كهرباء عدن فساد برعاية رسمية 5

> تحقيق: عبدالله مجيد

> محطة توليد كهرباء خور مكسر بقلب العاصمة عدن نالها من الإهمال والفساد المركزي المنظم ما نال غيرها من محطات التوليد في العاصمة عدن وهو ما عرض كثير من مولداتها للتوقف عن الخدمة، خصوصا العاملة بجوار معسكر بدر، حيث خرجت كل المولدات عن الخدمة سوى مولد واحد فقط وبقدرة توليدية 5 ميجاوات.
مدير تشغيل محطات خور مكسر الهمندس عارف عبدالغفور خان أشار إلى أن "المحطة تضم عدد من محطات التوليد هي: شهيناز، وحجيف (1)، وحجيف (2)، بالإضافة إلى المحطات العاملة في (بدر) كوارسيلا، والفرنسية". ويفترض أن يصل إجمالي الطاقة المولدة في محطات بدر 13 ميجاوات، إلا أن خروج جميع المولدات فيها أوصل الطاقة المولدة في هذه المحطة إلى خمسة ميجاوات فقط.
ووفقا لتصريح خان لـ«الأيام» فإن "مولدات محطة (بدر) تتوزع كالآتي: مولدان في محطة وارسيلا، قدرة كل واحد 5 ميجاوات، وأحدهما خرج عن الخدمة منذ سنين نتيجة لتعرضه لحريق، ويخضع حاليا للصيانية، وقد أنجز نصف العمل فيه، ونحن منتظرون حاليا لقطع الغيار المتبقية، والتي ستصلنا عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي لاستكمال الصيانة فيه".
*خروج كامل للمحطة الفرنسية *
وأفاد خان "دخلت المحطة الفرنسية إلى الخدمة في عام 1972 بخمسة مولدات قدرة توليد كل واحد منهم 5 ميجاوات، وتوقف آخر مولد فيها عام 2009م، ولم يتبقَ منها سوى مولد واحد وهو تحت الصيانة، وقد شطبت هذه المولدات من الأصول لخروجها عن عمرها الافتراضي"، مضيفا "هناك مشروع قد طرح خلال العام الماضي باستبدال هذه المولدات بأخرى، ولكن لم نعد نعرف إلى أين وصل موضوع هذا المشروع، أي أن محطة (بدر) والتي تضم محطتي وارسيلا، والفرنسية، لا تعمل إلا بمولد واحد فقط تابع لمحطة وارسيلا وبقدرة توليدية 5 ميجاوات، ويستهلك من وقود الديزل في اليوم الواحد حوالي ثلاثين ألف لتر، أي مايعادل 900 ألف لتر في الشهر الواحد، في حال استخدم المولد لأربعة وعشرين ساعة، فيما تحتوي محطة شيهناز 32 مولدا بطاقة توليدية 40 ميجاوات، وتولد حاليا ـ بحسب إفادة المهندس خان لـ «الأيام» ـ نحو 32 ميجاوات"، موضحا بأن "3 من المولدات تخضع للصيانة من قبل شركة (تهامة) وهي (13-14-26) نتيجة لتعرضها لأعطاب فنية، بالإضافة إلى 4 مولدات أخرى تعرضت لأعطاب كهربائية وميكانيكية وتنقصها اصلاحات روتينية".
محطة توليد كهرباء خور مكسر
محطة توليد كهرباء خور مكسر

وأشار خان في سياق حديثة لـ«الأيام» أن "هذه المحطة تستهل نحو 260 ألف لتر في اليوم من الديزل، أي ما يعادل 7 ملايين وثمانمائة ألف لتر شهريا، أما فيما يخص الزيوت فيتم تغييرها كل 500 ساعة (بعد عشرين يوم)، وهو ما يتسبب في استهلاك الزيوت بشكل كبير جدا، أي أن ما يتم استهلاكه شهريا يعادل 62 برميل، ومما نعاني منه في هذا الجانب عدم توفر هذه الزيوت في وقتها المحدد، فما هو متوفر لدينا الآن هو مخصص شهر أغسطس القادم فقط، ونتيجة لهذه المعاناة والعمل على تجاوزها نضطر في كثير من الأحيان إلى زيادة استخدام الساعات، فبدلا من أن تكون صلاحية الزيت 500 ساعة تضطر للعمل به إلى 600 ساعة، وكذا إلى استخدام زيوت مولدات أخرى كالتي تخرج عن الخدمة مثلا، وفيما يتعلق بمحطتي وارسيلا والفرنسية فيتم تغيير زيوتها كل 2000 ساعة، وفقا للكاتلوج الخاص بهما".
*محطة حجيف*
دخلت محطة حجيف (1) في الخدمة في أواخر شهر نوفمبر 2016م، وبقدرة توليدية (10 ميجاوات) وتحتوي على (11مولدا)، وعندما تسلمتها إدارة المحطة كانت بطاقة توليدية 4، 3 ميجاوات، وساعات تشغيلها قد تجاوزت 12 ألف ساعة، أي أن هذه كانت بحاجة لصيانة عمرية في وقت تسلمها، وقد تجاوزت حاليا ساعات عملها الـ 15 ألف ساعة، وتعمل حاليا بـ 7 مولدات، فيما خرجت الأخرى عن الخدمة، نتجة لتعرضها لأعطاب، وهي بحاجة لإعادة تأهيل، وتشهد في هذه الفترة إصلاحات، وقد تجاوت قدرتها التوليدية 5 ميجا، وتستهلك من الوقود (ديزل) حوالي 65 ألف لتر يوميا، أي ما يعادل مليون وتسعمائة وخمسين ألف لتر شهريا، مع تغيير الزيت فيها كل 500 ساعة.
أما حجيف (2) فدخلت إلى الخدمة في تاريخ 19/7/2016م بقدرة توليدية 10 ميجاوات وبثمانية مولدات، ومازالت تولدت حاليا 10 مولدات وتستهلك 65 ألف لتر من الديزل في حال عملت في الخدمة لـ 24 ساعة.
*سرقة وتخريب*
وتعد محطة التواهي، والتي تتبع إداريا محطة خور مكسر، أكثر المحطات تضررا، بل إنها توقفت عن الخدمة نتيجة لما حصل لمعداتها من سرقات وتخريب، وتعرضت هذه المحطة، والتي تقع في رأس مربط وفقا لتصريح مدير تشغيل محطات خور مكسر المنهدس عارف عبدالغفور خان لـ«الأيام»، إلى التخريب والسرقة والسلب لكثير من معداتها في فترة ما بعد الحرب، الأمر الذي أخرجها بالكامل عن الخدمة، حيث تم سرقت الوقود الخاصة بها،

وكذا تعطيل منظومة للهواء والماء والزيت، وذلك بسرقة المضخات (البمبات) الخاصة بها، بالإضافة إلى سرقة مضخات الوقود الخاصة بالمولدات، وأخرى خاصة بتفريغ الناقلات، ولم تسلم أيضا المكيفات والأبواب والنوافذ (الألمنيوم) من أعمال السطو والسرقة هذه، وكانت هذه المحطة تحتوي على 3 مولدات بقدرة توليدية 5 ميجاوات، وتخضع المحطة حاليا ـ وفقا للمهندس خان ـ لأعمال ترميم للمبنى ولقاعات المولدات، وغرف العمال والكنترول، وسيتم شراء ما تم سرقته من معدات، وعما قريب ـ بإذن الله تعالى ـ سيتم صيانتها، فقطع الغيار قد توفرت، وهي موجودة في المخازن.
*خزانات متضررة*
كان لخزانات الوقود في هذه المحطة نصيب كبير من أضرار حرب احتلال مليشيات الحوثي وصالح على العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية أواخر شهر مارس 2015م. يقول المهندس خان "الخزانات العاملة حاليا في المحطة هي: خزان رقم (3) قدرته الاستيعابية حوالي 950 ألف لتر، حاليا لا تتجاوز الكمية فيه 4 فوت، أي مايعادل 54 ألف لتر فقط، نتيجة للأضرار التي تعرض لها أثناء الحرب، أما فيما يخص خزان محطة وارسيلا فقدرته التخزينية الفعلية نحو مليون وخمسمائة ألف لتر، وهو الآخر تعرض لأضرار أثناء الحرب الأخيرة، فمساحة تعبئته الحالية لاتتجاوز الثلاثة متر فقط، ولهذا نحن بأمس الحاجة إلى خزان استراتيجي، فالمساحة المتوفردة لدينا الآن من الخزانات هي للاستهلاك اليومي فقط".
نائب المدير المالي في محطة خور مكسر رمزي حسن مسرج أفاد «الأيام» بأن "كمية الوقود الواردة والمستهلكة للمحطة خلال شهر يونيو الماضي وقيمتها في الأربعة المواقع لمحطة خور مكسر وهي: موقع بدر، شهيناز، حجيف (1)، حجيف (2)، وبلغت كمية الوقود (الديزل) الواردة لمحطة بدر لشهر يونيو الماضي سبعمائة و322 ألفا 255 لترا، بقيمة بمائة وعشرين و808 الآف و275 ريالا يمنيا، تتحمل المؤسسة منها 40 ريالا من قيمة اللتر الواحد البالغة 165ريالا، لمصلحة شركة النفط واجب السداد، وهذه النسبة لم تستطع المؤسسة دفعها منذ فترة ما بعد الحرب، لما تعانيه من أزمة مالية، الأمر الذي جعل هذه المديونية متراكمة على المحطة بشكل خاص والمؤسسة بشكل عام".
خزانات وقود
خزانات وقود

وأوضح مسرج بأن "الكمية المستهلكة في هذه المحطة لذات الشهر بلغت تسعمائة وواحد وثلاثين ألفا و307 لترات بقيمة مائة وثلاثة وخمسين مليونا و665 ألفا و655 ريالا يمنيا، فيما بلغت كمية الوقود لمحطة شهيناز لنفس الشهر خمسة ملايين و484 ألفا و985 لترا، بقيمة جمالية تسعمائة وخمسة ملايين واثنين وعشرين ألفا و525 ريالا، المستهلك منها خمسة ملايين و578 ألفا و060 ريالا بقيمة تسعمائة وعشرين مليون و379 ألفا و900 ريال".
*محطة حجيف (1)*
وأفاد المسرج "بلغت كمية الوقود (ديزل) الوارد إليها سبعمائة وخمسة وثلاثين ألفا و540 لترا بقيمة إجمالية مائة وواحد وعشرين مليونا و364 ألفا و100 ريال، الكمية المستهلكة منها سبعمائة وتسعة وثلاثون ألفا و844 لترا بقيمة مائة واثنين وعشرين مليون وأربعة وسبعين ألفا و260 ريالا، فيما بلغت كمية الوقود الواردة إلى محطة حجيف (2) لذات الشهر يونيو الماضي مليون و522 ألفا و160 لترا بقيمة إجمالية 251 مليونا و156 ألفا و400 ريال يمني، الكمية المستهلكة منها مليون و492 ألفا و904 لتر بقيمة إجمالية 246 مليونا و329 ألفا و160 ريالا".
وأوضح المسرج في هذا السياق لـ«الأيام» بأن "الاستفادة أيضا من الكميات المتراكمة من الوقود في بعض الأحيان"، مشيرا إلى أن "الوقود الوارد إلى المحطة عبر الناقلات يخضع لرقابة وفحص شديدين أثناء دخول الناقلات واثناء الخروج لتأكد من الكمية وتفريغها"، وكانت مديرة المحطة قد أبدت تحفظا ولم تتساعد مع «الأيام» بالشكل المطلوب، حيث أعطت توجيهات لمسؤولين في المحطة بتزويد الصحيفة بمعلومات شفهية فقط، والامتناع عن تسليم أية وثيقة خاصة، الأمر الذي جعل بعض المسؤولين يمتنعون عن الإدلاء بأية معلومة، إلا بعد الحصول على توجيه كتابي منها، وهو ما كشف عن أزمة ثقة بين المديرة ورؤساء الأقسام في المحطة، وكانت المديرة بهذا الامتناع بتزويد الصحيفة بأية وثيقة خاصة قد ارتكبت مخالفة واضحة لقانون الصحافة رقم (25)، والخاص بقانون الصحافة والمطبوعات ولائحته التنفيذية لعام 1990 والقاضي في مادة (16) من حقوق وواجبات الصحفي: "للصحفي حق على الاطلاع على التقارير الرسمية والحقائق والمعلومات والبيانات، وتلزم الجهة المتوفرة لديها بتمكينه من الاطلاع عليها والاستفادة منها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى