هي «الأيام»

> شعر / رعد أمان

>
رعد أمان
رعد أمان
هي «الأيام» تشرقُ في بلادي
وتُرسلُ للدُّنَى في كلِّ صبحٍ
تُعَطِّرُهُ المكارمُ زاكياتٍ ..
عروسٌ تبهرُ الرَّائينَ طُرَّاً
إذا قَرُبَتْ نَزَتْ مهجٌ إليها
فتحيا النَّاسُ في نارِ انتظارٍ
وحين الليلُ يرحلُ بعد لأيٍ
ترى «الأيام» تخطرُ في بهاءٍ
تراها كالخَرود وقد تَزَيَّتْ
عيونُ الخَلْق تهفو لاحتضانٍ
وتخشى في حُزون اليوم تمضي
فيزهو الظافرونَ بها افتخاراً
هي «الأيام» صوتُ الحَقِّ يعلو
يُدوِّي في المدى كصريرِ ريحٍ
وتقتلعُ الخَنى من أرض عِزٍّ
بنهجٍ قاهرِ الأوباش عَدْلٍ
وأرعنَ قاصرِ النظرات سَمْجٍ
تَطاوَلَ وهو في جُبِّ الدَّنايا
وقالَ مقاصدُ «الأيام» هَدمٌ
فمهلاً أيها المُغترُّ مهلاً
فإنَّ مخالبَ «الأيام» أقوى
وأمَّا الجمرُ ليس سوى جحيمٍ
تَلَظَّى ، تُحرقُ الباغين حتى
سلامٌ يا (هشامُ) وأنتَ شَهم
سلامٌ من أخٍ خَلْصِ النَّوايا
سلامٌ عابقٌ بيمينِ صدقٍ
فإنَّ معاهدَ «الأيام» عندي
وحَسْبُكما على الأرزاءِ شعبٌ
وهَبَّ لنصرة الكَلِمِ المُدَمَّى
وموتُ الحُرِّ أشرفُ من حياةٍ
فإنْ جَرحوا الصحافةَ وهي خَوْدٌ
وإنْ سِيقَتْ مُعَذَّبةً لحَتْفٍ
ألا فاستَبشروا بدنُوِّ فجرٍ
وزُفُّوا للزَّمان عروسَ عهدٍ
وقوموا وابعثوا الألحانَ تترى
ودُكُّوا بالنشيد عروشَ ضَيْمٍ
*****
كعينِ النُّور في قلب السَّوادِ
سلاماً زانَهُ صدقُ الودادِ
ويسقيه النَّدى من خيرِ غادِ
وتُروي بالمحاسن كلَّ صادِ
وإنْ بَعُدتْ تَغَنَّجُ في البعادِ
وتشقى بالتَّشوُّق والسُّهادِ
وقد أعيا المشارقَ بالعنادِ
يُشعُّ مَهابةً في كلِّ نادِ
تفيضُ مَلاحَةً بين العبادِ
وأرواحٌ تخافُ من النَّفادِ
كسَفْرٍ سافرينَ بغير زادِ
وتُحملُ في القلوب وفي الأيادي !
يبثُّ الحِسَّ حتى في الجَمادِ
تبيدُ الظلمَ ، تَعصفُ بالفسادِ
على الأعلاج عَزَّتْ والأعادي
وفكرٍ يقتفي سُبُلَ الرَّشادِ
سقيمِ الحِلْمِ مذمومِ المُرادِ
عليهِ غَبْرةٌ من عهدِ عادِ
وفَصْمُ عُرَىً وتدميرُ اتِّحادِ
ولا تركنْ إلى الدَّرَك الحِرادِ
من الأجبال والمِحَنِ الشِّدادِ
ونارُ الحَقِّ دوماً في اتِّقادِ
تُرَمِّدَهم ، وتهزأَ بالرَّمادِ !
ويا (تمَّامُ) يا صعبَ القيادِ
وفيِّ الروح مشغولِ الفؤادِ
كتبتُهُ بالدِّما لا بالمِدادِ
لها ذكرى وحُبٌّ في ازديادِ
تَنادَى في الحَواضر والبَوادي
عزيزاً ليس يرضى باضطهادِ
تذوقُ الذُّلَّ شهداً في اعتقادي
بأنبالٍ وأسيافٍ حِدادِ
على الشَّفَرات تَحْمى والقَتادِ
إلى آمالنا الخضراءِ هادِ
صنعناهُ بإصرار السَّوادِ
فصبحُ بشائر «الأيام» بادِ
فما فَتَّ الصَّفا كغناءِ شادِ !
15 ديسمبر2009

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى