كلام يجب أن يُقال

> أحمد عبدربه علوي

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
لقد وصل بلادنا (الجنوب المجروح) إلى مرحلة دقيقة جدًا نتيجة لما عاناه ويعانيه من المصائب التي حلت بها والحروب المتتالية مع كل مرحلة حرب منذ السبعينات وحتى يومنا هذا.. للأسف أن ما يحدث في بلادنا الآن لا يمكن احتماله بأي حال من الأحوال.
إن ما يحدث الان أمر شاق على النفس.. أمر جديد علينا، أتمنى أن نتخلص مما نحن فيه ونعانيه ونكابده من المآسي والمحن التي خلفتها الحرب في بلادنا من تدمير وتخريب، عمارات مهدمة، شوارع وطرق مخربة لا راتب لا كهرباء بالمعنى الصحيح لا أمان كل يوم نسمع إن فلانًا قد قتل!
لا بنزين منتظم متواصل، أكوام الزبالة مكوّمة، لا تحديد للأسعار الغذائية، الكيلو اللحم البلدي 4 آلاف ريال، والدواء أسعاره باهضة، كل صيدلي سيبيع حسب المزاج، ومهور الزواج عالية، والكثير من العاطلين عن العمل باختصار كل مقومات الحياة المعيشية وغيرها.. شيء يدعو للأسف والحسرة والحيرة.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
الحرب خربت كل شيء في بلادنا، كما أن كل المراحل التي مر بها شعبنا هي الأخرى شاركت في الكثير من المآسي والضياع والسحل بما معناه (عمياء تخضب مجنونة) لم يكفيهم ما كنا نعيشه أكثر من خمسين عامًا من البؤس والضياع وطمس هويتنا وسرقت أحلامنا قبل نهب ثرواتنا لنبدأ مرحلة جديدة جعلوا كل المسارات التي يمكن أن نتوجه إليها كلها خوف ورعب من القادم أيًا كانت توجهاته، وكان هناك من يستكثر على هذا الشعب المسكين المطحون الذي صبر وامتحن كثيرًا أن يبدأ حياة جديدة يستحقها أكثر من غيره لأنه شعب مسالم طيب ودود فتح صدره لمن آوى إليه والتجأ من الهاربين الخائفين الجائعين من دول القرن الافريقي وبعض من الدول النامية، قدم لهم كل شيء من أجل أن يحيا الآخرون، وهذا الشعب يحتاج أن يحيا أبناؤه في كرامة لابد أن يستعيد مكانته التي يتشبث بأطرافها.
المتلونون .. الفاسدون ويريدون القفز عليها وإن كانوا قد نجحوا قليلًا ولكنهم هائمون لاستكمال عملياتهم في مجال الفساد وغيره، فهل يعي أهل الواقع ضرورة أن نحافظ على بلادنا ونسترد مكانتها قبل أن نندم جميعًا وليتنا نستيقظ قبل فوات الأوان. وليعلم من لا يعلم أن نقطة البدء بالنسبة لنا في وطننا (الجنوب) هي البناء الداخلي، بناء البشر بناء ما هدمته الحرب، إعادة الطمأنينة - الأمن والأمان للمواطن وتوفير الحاجيات الضرورية عمل للعاطلين الدواء - الكهرباء - البنزين قبل كل شيء وإقامة المشروعات الإنتاجية التي تزيد دخلنا الوطني وتتيح مزيدًا من فرص العمل.. نحاول حل مشاكلنا وقضايانا بعيدًا عن الآخرين، لاينبغي أن يفرق بيننا اختلاف عابر ، وهذا لا يمكن أن يتم إلاّ باخلاصنا لوطننا والانتماء إليه بروح طيبة صادقة مخلصة ونوايا حسنة، وليكن مفهومًا للجميع بأنه لن ينفعنا أحد سوى أنفسنا لا أمريكا ولا أوروبا ولا اليابان أو الصين ولا أية دولة أخرى في أي من القارات الخمس، نحن وحدنا القادرون على بناء وطننا المجروح والتصدي لهجمات ومؤامرات ومكائد وفتن الغير الطامعين فينا وفي وطننا الجنوب المنكوب من الحروب الساعين إلى الهيمنة علينا.. وقد يكون هذا الكلام معادًا الف مرة ولكن لابد من إعادته وتكراره ولو وصل العدد إلى المليون.
وليعلم من لا يعلم أن الدول لا تنهض ولا تتقدم إلا بالمشاركة الفعالة من أبنائها في كافة القطاعات والميادين وان التشمير عن السواعد والخوض بكل تفان وإخلاص في تولي المسئوليات وبذل الكثير من الجهد والعمل والانتاج هو الطريق السليم نحو تحقيق مزيد من الانجازات ومزيد من التقدم والقوة والعزة..
كفى كفى.. عما حصل لبلادنا من تخريب وتدمير المنشاءات والمرافق والمباني والبشر الخ (فالطعن في الميت حرام).. إن المسألة بحاجة إلى إحساس بالمسئولية تجاه أبناء الشعب المظلومين التائهين..
إننا بحاجة إلى صحوة ويقظة لمعالجة جروح الوطن والمواطن لقد عادت صحيفة الضمير الحي المخلصة الصادقة (صوت من لا صوت له) صحيفة «الأيام» ومن على منبرها نكتب في هذا الموضوع الذي ظل حبيس الادراج في بيوتنا .. الصحيفة التي نقدر أن نعبر عن شعورنا من خلالها عن مآسينا ومعاناتنا، نقدر أن نكتب عنها كالحكمة القائلة: «لا يمكن لعصفور أن يغني إذا كان منفردًا في قفصه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى