومية، وهو المكان الذي حاولت جماعة الحوثي المسلحة الدخول منه بعد وصول السفينة القادمة من محافظة الحديدة غرب البلاد.
من جهة أخرى قتل 4 جنود من القوات الموالية لصالح وجماعة الحوثيين في كمين نصبه مسلحون قبليون في منطقة العرقوب بمحافظة أبين، أثناء توجههم عبر مركبة
من مدينة لودر إلى شقرة التي تتمركز فيها قوات حوثية تستعد للتوجه إلى العاصمة عدن.
وقال عدد من أهالي المدينة وشهود شهود عيان لـ«الأيام»: “إن جماعة الحوثي المسلحة والمدعومة بالقوات الخاصة (الأمن المركزي)، الموالية لنظام صالح انتهكت حرمات عدد من المنازل في عدد من مديريات المدينة: كالشيخ والمنصورة وخور مكسر للاحتماء بها واتخاذ ساكنيها كدروع بشرية، الأمر الذي أثار الخوف والهلع في نفوس الأطفال والساكنين.
مشهد من انفجار جبل حديد
مشهد من انفجار جبل حديد

وعبر عدد من الناشطون وقطاعات واسعة في المدينة لـ«الأيام» عن تأييدهم لعمليات “عاصفة الحزم” العسكرية والتي بدأت منذ أيام للقضاء على مليشيات الحوثي المسلحة والمدعومة من قبل علي صالح، والرامية إلى إغراق مدينة عدن في الفوضى والاقتتال، مؤكدين بأن أبناء والمدعومون باللجان الشعبية والجيش سيتصدون بكل حزم المليشيات الحوثي التخريبية الرامية لتنفيذ المشروع الإيراني”.
**إمكانية سيطرة الحوثيين على عدن**
وكان قد أكد المتحدث باسم التحالف العميد أحمد العسيري في رده على سؤال وجه له من الوكالة الفرنسية حول إمكانية سيطرة الحوثيين على عدن، أكد العسيري “ بأن التحالف سيقوم بما هو ضروري لحماية شرعية الحكومة” في المدينة التي أعلنها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عاصمة مؤقتة للبلاد.
وأشار العسيري أيضا إلى “ضرب تحركات لنقل إمدادات للحوثيين بين شمال وجنوب اليمن وجسور يستخدمونها لنقل التموين وتحريك الصواريخ البالستية”.
آثار الحروق في جسد شاب جراء الانفجار
آثار الحروق في جسد شاب جراء الانفجار

وطالب العسيري اليمنيين بـ“الابتعاد عن التجمعات الحوثية، والابتعاد عن المركبات التي تنقل تموينات عتاد، لأن قوات التحالف ستهاجمها”.
وأضاف أنه “لن يسمح لأحد كائنا من كان بتقديم الإمداد للحوثيين”.
وعلى صعيد منفصل أصدرت مكونات الحراك السلمي ومنظمات المجتمع المدني بياناً أدانت فيه عملية الاختطاف التعسفي التي تعرض لها الداعية الإسلامي الشيخ عبد الحكيم الحسني والقيادي في الحراك من قبل قوات حوثية أثناء تفقد الشيخ لواجبه الوطني في التفقد لمطار عدن الدولي، وذلك لمنع علميات التخريب والنهب لممتلكاته بعد أن غادرت كل القوات الأمنية التي كانت مكلفة بحراسة المطار، وأكدت مكونات الحراك السلمي ومنظمات المجتمع المدني بمدينة عدن في بيانها بأن الشيخ حكيم الحسني يعد أحد أبرز العلماء ورجال الدين في مدينة عدن، ومصلحا اجتماعيا معروفا بحرصه على الحفاظ على السلم الاجتماعي، ورمزا حراكيا جنوبييا ذا طرح معتدل ووسطي نابذ للعنف والعنصرية والطائفية، ومحاضراته وخطبه ومشاركاته في طول الجنوب وعرضه تشهد بذلك .
جرحى يتلقون العلاج في مستشفيات عدن
جرحى يتلقون العلاج في مستشفيات عدن

وأوضح البيان أيضاً بأنه يوم الخميس تاريخ 26 مارس 2015م، وبينما كان الشيخ حكيم يقوم بواجبه الوطني في تفقد مطار عدن الدولي لمنع تخريب المطار ونهب ممتلكاته بعد أن غادرت كل القوات الأمنية التي كانت مكلفة بحراسة المطار، لكنه فوجئ هو واثنين من مرافقيه بمجموعة مسلحة تابعة للحركة الحوثية تلقي عليهم القبض دون أدنى تفهم لمهمتهم الوطنية.
مؤكدة في نفس الوقت تم التواصل لمدة يومين كاملين مع المجموعة الخاطفة وتم الحديث مباشرة مع الشيخ عبر هاتف أحد خاطفيه وتم الاطمئنان عل صحته، والتحقق من اختطافه، وتم التفاوض مع الخاطفين لكن دون جدوى.
وحملت مكونات الحراك السلمي ومنظمات المجتمع المدني بمدينة عدن في بيانها حركة أنصار الله الحوثيين كامل المسئولية عن سلامة الشيخ حكيم الحسني ومرافقيه، مطالبين إياهم بسرعة الإفراج عنه ومن معه من المعتقلين.
عدد الجرحى مستشفى صابر جريحان
مستشفى الوالي جريح من صبر –لحج

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى