السفير الأمريكي: هدفنا الوصول إلى اتفاق سياسي لمواصلة المرحلة الانتقالية

> جدة «الأيام» متابعات

> أكد السفير الأمريكي ماثيو تولر أن بلاده ستلعب خلال الفترة المقبلة دوراً قيادياً مع المجتمع الدولي لاستئناف الحل السياسي، لإيقاف الصراع في اليمن، معلنا بداية مرحلة جديدة للدور الأمريكي في التعامل مع الحرب الدائرة في اليمن، تتضمن أطرافا معتدلة جديدة.
وقال: “إن الولايات المتحدة ـ خلال الأسابيع القليلة القادمة ـ سترفع من جهودها لاستئناف الحل السياسي”، وقال مخاطبا الأطراف اليمنية المتحاربة إنه “لا يمكنها أن تحسن مكاسبها عبر استمرار الصراع كما تعتقد”.
وأكد على أن الحل العسكري لا يمكن أن ينهي هذا الصراع قائلاً: “لا نعتقد أن أي تدخل عسكري سينتج عنه تحسن للأوضاع أو إنهاء للصراع، وإن الجهود والمبادرات خلال الفترة الماضية لم تحقق أي نتائج مرجوّة لإنجاز حل سياسي، بسبب اعتقاد أطراف الصراع أن بإمكانها تحسين وضعها عبر استخدام القوة”.
وشدد على أنه “لا بد من الوصول إلى قناعة بعكس ذلك، وبالتالي يتطلب من أطراف الصراع تقديم تنازلات للوصول إلى الحل السياسي”.
وأضاف: “جميعنا رأى أن استمرار الصراع لمدة أطول أوجد المزيد من الانقسامات والشكوك بين الأطراف المتصارعة، ونرى أن هناك توتراً وانقساماً بين العناصر المتواجدة بصنعاء وعدم قدرة على العمل معاً، كما أن ما يحدث بين العناصر السياسية والإقليمية التي تدعم الحكومة اليمنية الشرعية يزيد الأمر صعوبة”.
وقال: “إن استمرار الصراع لفترة أطول يجعل الأصوات المتطرفة تزداد ارتفاعاً”، مضيفا: “وبجهودنا نسعى إلى أن تتمتع الأصوات المعتدلة بحيز أكبر، وهذه الأصوات المعتدلة تمثل الغالبية العظمى من اليمنيين، والتي تسعى إلى إنهاء الصراع وترفض التطرف”.
وأعلن السفير الأمريكي عن التواصل مع “الأصوات المعتدلة”، وأضاف: “أنا مقتنع أن هناك كثيرا من السياسيين، وأعضاء فاعلين في المجتمع المدني، وقبليين يسعون لإنهاء الصراع القائم في البلاد، ونحن نسعى إلى أن نجذب هذه الأصوات وندفع بها إلى الأمام لنمكنها لتعمل شيئاً” في مؤشر على بحث المجتمع الدولي عن شريك جديد في العملية السياسية.
وأكد أنه “سيستمر في التواصل مع تلك الشخصيات المتواجدة في الرياض وعمَّان وأبوظبي والقاهرة، وإذا سمحت الظروف أنوي السفر إلى داخل اليمن سواءً إلى عدن أو إلى أي مناطق أخرى للالتقاء بأولئك الذين يسعون إلى إنهاء الصراع”.
وبين أن “الصراع استمر أطول مما كان يجب أن يستمر، وتغذي الصراع عناصر من داخل اليمن وخارجها والتي من مصالحها أن يستمر، وهناك مستويات من الفساد المالي والإداري نتيجة استمرار الصراع، ونحن لن نغادر اليمن أو نعطيها ظهورنا وسنبحث عن كل فرصة لتخفيف المعاناة وتحقيق كل حل يؤدي إلى وقف الصراع”.
وأوضح السفير الأمريكي “أنهم على تواصل مع الرئيس هادي والحكومة الشرعية ومع كثير من اليمنيين الذين يتعاطفون مع الحوثيين ومع حزب المؤتمر، الذي يترأسه علي عبدالله صالح، وهدفنا الوصول إلى اتفاق سياسي يوقف الصراع ويمكن اليمنيين من مواصلة المرحلة الانتقالية”.
وأضاف: “على الانقلابيين أن يعلموا أن السلاح يجب أن يكون بيد الدولة فقط، ولا تزال هذه النقطة تشكل معضلة أمام كل الجهود الهادفة إلى إنهاء هذا الصراع، إذ لا يمكن التوصل إلى حل مع تمسك طرف بإبقاء السلاح في يده خارج الدولة، وسنبذل جهوداً كبيرة لإيجاد وسائل لتطبيق القرار الدولي... إن الذين استولوا على أسلحة الدولة عليهم إعادتها”.
وعن محاربة القاعدة في اليمن قال السفير الأمريكي: “نعمل مع الأجهزة الأمنية للتخلص من القاعدة، كما نعمل مع الجهات الدولية لضمان سلامة الملاحة الدولية ووقف تهريب الأسلحة التي تفاقم الصراع القائم”، مردفا: “نسعى لإيجاد شراكة مع الدولة اليمنية، وخصوصاً أولئك الذين يسعون لإعادة بناء أجهزة الدولة”.
وأوضح تولر أنه لا يمكن للولايات المتحدة وأصدقاء اليمن أن يتخلصوا من هذا التهديد لوحدهم، خاصة أن وجودها (القاعدة) هو نتيجة لغياب الدولة من المناطق التي تتحرك فيها القاعدة قائلاً: “إنهم يجندون شباباً سيطر عليهم اليأس في الحصول على فرص عمل وانسدت أمامهم آفاق الحياة”، مضيفا: “إن حكومة بلده قدمت لليمن خلال العامين الماضيين مساعدة تقدر بـ”750 مليون دولار” كمساعدات اقتصادية والإنسانية والأمنية والسياسية”.
وحول تهريب الأسلحة إلى اليمن قال السفير الأمريكي: “لقد كان هذا الملف مليئاً بالتحديات لنا ولشركائنا في المنطقة، وكما تعلمون أن اليمن يملك رصيداً هائلاً من الأسلحة حتى قبل هذا الصراع”.
وأشار “تولر” إلى أن “المشكلة ليست فقط في تهريب الأسلحة إلى اليمن فقط، ولكن في تسريب الأسلحة إلى الدول المجاورة لليمن أيضاً، وهي تجارة الأسلحة في غاية الخطورة”،. مؤكدا أن “أعضاء التحالف العربي والذين ينفذون قرار مجلس الأمن قد أوقفوا شحنات نعتقد أنها كانت قادمة من إيران، وهناك قرارات دولية طالبت إيران بأن توقف هذا التهريب، وستستمر هذه المسؤولية بوقوعها على عاتق الدول الواقعة بالقرب من الممرات المائية حول اليمن”.
وأضاف: “إن التعاطي مع هذا الملف مشابه للحملة للتخلص من القاعدة تحتاج مؤسسات أمن قوية لمحاربة التهريب، لأنه من الواضح أن هناك عناصر متواجدة داخل اليمن هي من تسهل التهريب، وبالتالي نعمل مع المؤسسات الحكومية لمحاربة التهريب”.
وقال السفير الأمريكي: “إن استمرار الصراع يفاقم الوضع في بلد كان فقيراً جداً”، مضيفا: “الكوليرا نتيجة طبيعية لضعف المؤسسات الحكومية، التي تم تدميرها، وبالتالي الشريحة الأكثر ضعفاً داخل اليمني (الأرامل والأطفال وكبار السن) هم الأكثر تضرراً.
وحول بيع السلاح الأمريكي للمملكة العربية السعودية أكد تولر أن “الولايات المتحدة الأمريكية لديها علاقات قوية مع المملكة، وجزء من هذه العلاقات أن تدعم المملكة العربية السعودية بالسلاح”، مضيفا: “من حق المملكة أن يكون لديها سلاح لتدافع عن نفسها أمام العنف المتزايد في المنطقة، والتزام الولايات المتحدة أمام الخليج يعود إلى ما قبل ستين عاماً، وقد وضحت الإدارة الأمريكية الجديدة التزامها بذات الخطى”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى