كهرباء عدن وفتح الطريق لشركات عالمية

> صالح عكبور

> كلما توسم المواطن في عدن خيراً وقرب رفع المعاناة عنه، وكلما لاحت في الأفق بوادر انفراج الأزمة التي يكابدها زمناً، وأن المشكلة بدأت تدنو من الحل.. سرعان ما تتبدد الآمال وتعود حليمة إلى عادتها القديمة.
بحكم قربنا من هذه الخدمة ومرافقتنا للعديد من المسئولين من وزراء ونواب وزراء ومدراء ومسئولي سلطة محلية للاطلاع على حجم ما يعانيه قطاع الكهرباء عرفنا أن مشاكلها تكمن في الجوانب الفنية كبرامج الصيانة وقطع الغيار والاستثمارات، إلا أن هذه المشكلات ظلت معلقة ومرحّلة من عام إلى آخر،
وهناك أطراف تحرك هذه المشكلة كأوراق سياسية لصالحها لزيادة الضغط على أطراف أخرى لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المواطن، الذي يتكبد معاناة الظروف الناتجة عن كثرة الانطفاءات، حيث يتضرر الأطفال وربات البيوت والعجزة والمرضى وذوو الاحتياجات الخاصة الذين هم بحاجة إلى عناية ورعاية خاصة، بالإضافة إلى أن الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد من سوء الأحوال المعيشية لكثير من الأسر والأحوال النفسية للجرحى وتوقف المعاشات لأشهر عن بعض الموظفين، كل ذلك يزيد معاناة المواطن ومكابدته لكل هذه التداعيات للأزمة المفتعلة التي تشكل احتقاناً للوضع يزيد من مرارته، ويعمل على تسخين الوضع الذي تنتهزه أطراف وتستثمره لخلق بؤر صراع تلتقي مع المشاريع التي تستهدف الوطن ومقدراته وتعطل حركة التطور والتقدم وتشدنا إلى الخلف نحو الجهل والأفكار الهدامة، وفرض واقع غريب علينا، لا يتفق مع ما نطمح له ونتمناه.
تعد الطاقة اليوم مرتكزاً أساسياً لإقامة نهضة صناعية وعمرانية وثقافية واجتماعية وعلمية، ومن أجل ذلك، ومن المهم جدا، إيجاد سلطة عليا تصنع الخطط والبرامج والمشاريع التي تؤمن إقامة محطات توليد للكهرباء، وتأخذ بعين الاعتبار احتياجات المديريات، ولابد من إيجاد منظومة من القوانين والتشريعات لتنظيم صرف الأموال والتنفيذ، حتى لا تتحرك عناصر الفساد للاستيلاء على مخصصات المشاريع، وتعزيز الدور الرقابي من قبل السلطة المحلية على الموارد والهبات والدعم الخارجي وتوظيفه بشكل صحيح للاستفادة من ذلك في تحسين خدمات الطاقة، ولا يعاب من مد جسور التعاون مع مؤسسات الطاقة للاستفادة من خبراتها في هذا المجال لمعالجة ما تعانيه منظومة الكهرباء، خدمة للمواطن.
ونؤكد جيداً أن هذا الواقع يقود في النهاية إلى التمهيد لقدوم شركات عالمية متخصصة في مجال الطاقة، تكون قادرة على إيجاد قاعدة لبناء محطات ضخمة تؤمن احتياجات شركاتها العالمية القادمة إلى عدن قريباً، بعد أن تحل المشاكل بين الفرقاء.
صالح عكبور

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى