رسالة تقدير واجبة وأخرى وطنية تنتظركم

> صالح شائف

>
صالح شائف
صالح شائف
الصديق العزيز تمام محمد باشراحيل
أحييكم بحرارة صادقة ومهنئًا إياكم ومن القلب وجميع أفراد عائلتكم الوطنية المكافحة وكل طاقم صحيفة «الأيام»، ومعكم جميعا أهنئ قراء صحيفة الجنوب الأولى على عودتها للصدور مجددا واستئناف دورها الريادي بعد انقطاع قهري فرض عليها قسرا لسنوات عدة، وبقرار ظالم غشوم أصدرته سلطات صنعاء حينها وبحجج وذرائع قبيحة اختلقتها، وهي معروفة لنا جميعًا، والهدف من وراء ذلك كان معروفًا أيضًا وهو إسكات صوت الشعب في الجنوب الذي جسدته «الأيام»، وكانت له الرئة التي يتنفس منها بحرية ويسمع صوته عاليًا من على منبرها الوطني الحر الشجاع.
واليوم وأنتم تباشرون الصدور بعد تجاوز الكثير من الصعوبات والإعاقات على تعددها التي فرضت نفسها عليكم، وعلى الحياة العامة في عدن وكل الجنوب بعد حرب الغزو الثانية التي انتصر فيها شعبنا، ومازال يواصل كفاحه بصبر وشجاعة وتحدٍ وشموخ، وعلى كل المستويات والميادين في سبيل استكمال نصره المبين ضمانًا لمستقبله وحريته وصونًا للتضحيات الغالية التي قدمها، ومازال يقدمها وبسخاء نادر في ظل حرب الخدمات البشعة وقطع المرتبات وكل محاولات تعطيل الحياة والتخريب المتعمد لعمل مؤسسات الدولة.
إن كل ذلك يضع أمامكم مسؤولية وطنية وأخلاقية كبرى أنتم جديرون بها، وكما عهدكم شعبنا في أحلك وأصعب الظروف، ومعكم وإلى جانبكم كل أحرار وشرفاء الجنوب، ومعهم كل الأوفياء للجنوب وقضيته الوطنية والتاريخية من حملة الفكر والأقلام الوطنية الحرة المسؤولة لمواجهة كل ذلك، وخوض معركة المستقبل والانتصار لكل الخطوات الوطنية التي تمت خلال الفترة الأخيرة، وأهمها على الإطلاق الإعلان عن تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وما ينبغي أن يتبعها من خطوات وإجراءات جادة وملموسة وشاملة على الساحة السياسية والوطنية الجنوبية في الأيام القادمة، وبما يجعلها محققة للوفاق الوطني الجنوبي العام، ومعززة من وحدة وتمسك الجبهة الداخلية، وتقرب شعبنا من يوم الخلاص الوطني والوصول به إلى شاطئ الأمان.
إن التفاعل الإيجابي معها مطلوب أكثر من أي وقت مضى عبر خوضكم لمعركة التنوير وبكل أبعادها، وتحصين الوعي الوطني الجنوبي وفضح كل وسائل الدس الرخيص، والتحريض على الفتنة بعيدا عن الإثارة الرخيصة التي لا تمت للحقائق بصلة، وضخ المعلومات المفبركة والتسريبات الخادعة التي أدمنها البعض ممن يبحثون عن المال والشهرة، ومعهم وإلى جانبهم بعض وسائل الإعلام على تعدد وتنوع أشكالها ووسائلها المتبعة، وجعل شبكات التواصل والإعلام الاجتماعي ميدانا لضخ سمومهم وأهوائهم، ومعهم مع الأسف الشديد جيش جرار من المخدوعين وعديمي المعرفة من مستخدمي هذه الشبكات وخاصة جيل الشباب الذي يحتاج من الجميع الاهتمام به وتحصينه وتبصيره بطريق السير والصواب حتى لا يظل فريسة سهلة لأعداء الجنوب، وكل من يتربص بوطنهم شرًا، وهي لا شك مهمة نبيلة وعاجلة تنتصب أمام كل المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية وأمام منظمات المجتمع الأهلي كذلك على تعددها وتنوعها.
وأجدها فرصة هنا لأعبر عن ثقتي بأن عودة «الأيام» للصدور مرة أخرى وبقوة دفع مكتملة الأركان والإرادة والتصميم ومع ما ستحمله من جديد متطور في الشكل والمحتوى والتنوع سيجعلها قادرة على إعادة التوازن للإعلام الجنوبي وإكسابه زخمًا وفعالية أكبر، وستعزف بذلك سيمفونية إعلامية موحدة ومتناغمة لما لها من إرث تاريخي وحضور فاعل في وجدان القراء الذين ستستعيد ثقتهم ومحبتهم مرة أخرى وبسرعة قياسية ومعها وسوية بقية الصحف والمواقع والمنابر الجنوبية العديدة القائمة أو التي في طريقها إلى الظهور والتي اختطت طريق الدفاع عن الحق الجنوبي، وبكل ثبات خلال الفترة الماضية رغم كل شيء وقف في طريقها، وسيمنحها قوة التأثير المطلوب في هذه الجبهة المفتوحة مع أعداء وخصوم الجنوب على تعدد عناوينهم ومسمياتهم، وأيا كانت خنادق التمترس التي يتحصنون خلفها أو يخفي البعض منهم وجوههم بأقنعة متعددة مكشوفة ومرئية لكل ذي صاحب بصر وبصيرة.
نهنئكم مرة أخرى ونشد على أياديكم ومعكم وإلى جانبكم الأعزاء أولاد فقيدنا الكبير هشام (رحمة الله عليه) فقيد الصحافة والوطن، وأنتم تخوضون معركة النور والتنوير السياسي والمعرفي، وبكل تجلياتها الوطنية والاجتماعية والفكرية والإنسانية مهما بلغت قسوة الظروف الضاغطة، فهي وإن بدت عصية على الحل فإنها مؤقتة وزائلة ولن تصمد أمام إرادة شعبنا الذي استدار نحو الأمام وفتح بوابة للمستقبل الذي سيعبر به موحدًا نحو غد مشرق جميل يليق به وبتضحياته وعظمة قدراته الكامنة وعلى كل المستويات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى