حكايات جزء من اليوم

> يكتبها : علاء عادل حنش

> الحُب يولد فجأة !!.. (الآخيرة)
عرف الشاب أن الفتاة مخطوبة، وأن شابًا تقدم لخطبتها، وقد تحدث مع أهلها بهذا الشأن، لكن الخطوبة لم تتم بعد - والأرجح أن الفتاة تحُب ذلك الشاب الذي تقدم لخطبتها- لكن الشاب - صديقنا- بدا مُتعلقًا ببصيص أمل هو ليس موجودًا، وهو عدم إعلان الخطوبة؟!!
لكن الشاب المسكين لم يعلم بأن هناك علاقة بين الفتاة وذاك الشاب الذي تقدم لها، فكيف سيكون هو طرف ثالث، وهل يقبل الحُب القسمة على اثنين؟.. قال الشاب نعم يقبل القسمة؟!..
في ليلة مظلمة كاحلة السواد، والانوار منقطعة عن المدينة، والناس يغطون في نومًا عميق، رغم تلك الأجواء الحارة، والشاب مُستيقظًا لم ينم ليلتها، حتى شعشّع فجر يومًا جديد، فقد ظلّ يُفكر ويفكر، ويحاول أن يجيب عن اسئلته التي لم يجد لها جوابًا أبدًا، فأمر هذا الشاب مُعقدًا للغاية.
بدى الشاب وقد تمالك عقله، ورأى إنهُ يبدو كالابله بالموقف الذي لا يُحسد عليه، فهو يركض وراى فتاة لا تتنازل على القاء التحية له، بل إنها لا ترد عليه حين يبعث لها برسالة من هاتفه؟!
ظلّ الوضع لاكثر من أسبوع على هذا الحال، وكانت الفتاة لا ترد عليه تارة، وترد عليه في تارة آخرى، فبدأ الشاب بالتفكير بعقله لا بقلبه وبعاطفته، ورأى إنهُ من غير المناسب أن يستمر بحُبه لفتاة هي على وشك إعلان خطوبتها، وفي المقابل الفتاة لا يهمها أمر الشاب، أيُحبها أم لا يُحبها.
ظلّ الشاب لليالي طوال وهو يؤنب نفسه عن تهوره بحُب الفتاة، وأن الحُب لا يأتي بهكذا بساطة، بل يتطلب تجانس، وقبول الآخر للآخر، وإنه ليس معقولًا أن يكون الشاب اختار شريكة حياته فقط لأنهُ راى وجهها الفاتن، فالشاب يقول (لا يجب أن يغرّني الجمال الخارجي، فالجمال الداخلي هو من يبقى، وما مصير الخارجي إلا الفناء؟!!).
ها هو الشاب أصبح يعرف نفسه الان جيدًا، وعرف أن مسلك طريق الحُب بهكذا طريقة قد يؤدي به إلى السقوط في الهاوية التي سيُصعب الخروج منها..
رن هاتف الشاب فجأة، وقد كان شاردًا في تفكيره، فإذا بتفكيره ينخرط صوب الفتاة بأنها هي المتصله به، ليعود الشاب مُجددًا لسكرة حُبه من جديد، وكان المتصل صديق لا الفتاة؟!.. وليبدأ الصراع مع الذات.
استيقظ الشاب في الصباح الباكر -بعد ليالي طوال لم يذق فيها طعم النوم- وأمسك هاتفه، وراى اسم الفتاة فيه، فأصيب بحالة من الاشمئزاز نحوها، لتكبرها عليه، فعادت احاسيس الشاب الاولى نحوها، تلك الاحاسيس والمشاعر التي لا تقبل الحُب، علاقة الخصم للخصم، العلاقة التي كانت قائمة بينهما قبل أن يُصاب الشاب بالحُب، العلاقة القائمة على التنافر، واختلاف الآراء، ووصل الشاب لاستنتاج إنهُ لا يمكن أن يجتمع موجب مع موجب، ولا سالب مع سالب؟!!
فها هو الحُب الذي ولد فجأة قد مات سريعًا، وها هو الشاب يدفع ضريبة مشاعره واحاسيسه المرهفة المندفعة التي احاطة بها وحوش حُب هذا الزمان؟!!
*الفائدة:
خلال استقبال ردود الحلقتين السابقتين، كانت اغلبها مشغولة بمعرفة من هو هذا الشاب ومن هي الفتاة؟؟ ومن اين هما؟؟ وما اسماهما؟؟ وذهب الأغلبية للتفكير من الناحية العاطفية، وتركوا العقل جانبًا.
وكان الارجح - بل هو ما تمنيته- التعمق بالقصة أكثر وأكثر، وأخذ الفائدة منها.
فالفائدة التي نخلص لها أن لا يتهور المرء في اتخاذ قراراته المصيرية لا سيما تلك القرارات المتعلقة بعشرة العمر، وأن لا يبني المرء احلامه وامانيه على موقف لم تتجاوز مدته نصف ساعة، فالتريث في كلّ خطوة نخطوها هو كل ما أردت قوله من كل ما سبق، ليس إلا!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى