قـصـة شـهـيـد "أسامة أبوبكر زين عدس"

> خديجة بن بريك

> يحكي أن شهيداً كان يدعى أسامة أبوبكر زين عدس من أبناء المنصورة بلوك 25 أب لثلاثة بنات استشهد في جبهه الصولبان في تاريخ 11/5/2015م وكان عمره ثلاثون عاما كانت أمنيته أن يرزقه الله بولد وتحقق أمنيته إلا أنه استشهد قبل أن يولد الطفل.
تقول أم الشهيد د. أنيسة هزاع أستاذ مشارك متقاعد في كلية التربية جامعة عدن: " ظلمت الدنيا بعد رحيله ولكنها كانت ستظلم أكثر لو احتل الحوثيون وطننا وأصبحنا محتلين فلولا دفاع أبنائنا وهبتهم في وجه العدو بتوفيق من الله لكنا في أسوأ حال".
وتواصل حديثها قائلة:" عندما بدأت الضربات تتوالى انتفض ابني مع زملائه رغم أنه لم يعرف حتى كيف يطلق الرصاص ولم يمتلك سلاحاً قط لكن ذهب واشترى سلاحاً من ماله الخاص ورابط أولاً في جبهة بير أحمد وأصيب هو وابن خاله، وما آن تماثل للشفاء رابط في جبهة الصولبان هو وخاله وابن خاله، وشاءت الأقدار أن يستشهد ابن خاله الشهيد رؤوف جمال هزاع.
من خوفي عليه كنت في البداية أحبط عزيمته ولا أريده أن يذهب للجبهة خاصة وأنه أب لثلاث بنات، وكان يترك زوجته وبناته وحيدات في البيت، ولكن إصراره وقوة إرادته وحبه للشهادة دفعتني إلى تغيير وجهة نظري خاصة بعد ما فقدنا أول شهيد شعرت أن للشهادة طعم آخر يتمناه كل مسلم يريد أن يعيش بشرف فأصبحت أحثه وأشجعه حتى وهو مصاب، والحمد لله الذي حقق له أمنيته وشرفنا باستشهاده هو وابن أخي، و الحمد لله رزقه الله بالولد الذي كان يتنماه إلى جانب بناته الثلاث مات وهو لم يره وقد أسميناه أسامة.
وواصلت حديثه قائلة:" بعد اسبوع من استشهاد ابن خاله ولم يثنيه ذلك عن الذهاب للجبهة او التقاعس عن تقديم الدعم لزملائه ، مروا عليه رفاقه في وقت متأخر من الليل وكان في وقت راحة وقالوا له أن زملائه في جبهة الصولبان محاصرين وهم بحاجة لتعزيز وعرضوا عليه الذهاب معهم برغم انه عاد من الجبهة قبلها بساعات ولكنه أبا أن يترك أصحابه ذهب معهم واشتبكوا مع العدو وكان القصف قوياً وتدخل الطيران حيث كانت الجبهة مشتعلة والاشتباكات قوية جداً ولكنه كان صامداً مواجهاً للعدو مع زملائه وجهاً لوجه الى أن أصابته شظية صاروخ هو وتسعة من زملائه اصابتهم اصابة مميتة وما أن وصل إلى المستشفى الا وقد اسلم روحه لباريها لم ينهزم ولم يستسلم وكان دائماً يقول لن يدخل أرضنا حوثي إلا على جثتي استشهد أبني مثله مثل الكثيرين من شهدائنا الذين قدموا ارواحهم رخيصة لنحيا بسلام وامان بعد ان كان الخوف يملا القلوب من سقوط عدن.
تقول بفخر:"استشهد ابني وسلاحه (الرشاش) في يده لفظ انفاسه مبتسماً كأنه حقق شيئاً كان يتمناه الله يرحمك يا حبيب قلبي لن ننساك لحظة فصورتك لا تفارق خيالنا وضحكتك لازالت ترن في آذاننا رحمة الله عليك وعلى كل الشهداء .
واختتمت حديثها قائلة :"من لم يبك على اسامة الكل كان يحبه طيباً مع جيرانه حنوناً على الجميع يحب كل من حوله ولن نقول إلا الحمد لله".
الشهيد أسامه أبو بكر استشهد من أجل عدن ترك وراه ثلاث بنات وولد تمنه ولكن لم يره، الشهيد ليس لديه وظيفة حكومية كان يعمل بالقطاع الخاص فنسأل الله أن يعين أطفاله فلولا الشهداء لما عشنا اليوم بكرامة فهو شهيد أبن خال شهيد وخاله أنور محمود هزاع جريح بعد أن كان قائدهم في الجبهات عائلات دافعت عن تراب عدن وارتوت دمائهم بتربتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى