الخلاف بين الحوثي وصالح

> د. فؤاد سعيد الماطري

> جاء الرئيس علي عبدالله صالح إلى سدة الرئاسة في الجمهورية العربية اليمنية نتيجة فراغ سياسي وأمني رفضت أكبر الشخصيات السياسية والأمنية تغطيته خوفا على حياتها ومصائرها، وقبل علي عبدالله صالح منصب رئيس الجمهورية العربية اليمنية، في ظل أوضاع سياسية وأمنية خطرة للغاية، وكان تحالفه وثيقا واستراتيجيا مع شيخ قبيلة حاشد عبدالله بن حسين الأحمر.
وبعد قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 اقترنت الوحدة بالتعددية السياسية وحرية الصحافة وتعاظم نشاط مؤسسات المجتمع المدني، اقتسم شريكا الوحدة اليمنية سلطات الجمهورية اليمنية ومجلس النواب، وبعد عام ونصف برزت الخلافات بين الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض، وكلها خلافات سلطوية تعود فيها الرئيس صالح وكبار معاونيه في المؤسسة السياسية والعسكرية على الاستفراد بالسلطة والتحكم بمقدرات الجمهورية اليمنية الاقتصادية.
شعر تيار علي سالم البيض بالتهميش والإقصاء اعتكف مرارا وتأزمت الأوضاع السياسية والأمنية حين لم تنفع الوساطات الداخلية والخارجية لرأب الصدع ومنها وساطة الملك حسين بن طلال والتي تمخضت عنها وثيقة العهد والاتفاق، وشارك في توقيعها كثير من الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى جانب الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام. جف حبر وثيقة العهد والاتفاق وانفجرت حرب 1994. انهزم تيار البيض وانتصر صالح بدعم من قبيلة حاشد وحزب الإصلاح إضافة إلى الدعم الذي حصل عليه من خارج اليمن.
في عام 2011 انطلقت الثورة الشبابية وشارك فيها عدد من الأحزاب السياسية بما فيهم أنصار الله جماعة عبدالملك بدر الدين الحوثي، كانت الانعطافة حين آزر الجنرال علي محسن الأحمر الثورة الشبابية. هذه التبدلات جعلت أحمد علي عبدالله صالح ينسق مع جماعة أنصار الله بقيادة عبدالملك بدرالدين الحوثي، وأسفر هذا التحالف عن سقوط عمران وضرب الفرقة الأولى مدرع التي تخضع لقيادة الجنرال علي محسن الأحمر فسقطت صنعاء، وبعد الترهيب والترغيب على هادي لتطويعه وإخضاعه لتنفيذ اجندتهم بوضعه تحت الإقامة الجبرية، تمكن المارد عبدربه منصور هادي من الهرب، وبناء على طلب من وزير الخارجية رياض ياسين والرئيس هادي تدخلت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
تحررت المحافظات الجنوبية والشرقية من قوات الحرس الجمهوري والامن المركزي ومليشيات الحوثي، وبقيت هذه القوات تفرض سيطرتها على صنعاء وذمار وعمران وصعدة والجوف والمحويت وإب وريمة والحديدة وعدد من مديريات حجة وتعز.
الصراع بين صالح والحوثي هو صراع مصالح اقتصادية وخلاف على النفوذ، وكيف يفرض كل طرف أجندته السياسية على الطرف الآخر، وهذا الخلاف سينفجر عاجلا ام آجلا، والمنتصر فيه عدة عوامل ستؤدي إلى غلبته على الآخر، من هذه العوامل دور القبائل في صنعاء والمحافظات الأخرى، إضافة إلى الدعم الذي سيحصل عليه صالح والحوثي لحسم الصراع بينهما بالقوة العسكرية.
د. فؤاد سعيد الماطري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى