شعارات الحوثيين والصور العملاقة لقتلاهم تعج بها شوارع صنعاء

> صنعاء «الأيام» إياد الوسماني

> تحولت شوارع محافظة صنعاء وغيرها من المحافظات التي تسيطر عليها المليشيات الانقلابية وأنصار المخلوع صالح إلى معارض صور لقتلاهم ومكان لترويج أفكارهم وشعاراتهم وخصوصا على المناطق التراثية والأثرية التاريخية.
يجد الزائر للمناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين صور قتلى مليشيات الحوثي الانقلابية تملأ شوارع المدينة وتضج بها الجدران واللوحات الإعلانية الكبيرة في مشهد يعكس حجم الخسائر البشرية التي منيت بها المليشيات في جبهات القتال المختلفة.
ويُعد عرض صور القتلى عند الحوثيين جزءا من أدبياتهم ومعتقداتهم بهدف تخليد أسمائهم وتكريمهم، فضلا عن مدلولاتها في بعث رسائل متعددة لأهالي القتلى بأن أبناءهم يحظون بالتقدير لتخفيف صدمة فقدانهم.
لكن هذه المشاهد تلقى استياء شعبيا مردها من أهالي القتلى انهم يقتلون في حرب عبثية لا ناقة لهم بها ولا جمل، ولا تخدم سوى المليشيات التي تسوقهم لجبهات القتال وتعيدهم جثثا هامدة تحت مزاعم حرب من تصفهم بـ”الدواعش”.
شعارات الحوثة على شوارع صنعاء
شعارات الحوثة على شوارع صنعاء

ودفع أهالي قتلى الحوثيين فاتورة باهظة من دماء أبنائها منذ ظهور مشروع الحوثي بمحافظة صعدة.
وتمارس المليشيات تكتما شديدا على أعداد الضحايا ولا تعلن إلا عن القيادات التي تنتسب إلى ما يسمى “الأسر الهاشمية” وتقام لهم مراسيم تشييع وتدفن بمقابر خاصة بها، وبالمقابل فإن هناك أعدادا كبيرة من جثث القتلى لم يعيدوها إلى أهاليهم حتى الآن لأنهم من أبناء القبائل وليسوا هاشميين.
وقامت المليشيات بإنشاء عشرات المقابر الجماعية تخصص جزءا منها للقيادات الحوثية والتي تقتل في الجبهات في صفوف المليشيات وأطلقوا عليها اسم (روضة الشهداء) فيما عملوا على تخصيص جزء آخر منها للمقاتلين المجهولين الذين لم يتم التعرف عليهم.
اليوم تزداد السخرية في شوارع صنعاء وأحيائها ومناطقها بل ربما في عموم أرجاء اليمن، إزاء استمرار الحوثي في طبع شعاراته وإلصاقها على الجدران والمباني، وإغراق صنعاء برمتها بتلك الشعارات التي صار الجميع يمقتها ويسخر منها، بحكم أن الحوثي يرفع شعارا لا علاقة له بتصرفاته وسلوكياته، والتي أثبت من خلالها أن راية (الموت) التي حملها، ما هي إلا لليمنيين، وللوطن والدولة.
تنتهج جماعة الحوثي هذه الشعارات منذ بداية ظهورها، وأغلب التجمعات الحوثية تحمل لافتة (الموت لأمريكا)، وقد تحولت بعدها إلى ملصقات في كل المناطق التي يسيطرون عليها، بل إن هذا الشعار يرفعه المسلحون الحوثيون في الشوارع جنباً إلى جنب مع سلاحهم، ويرسمونه في حارات صنعاء وجدرانها، ويعلمونه لأطفالهم، ولم تستثنَ من ذلك المدارس ودور العبادة والمؤسسات الحكومية.
مع ذلك تستمر مليشيات الحوثي برفع هذه الشعارات وطباعتها، بل إنها تعمل على تطوير وابتكار شعارات جديدة أكثر سخرية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الشعار الذي يقول فيه الحوثيون “المقاطعة الاقتصادية تعتبر من الجهاد في سبيل الله”، وشعار آخر “قاطعوا البضائع الأمريكية والإسرائيلية”، والمثير للسخرية هو أن هذه الشعارات يرفعها الحوثيون في زمن تسببوا فيه بقطع رواتب مئات الآلاف من الناس، وصار الناس عاجزون عن شراء أبسط السلع الأساسية، فأي سلع أمريكية وإسرائيلية المواطن اليمني قادر على شرائها، حتى يقاطعها أصلا.

كلما زاد الضغط الشعبي عليها والسياسي، تحاول جماعة الحوثي أن تستمر برفع شعاراتها “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل”، وذلك لصرف نظر الشارع عن ممارساتها وسلوكها وفسادها الذي طال الصغير والكبير، ولكن الشعب اليمني بات مدركا لمثل هكذا مساع فاشلة، وهو متمسك بحقه ومطالبه بالراتب وبإعادة دولته المختطفة.
يجمع كثيرون بأن مليشيات الحوثي لم تكن يوما ولن تكون جماعة سياسية، وأن هدفها المشاركة في العمل السياسي أو حتى في السلطة بطريقة قانونية وبطريقة سلمية.
من يحمل السلاح لا يمارس سياسة ومن يرفع شعارات بعيدة عن الواقع فهو لا يمثل اليمنيين ولا يمكن له أن يمثلهم حاليا أو مستقبلا.
شكل الحوثيون من شعاراتهم نقطة محور للتساؤلات من جهة، ومحط سخرية شعبية وسياسية واسعة من جهة أخرى، وهي الشعارات التي ظلت على مدى فترة طويلة تحمل غموضا من جهة ثالثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى