مرحى بـ «الأيام».. نبراس عدن

> أحمد ناصر حميدان

> من ضمن ما حرمتنا الحرب البشعة في عدن هي صحيفة «الأيام» العدنية، غابت من أكشاك الصحف لكنها لم تغب عن نفوس و وجدان محبيها وعاشقيها، هم أنفسهم محبو الحرية والعدل والمساواة، واكبت تاريخ الحركة الوطنية منذ تأسيسها عام 1958م في عدن لمؤسسها ورئيس تحريرها العميد محمد علي باشراحيل، و خلفه هشام محمد علي باشرحيل ـ رحمهما الله وطيب ثراهما وأسكنهما جناته ـ وتتواصل بجهود الخيرين وأبناء باشراحيل.
هي نبراس حول الآهات والأنات إلى بركان من الصرخات للمظلومين، منبرنا الذي من خلاله عبرنا وفضفضنا عن مشاعرنا وأحاسيسنا المجروحة، نصرتنا على الظلم، كم هي الفرحة اليوم لصدور هذه الصحيفة الغراء حاملة المشروع الوطني، مشعل الحرية وعدالة القضية ضد منتهكي كرامة أمة وعزة شعب وتاريخ دولة ومؤسسات وطن ومصدر رزق أفواه بشرية وأرواح إنسانية، كانت هذه الأرض الخصبة التي يعيشون ويتعايشون فيها بحب وسلام و وئام أرض عرفت بالثقافة الإنسانية ونزاهة النفس وحب الوطن ونصرة الحق وإزهاق الباطل.
في ما مضى استطاعت «الأيام» بحنكة وقدرة فائقة من إرساء ثقافة ثورية لاستعادة الحقوق، أنعشت ضمائر المظلومين، ونقبت عن الخلل الذي أصاب الوطن، جمعتهم على كلمة سواء، وتحالفوا ضد الظلم والاستبداد حتى انطلقت أول شرارة في 2007م، كانت «الأيام» منبرها والصوت الذي أزعج النظام المستبد والفاسدين، ومن خلال «الأيام» تطهرت كثير من النفوس من نجس الفساد السياسي والأخلاقي والمالي وتحالف الناس على الخير ضد الشر، حاول الشر ضرب «الأيام» ليسكت صوت الحق، لكن هيهات.. هزمتهم «الأيام» وانتصرت.
اليوم ها هي «الأيام» تطل علينا إطلالتها الجميلة، لتنير العقول وتوجهها للصواب، وتطهر الواقع من الرداءة.. القراء ينتظرونها كل صباح في الأكشاك بالنشاط والشوق لقراءتها منذ أن أعلن عن صدورها، قالت لي ناشطة عندما قلت لها ستصدر «الأيام» فرحة: سنزغرد بحلول صحيفة «الأيام»، لأنها تمثل عدن وتاريخنا وعراقتنا وأخلاقنا وثقافتنا.
المعارضة هي فن وأخلاق وحب وهدف سامٍ ليست مناجمة ومناكفة وتجرد من القيم، لا والله، ستصدر «الأيام» لتنهي رداءة السلوك الذي تأصل في غيابها وتقويم الأخلاق والثقافة، التي تعمد أعداء عدن تعزيزها لتقدم نموذجًا طيبًا متعارفًا عليه عن عدن وأهلها، لتمحي ثقافة الكراهية والمذهبية والطائفية.
عرفت بمواقفها الثابتة ضد الفساد و أوكاره، تلامس أوجاع عدن الحبيبة وتشير إلى مواقع الخلل بالبنان بحب ولطف لعدن وأهلها الطيبين وشوق حتى تعود عدن مدينة الثورة والثقافة والتسامح والنزاهة والشرف والأمانة لتكون عدن ـ كما عرفت ـ السباقة بالتطور والنهوض الثقافي والاقتصادي والسياسي ترفض التخلف والصراع والاستبداد والاستحواذ والتمايز بكل أشكاله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى