رقصات الموت على سيمفونية عدن

> شمس الدين بكيلي

>
شمس الدين بكيلي
شمس الدين بكيلي
على زخات المطر - هُنا في مدينة عدن- الكلّ يفرح ويمرح ويرقص ويغني.. حتى الزهور والورود الجميلة تغني وترقص فرحًا ومرحًا بالوانها الجميلة الرائعة الخلابة.. تسلب العقل والنفس وأنت ترى اغصانها تتمايل كأنها ترقص على ايقاعات الحُب والأمل والخلود الأبدي.. حتى العصافير المغردة المكسوة بالوانها الجميلة الرائعة تتنقل من وردة الى آخرى ومن زهرة الى آخرى لترتشف منها رحيقا حلوا مصفى، ولتضيف بتغريدها الجميل والوانها الرائعة والاكثر جمالًا وتنقلها من فرع شجرة باسقة الى وردة تستقبلها بكلّ ود وحُب وعطف وحنان، الى زهرة تعانقها بصفاء ونقاء وابتهال لتكمل لوحة رائعة المنظر، لوحة فيها من الجمال اروع ما ابدع الله في خلقه.
فجأة.. وبدون سابق انذار.. تتحول زخات المطر الى صواريخ وقنابل مدمرة محرقة تدمر كل شيء.. تدمر النساء والاطفال والشيوخ والشباب، وترى وتسمع الكلّ يصرخ، والناس تتناثر اشلاؤهم هنا وهناك، والبيوت تُهدم على ساكنيها.. رؤوس مهشمة.. اطراف متناثرة.. حرائق مشتعلة.. اجساد محترقة.. لا تستطيع أن تميز بين صرخات الاطفال والنساء والشيوخ والشباب.. الكلّ يصرخ.. الكلّ يبكي.. والكلّ يرقص رقصة الموت على سيمفونية الحُب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى