كهرباء عدن فساد برعاية رسمية 7

> تحقيق: عبدالله مجيد

> شهدت العاصمة عدن خلال السنوات الماضية ظهور مشكلة الربط العشوائي بخدمة التيار الكهربائي، ونتيجة لعدم قيام الجهات ذات العلاقة بواجبها تجاه هذه المشكلة، تحولت مؤخرًا إلى ظاهرة يصعب تجاوزها والتخلص منها بسهولة، إلا متى ما توفرت النية الصادقة والجادة بدعومًا بالحزم.
ظاهرة رافقها الكثير من أعمال التخريب والفوضى ومازالت تُعاني منها هذه الخدمة الحيوية.
أوضح سمير الوهابي رئيس لجنة التخطيط والتنمية بمجلس محلي مديرية التواهي لـ«الأيام» أن “هناك كثيرًا من المشكلات إلى جانب الربط العشوائي، كانعدام الصيانة في خطوط شبكات الضغط العالي، وانتشار أعشاش الأغربة على أكثر من منطقة لخطوط التوزيع والمُتسببة في كثير من الأحايين إلى “ماس كهربائي” وانقطاع للتيار على السكان لعدد من الساعات، مرجعًا هذا الأمر إلى ضعف دوريات الصيانة في المديريات، خلافًا لِمَ كان عليه النظام قديمًا والمتعارف به في هذه المدينة”.
ويضيف: “إن كل ما قامت به الحكومة ومؤسسات الكهرباء (والمانحين) من معالجات في عدن ليست سوى مغالطات وإسراف للمال العام والمنح المالية المقدمة من الأشقاء، مؤكدًا بأن هذه المشكلة لن تُحل إلا باعتماد مشروع وطني استراتيجي للمدينة”.
*أعمال تخريب*
وظهرت مؤخرًا أعمال فوضى مُتعمدة تمثّلت بقيام بعض الأشخاص بفتح أقفال محطات التوزيع الفرعية في الأحياء، لعمل تغيير (فيوزات) التحميل، وهو ما يُعد عمل إجرامي يتوجب الوقوف بحزم أمامه، فضلًا عن إطلاق الأعيرة النارية على بعض المولدات.
ومن المعضلات التي تُعاني منها هذه الخدمة وفقًا للوهابي “الافتقار لسيارة الصيانة، حيث لا توجد سيارة خاصة بهذه المهمة لكل مديرية، فما هو حاصل حاليًا هو وجود سيارة واحدة فقط لكل ثلاث مديريات، وهو ما يُعد خطرًا وجريمة، فمثلًا قد يكون هناك خلل في مديرية المعلا، فيضطر صاحب القلوعة الانتظار حتى يتم إنهاء المشكلة ثم يأتي إليه متأخرًا، ولك أن تتوقع مدى الضرر على المواطنين، والأمر يحدث ذاته في مديرية التواهي.
أيضًا هناك مُشكلة أخرى تتمثل في الربط العشوائي المباشرة للمنازل فالبعض يقوم بربط خطين اثنين لتغذية منزله بهذه الخدمة غير مُبالين بالجريمة التي يرتكبونها بتخريب هذه المنظومة الحيوية، وهم بذلك كمن يُخربون بيوتهم بأيدهم”.
وأشار الوهابي في سياق حديثه لـ«الأيام» بأن المُشكلة ستستمر ولن تنتهي إلا متى ما فُعّلت النيابات العامة ومراكز الشُرط التي من شأنها أن تُعزز وتقوي من المنظومة الخدماتية، وستضع حدًا لكل مخرب وعابث تسول له نفسه الاعتداء على الخطوط العامة لهذه الخدمة لتخريبها”.
ارشيف
ارشيف

وكشفت أعمال الربط العشوائي للمنازل والمحال التجارية مدى الإهمال وغياب الرقابة من قِبَل الجهات المسئولة، وجهل المواطنين بخطورة ما يقومون به. وسجلت هذه المشكلة التي تحولت مؤخرًا إلى ظاهرة خطيرة حالات وفيات كثيرة في الفترة الماضية والتسبب باحتراق الكثير من المنازل.
*تهديد مباشر*
وأوضح المواطن نجيب عبده محمد من سكان كريتر لـ«الأيام» أن الربط العشوائي بات يُشكل تهديدًا مباشرًا لمنزله ومنازل جيرانه نتيجة لتزايد الأحمال على الكابل الموضوع في الواجهة الأمامية لمنزله، مشيرًا أنه سبق لهذا الكابل أن تعرض للانفجار وتسبب باشتعال الحرائق في جزء من المبنى، ذي السقوف الخشبية، مطالبًا في الوقت نفسه الجهات ذات العلاقة لقيام بمهامهم بنقل الكابل إلى مكان آخر يضمن فيه قاطنو المباني على سلامة عوائلهم.
*حملة إزالة*
مدير المؤسسة العامة لكهرباء عدن الأستاذ مجيب الشعبي أكد لـ«الأيام» بأن المؤسسة قد بدأت بتنفيذ حملة إزالة للربط العشوائي بخدمة التيار الكهربائي، داعيًا في الوقت نفسه عبر الصحيفة “النشطاء والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني بالقيام بواجباتهم بتوعية أفراد المجتمع وذلك لخلق شراكة بين المؤسسة والمجتمع لتصحيح الوضع سواء أكان في المؤسسة أو الخدمات بالشارع والتي يتم الاعتداء عليها، وعلى الموظفين التابعين للمؤسسة أثناء مزاولة مهامهم”.

وبدأت منذ أيام فرق التفتيش الفني حملات القطع التابعة لكهرباء عدن، ومازالت تواصل جهود مكافحة الربط العشوائي وسرقة التيار في جميع مناطق العاصمة عدن.
ومع ما تشهده المدينة من بدء هذه الحملة إلا أن الفاقد من الربط العشوائي سيظل كبيرًا بحسب متخصصين بسبب استمرار هذا الربط وقوته ما لم توجد حملة إزالة شاملة.
*اعتداءات*
وتعرض كثير من موظفي الكهرباء (مهندسين وفنيين وغيرهم) لكثير من الاعتداءات المباشرة والتهديد بالسلاح من قِبَل مجموعات مسلحة، وكذا مصادرة السيارات الخاصة بالعمل كما حصل عام 2015م بمديرية المعلا وطرد الفرق الفنية التي تقوم بأعمال صيانة الشبكة بغرض إعادة التيار الكهربائي لبقية أجزاء مديريتي المعلا والتواهي، الأمر الذي يُجبر العمال على عدم تأدية واجباتهم، والتسبب بمزيد من المعاناة لقاطني هذه المدينة شديدة الحرارة.
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

وأكدت مصادر متطابقة لـ“الأيام” أن هذه الأعمال يقوم بها بعض من المواطنين ممن يشكون من انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم، أو مخربين ينفذون أعمال تخريبة عمدًا وهم ممن فقدوا مصالحهم، أو خدمة لجهات بعينها، ومنها ما ينفذها لصوص كتلك العصابة التي قُبض عليها خلال الأيام الماضية ومن قبلها الكثير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى