في الذكرى الثانية لانتصارها..أبين المنكوبة.. بين ذكرى النصر وواقع التهميش

> لقاءات / حيدرة واقس

> يصادف اليوم الأربعاء الذكرى الثانية لتحرير محافظة أبين من مليشيات الحوثي وصالح، حيث تمكنت قوة كبيرة من المقاومة الجنوبية مسنودة بطيران التحالف من تحرير أبين ابتداءً من عاصمة المحافظة “زنجبار”.
ويمر عامان كاملان على تحريرها قدمت فيها محافظة أبين المئات من الشهداء والجرحى في حرب فرضت عليهم كباقي الحروب السابقة، دمرت البنية التحتية فيها وأغلقت الكثير من المرافق الحكومية والمدنية.
صحيفة «الأيام» أجرت استطلاعا خاصا ومقابلات قصيرة مع عدد من الكُتاب في محافظة أبين، تحدثوا من خلالها عن المتغيرات والأحداث التي شهدتها أبين بعد عامين كاملين من تحريرها من المليشيات الحوثية العفاشية، وعن غياب الدولة والفراغ الأمني وغياب الخدمات وغيرها.
*التهميش والفساد
في البدء تحدث الناشط الإعلامي/ أحمد إدريس عن حال أبين بعد مرور عامين من التحرير قائلا:
“أبين تنزف وتدوي صرخاتها في أرجاء المعمورة، بينما تعيش اليوم الذكرى الثانية للتحرير من قوات الحوثي وصالح الإجرامية. ولازالت أبين تعيش احتلالا من نوع آخر فرضه عليها ساسة التهميش ومغول الفساد، الذين لم يكتفوا بما نهبوه وإنما تركوا أبين في معاناة مستمرة، حتى باتت المحافظة مجرد اسم لشيء يكاد يكون من الماضي”.
وأضاف: “اليوم نعيش ذكريات للحظات ذرفت فيها أعيننا دموع النصر في ذكرى سطر فيها أبناء أبين أروع الملاحم البطولية، فلا تكاد تخلو أرض من أرض الجنوب إلا وسال الدم الأبيني على أرضها الطاهرة، واستشهدوا في أكثر جبهات الوطن دفاعا عن الأرض والدين والعرض، وها هم أسر الشهداء والجرحى في هذه المحافظة الباسلة يعانون التهميش دون الالتفات لهم من السلطات التي جعلت من عدن مقرا لها دون التفكير حتى بالنزول إلى المحافظة لممارسة عملها من أبين لتقصي أحوال العامة، ناهيك عما تشهده المحافظة من تراجع كبير في تردي الخدمات والمشاريع”.

ويتابع إدريس: “أبين أصبحت ساحة كبيرة لتجار الموت وعصابات الفيد وحال أبنائها يقول ارحموا عزيز قوم ذل.. أما يكفيكم ما حصل لأبين من دمار ممنهج وقتل بالنيابة وتشريد ولازالت آثار حرب 2011م ظاهرة، اتركوا أبين وارحلوا بفسادكم وموروثكم العفاشي، فأبين ولادة وفيها الشرفاء الغيورون على أرض كانت بالأمس من أهم مراكز الرقي في المنطقة”.
*أبين في دائرة الإهمال
لخص الكاتب/ وديع الفقير حال أبين ورجالها قائلاً:
لن أتكلم عن شيء قديم الحدوث، فعامان مرَّت علينا كشهور قليلة، تزاحمتْ فيها الأحداث وتكاثرتْ كصباحات هذه الأيام كانت ترد على مسامعنا أخبار الانتصارات المتتالية، كانت أفراحنا تعانق السماء علّواً، وأجسدانا تسجدُ لله شكراً، ولا زالت، ولله الحمد. واليوم أبين في دائرة الإهمال، في مرّبع الإقصاء، في مثلث الشك لا سلطة يُعتمد عليها لتحقيق أدنى مطلب من مطالب العيش ولا هي خالية من أمراض القاعدة والإرهاب.
أبين الفاتنة سُمِلتْ عيناها، وتشققتْ شفتاها، وجفّت وجنتاها.. أبين علي ناصر هادي، وعلي الصمدي، وقافلة لا منتهية من الشهداء، تخلّى عنها الأحياء، وعافوها، واستخفوا بها، وأعرضوا عنها.. أبين يُجلببها الإقصاء، ويكسوها العدم يغلّفها الظلام، ويغشاها الظلم.. لكنها فاتنة، كفتنة البحر، شامخة كشموخ النسر، ثائرة، باذلة أرواح أبنائها كيدِ الكريم.
وذات يوم ستعود لمجدها، وعزها، وأنفتها، وسيطوي تاريخها الناصع كل الأسماء التي تخلت عنها، ولن ترحم الأجيال كل من خذلها وتخلى عنها.. أبين تصاب بالمرض وتفقد وزنها ويشلها الكُساح، لكنها كالمارد حين تثور تقتلع الصخور وتكتسح الرياح.
*موقف مؤثر
ويذكر الكاتب منصور العلهي من جهته بأحد مواقف الحرب قائلا:
تحل علينا الذكرى الثانية لتحرير أبين من المليشيات الحوثية العفاشية هذه الذكرى التي تعيدنا لأيام المواجهات مع الغزاة الذين غزوا محافظتنا.
حيث كان أبطال أبين ورجالها بالمرصاد لهذه المليشيات المعتدية التي أرادت كسر إرادتنا ولكن هيهات لها ذلك.

وتداعى أبناء أبين ولبوا نداء الواجب وحولوا الارض إلى نار مستعرة من تحت أقدام الغزاة الذين أرادوا تدنيس ثرى أبين الطاهرة.. وقدمت أبين في سبيل تطهيرها المئات من الشهداء والجرحى.
ونسترجع الذاكرة في ذكرى تحرير أبين الثانية لنتذكر كيف كانت الأمهات يساهمن في الجبهات من خلال قيامهن بجمع الوجبات وإرسالها للجبهات.
لازلت أتذكر موقفاً مؤثرا، ولن أنساه ما حييت.. ففي أحد الأيام وأثناء احتدام القتال في جبهات المنطقة الوسطى تحركنا لأحد الأحياء بمدينة مودية لجمع وجبة العشاء من المنازل فإذا بطفلة لم تتجاوز الخامسة من العمر تتقدم نحوي وبيدها كيس صغير لتناولني الكيس وتقول: ياعم هذا الخبز للجبهة.. الله ينصركم.. ولم أتمالك نفسي فدمعت عيناي لهذا الموقف من طفلة صغيرة أبت إلا أن تشارك وتساهم في جبهات القتال.
وانتصرت المقاومة بتكاتف وتعاون الجميع بدءاً من هذه الطفلة وانتهاء بالمرابطين في الخطوط الأمامية.. وانتهت الحرب وقلنا سيأتي الخير والرخاء ولأبين وأهلها، ولكن!”.
*أمن غير مستتب
المعلم سعيد محمد تحدث عن غياب دور الأمن قائلاً :
“تمرعلينا في هذه الأيام الذكرى الثانية لتحرير محافظة أبين من الغزو الثاني لقوات المخلوع صالح وأعوانهم من الحوثيين.

عامان على التحرير ولازال الأمن في محافظة أبين غير مستتب، ومنتسبو الأمن في تهميش دائم.
ولأن الأمن أحد ركائز الاستقرار والتنمية فإن محافظة أبين حرمت من هذا، ونحن لا ندري ما هو السبب الرئيسي لتهميش هذه المحافظة وعدم تسويتها بباقي المحافظات المحررة الأخرى.
نحن لازلنا اليوم نأمل ونتطلع وننشد الأمن ونتمنى أن يعاد النظر من قبل الجهات الحكومية والتحالف في هذه المحافظة التي قدمت الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن كرامة هذا الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى