عبودية العصر الحديث

> عبد الله مجيد

> أصبح الكثير من الناس في وقتنا الحاضر يعيشون وفقا لرغبات مسؤوليهم وأرباب نعمهم في تبعية تصل حد الخنوع.
وليس هناك من أمر جلل أو مُدْلَهِمَّة أجبرت هؤلاء على الانحناء اضطرارا لتجاوزها.. لقد جبلوا عليها فهي صفة ملازمة لهم مادامت الأرواح تدب بأجسادهم.
إن لهذا الصنف من البشر أضرارا كبيرة على المجتمع وأفراده وتزداد خطورتهم كلما شغلوا وظائف ومناصب حيوية في الدولة.
إن المتتبع لمرافق الدولة من أصغر مكتب ثم الأعلى فالأعلى سيجد أن معظم مديريها غير متخصصين ويفتقرون إلى أي من الخبرة والكفاءة، مؤهلهم الأوحد الذي نالوا به تلك الوظائف بجدارة هو «ابن فلان، أو مزكى من طرف علان»، ولهذا ظلوا في الوظيفة العامة، عن جهل أو عمدا خدمة لمن كان لهم الفضل في لوصولهم إلى ما هم عليه.
وتتفاوت خطورة هذا الأمر وفقا لأهمية وحساسية الوظيفة والمرفق في الدولة.
وقد تكون نتائجها كارثية وغير محمودة العواقب إذا ارتبط الأمر وهذه التبعية العمياء الجانب العسكري، إذ كيف للوطن أن يسوده الأمن والأستقرار من أفراد وضباط، لا يدينون له بالولاء بقدر عبودبتهم للقائد فلان أو للمنطقة الفلانية..
إن ضعف العقيدة الوطنية لدى كثير من منتسبي السلكين العسكري والأمني بادية للعيان، تجلت بوضوح في خلال الفترة الماضية، كما أن ازدواجية المهام فيما بينها أيضا لا تخفى على أحد..
وإذا لم يتم تدارك الأمر والعمل على تجاوزها وفق خطط مدروسة ومنها إخراج هذه المعسكرات من المدن، والعمل على تكثيف التوعية وغرس عقيدة وطنية لدى منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية، بدلا من تقديس القيادة ومناطقهم، سنشهد مستقبلا إن لم يكن في القريب العالج صدامات مسلحة، ستكون لها عواقبها الوخيمة على هذه المدينة المسالم أهلها.
بالملخص المفيد إن الرق والعبودية مازالت تمارس في مجتمعاتنا ولكن بطريقة حديثة تتواكب مع عصرنا المعاش، كما أن التقديس اصطبغ له اسلوب جديد.
لا لجاهلية العصر الحديث وتمجيد هبل واللاة والعزا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى