مُلئت بهم أسواق القات والأسماك والحرف الأخرى..ظاهرة تسرب الطلاب بعدن.. الاتجاه إلى المجهول

> تقرير/ نـسيم الواصلي

> تعتبر ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس من أخطر الظواهر على الصعيد التعليمي والتربوي.. ولظاهرة التسرب من المدارس أسبابها الاقتصادية والاجتماعية والأسرية، وربما يكون للإدارات المدرسية والمعلمين سبب في ترك الطالب للمعلم والمدرسة.
وظاهرة التسرب الطلابي وفيرة وخصبة في مناطق الأرياف، حيث الأمية المنتشرة وسط الأسر، وعدم إدراكم لأهمية العلم، بالإضافة إلى أن الطالب يكون أكثر اهتمامه الذهاب إلى الجندية أو العمل الزراعي والسمكي وغيرها. لكن انتشار هذه الظاهرة في مدارس عدن رغم الحضرية والتمدن والاهتمام بالعلم في السابق تدهش المهتمين والمراقبين للشأن التعليمي. وظاهرة تسرب الطلاب في عدن ليست وليدة اليوم لكن جذورها تمتد إلى التسعينيات بدليل أن غالبية الشباب العدني من ذلك الجيل تجدهم في أسواق القات والسمك، وفي حرف أخرى، وتدل دلالة قاطعة أن هؤلاء الشباب تسربوا من المدارس، وأصبح الواقع الذي يعيشونه هو مستقبلهم، وللخوض في هذا المضمار على صعيد واقع التعليم في عدن وظهور ظاهرة التسرب له أسبابه الكثيرة والتي يعد الجانب الأسري والمدرسي الأسباب لذلك، فالأسرة العدنية أصبحت غير قادرة على تحمل أعباء ونفقات التدريس لأولادهم بسبب ارتفاع الغلاء وكثرة النفقات وعدم وجود مصادر دخل لهذه الأسر غير دخل الوظيفة أو الحرفة التي يحترفها رب الأسرة كما أن انتشار المحسوبية والوساطة والرشوة في مجال التوظيف قد جعل الشباب يقنطون ويصيبهم اليأس من الحصول على وظيفة بعد التخرج وهذا الجانب هو الذي ساعد على انتشار ظاهرة التسرب على الصعيد الأسري.
**واقع مؤلم**
ليس هي اليمن ومدارس عدن خاصة ممن تعاني هذه الظاهرة، فجميع البلدان قد أصيبت بها ولكن سرعان ما تجد أنها بدأت في علاجها، ولكن ما شد انتباهي أنها انتشرت بشكل كبير في عموم مدارس محافظة عدن وقد وصلت إلى كافة المراحل وبصور متفاوتة حتى أنها انتشرت إلى أوساط الطالبات، فالكثير يتساءل عن دور التربية في هذا الأمر الذي ذاع صيته دون أي رادع من أي جهة مسئولة وقائمة بذلك فمدارس محافظة عدن بمراحلها الأساسية والثانوية أصبحت في الحضيض لظهور هذا الانتشار الخطيرة حتى أن الطالب ومع استمراره على هذا المنوال غير قادر أن يكون ذا ثقافة أو ممن لديهم الخبرة الكاملة في المجال التعليمي لأن حياته التعليمية قضيت في التسرب دون أي انتباه أن المستقبل ينتظره يوما ما ففي الصحيح أن التربية والإدارات المدرسية هي الأخرى من عجزت عن وقف مثل هذه الظواهر وكان الأمر لا يعني أحد منهم، وهذا ما جعل الطلاب يلجؤون إلى امتهان الأعمال منهم من لجأ إلى أسواق القات وآخرون إلى أعمال البناء وهكذا تستمر حياتكم مع هذا الواقع المؤلم الذي لحق بهم.
**غائبون**
هناك الكثير ممن يتحدث عنها ولكن هم غائبون وغير قادرين على علاجها والانتهاء منها جذريا ربما هذا يتطلب العمل الجاد ومن ثم القضاء على أسبابها التي دفعت بهذا الطالب إلى أن يكون رخيصا لدرجة هروبه وخروجه إلى المجهول فلابد أن يكون هناك اهتمام من قبل المدرسة والأسرة وأيضا أن يرزح القائمون إلى الاهتمام بالمبنى المدرسى بالصورة المتكاملة ومتابعة الطالب خصوصا في نواحيه النفسية والفسيولوجية، ولا ينسى الإداريون والمعلمون بأن يكون للطالب شيء قليل في الجانب الترويحي في الحرم المدرسي حتى يرغب لها والصمود وعدم الهروب إلى خارج السرب ليكون في الأخير ضحية غيره، ومن ضمن هذه الأمور أن تكون للأسرة المراقبة الكاملة على ولدها ومن ثم تعمل على الإرشاد والتذكير بالخطورة التي قد ينتجها هذا الطالب عند تسربه من الدراسة والعمل في أشياء غير مؤهل لها فتكون الفاجعة بفاجعتين، ففي هذا الجانب يتطلب على الأسرة وكل الأقارب أن يعززوا المعنويات والتوضيح والمردود الايجابي على الطالب في المستقبل، وان تقوم الأسرة بدورها المتتالي للمتابعة سواء في المنزل أو خارجه، وأن تخلو المشاكل المتعلقة بها وإبعادها عن الطالب حتى لا يتأثر بها ويكون هو الآخر من يسبق الحدث ويجلب المشاكل ويقلبها رأسا عن عقب.

**رفقاء السوء**
في هذا العصر الذي يتعايش معه هؤلاء الشباب تجد أن هناك من لديهم رفقاء وهم ليس برفقاء سليمين وغير ملفقين بتهم ولكن ما نراه ونسمعه عنهم أنهم خارجون عن القانون، زيكونون ما يعرف بالشلة وفي التسمية لها أنها رفقاء السوء الذين هوى هذا الطالب طريقهم وأصبح جزءا منهم، وينفذ كل الأوامر حتى أن العزوف وهذا التسرب هو الفهم الخاطئ لهؤلاء الرفقة المدمرة للكيان، فبعد أن يرتقي الطالب إلى المراحل الثانوية تلاحظ حينها أن السلوكيات قد اختلفت فيهم وكأنة أتى من مجتمع أخر ليس مجتمعنا، ففي مدارس عدن تلاحظ العجب العجاب في السير وراء أشياء قد تؤدي مع الأيام بهؤلاء الطلاب إلى مخاطر سيئة لا خروج منها وسبب ذلك الرفقة الفاسدة والانطلاق نحو المجهول الذي إن استمر فيه هذا الشاب سيكون يوما من الضائعين والنادمين على ما فات ولكن لا ينفع الندم بعد الوقوع في الجريمة، ولكن وعلى كل حال أن مثل هذه المشاكل هي مشاكل اجتماعية في جوهرها قبل أن تكون تدور حول فرد من الأفراد، وهذا يتطلب من كل الجانبين المدرسي والاجتماعي العمل معا لتحقيق الهدف والنجاح حتى يستطيع الطالب الارتقاء من علمه ويكون قدوة لغيره وهذا عندما يكون هناك رادع من قبل هؤلاء الجانبين المدرسي والاجتماعي.
**استهزاء**
أوضح العديد من المهتمين بالحقل التربوي أن هذه الظاهرة قد تسببت في عرقلة السير التعليمي الصحيح وخصوصا أن هناك ممن لا يرغبون في الدراسة وأسموهم بالطلاب المشاغبين نتيجة لافتعالهم العديد من المشاكل في قاعة الفصل، حيث أن هؤلاء الطلاب وعند ولوجهم إلى الطريق الخاطئ والمسايرة مع رفقة السوء التي أصبحت هي من تؤثر على هؤلاء الشباب ويقومون بتشويش المعلم خصوصا عندما يكون المدرس ذا انسجام في شرح الدرس.
ووصل الأمر إلى الاستهزاء بالمدرس وهذا الذي جعل الطالب يقوي شوكته ويرمي بها على المعلمين دون أن تقوم الإدارة المدرسية بمعاقبة هذا الطالب ومن سار على نهجه ولكن دون جدوى المعلم يتعرض للإهانة سواء في الفصل أو خارجه وعند رفعه شكوى للإدارة المدرسية لن تقوم بواجبها في منع هذا الطالب من الدخول إلى الفصل حتى يكون هناك التزام اسري، ولكن من العجيب أن الإدارات المدرسية لا تقوم حتى بإبلاغ ولي أمر الطالب بسبب الخوف من تصاعد المشاكل التي قد يرتكبها الطالب لاحقا.
**رسالة**
نتمنى من الجهات المعنية في هذه المحافظة بقيادة محافظ المحافظة الأكاديمي عبد العزيز بن حبتور بوضع الحلول الجادة لهذه المشكلة وتحسين الوضع التعليمي والخروج بالطلاب إلى مستقبل مشرق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى