ليس هناك ما يخفى

> علي سالم اليزيدي

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
اللي با يوصل قد وصل، ايش مخفي عندنا علشان نوصله، فقر وجوع وتدهور أوضاع، وفي حاجة لأكثر من ثلاثة مليار إغاثة وإسعافات وخدمات وعاجلة، لدينا ما يقرب من مليون إنسان في حاجة للدواء والغذاء والسكن في حضرموت، ما الذي يجب أن يوصل لغيرنا في الجوار، أليس نحن محاصرين ومتعبين؟، والفاقة تجتاحنا والأطفال في إلحاح شديد، ماذا نحدث عن حضرموت، ونحن في حاجة للكهرباء، ووقف التدهور المتوقع لهذه المنظومة في أية لحظة، ما الذي يراد أن نوصله للجوار بوفد أو بدون وفد، بجماعة أو بدون جماعة، وكل ما هو أمامنا يتدهور، ونحن والسلطة نلفلف أو نرقع هنا وهناك حتى تصبح الأوضاع بقدر معقول من المعقول، أي شيء يقال أيضا، وحالنا مكشوف وغير مخفي، وأي حديث هو الذي تتماسك كلاماته، ويصبح ساري المفعول هنا وعند من يجب أن يصغى، لا مكان مخفي ولا مكان ريض ولا موقع يمتاز عن الآخر ولو بشبر من الامتياز في أفضليته أو كما يقال هذا أقل من ذاك، كلنا عراة ومكشوفين وحاجتنا تفوق الحديث والطلب والوفد إن سافر أو لم يسافر...
ماذا بعد نقوله، نصابين أثرياء وكروش وأيدي سوداء تنهش فينا ونباح بعيد نخافه ونحن في خيمتنا، ولا نستبعد أن ينهش فينا أو يعض أصابع أرجلنا، ما هو هذا الشيء الذي نريد أن نقوله لهم، لأولئك الضاحكين أمام الشاشات والألوان لا يتسع المجال لسماع الصوت، أقصد صوتنا ألا نصرخ منذ سنتين؟، ألا نتوجع؟، ألا نمرض ونموت ونجوع ونتسول؟، ألا يشاهدون هذا ونراه نحن؟..هو هذا مقدمة كتاب وجلسات لا تنتهي لأية منظمة وقلق يتواصل لأية سلطة أو ولي أمر..
هذا حالنا، وكم يحتاج إصلاح حالنا لمليارات، قليل ثلاثة مليار لو وظفت لإزالة آثار الحرب والجوع والفقر والبطالة، خمسة مليار لا تكفي لإعادة وجوهنا لما كانت عليه قبل سنتين ونيف في حضرموت، لاستعادة نظرتنا الصادقة، ما حجم الاستثمارات التي ستحولنا من حزننا إلى ضحكة كبيرة تملأ وجوهنا بكل تلك البسمة التي ضاعت منا.. نسأل الله ماهو الباقي الذي يتطلب منا أن نقوله هنا أو هناك خارج الحدود، وقد أصبحوا هم داخل الحدود، وصرنا نحن من دون حدود لا لجوعنا ولا لعلاجنا ولا لخدماتنا، وقبل كل هذا إنسانيتنا، أتعلمون، ما هي حجم هذه الاستثمارات وعدد المليارات التي ستغطي حاجتنا أبحنا بما نريد أم لم نبح، نحن نختنق، فعلا ألا هل هي غزوة أخرى وشهية المال والحكم والفقر والجوع والحصار، إنه السؤال الصعب أمامكم، لا والله أمامنا، ما حجم الرقم المتبقي المطلوب، وكم يكفي لدفننا من أرقام، وما هو باقي الكلام الذي سيقال أذهبتم أم بقيتم، عيني تدمع...

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى