يجب إيقاف الحرب

> صالح عكبور

> السلام في اليمن قضية استراتيجية للملاحة الدولية، لذا يجب أن تتوقف الحرب في اليمن، تلك الحرب التي تأكل الأخضر واليابس في طريقها وتدمر كل منجز تاريخي أو تنموي، وتخلف المآسي والآلام في كل بيت، وتقتل الأطفال والشباب والرجال والنساء.
ألم يكتف من أشعل هذه النار، التي قضت على فرحة الإنسان بالعيد وقبله رمضان، بما خلفته آلتهم التدميرية ونيرانهم المستعرة؟!. ألم يحن لعلي عبدالله صالح وأفراد حزبه من الشمال أو الجنوب وكل قواته وأفراد أسرته أن يقدموا الاعتذار والندم عما فعلوه بأبناء اليمن، وأن يقدموا الاعتذار خاصة لأبناء الجنوب عما ألحقوه بهم من ظلم وخيانة وغدر وقتل وتدمير لكل منجزاتهم وإرثهم الحضاري والأخلاقي، وتدمير نسيجهم الاجتماعي الراقي، وأساليب الإرهاب والتفرقة، وإضعاف نشاطهم الإنساني والاجتماعي، والمشاركة في مشروع الشراكة الخادع؟!.
ونطالب هنا كذلك باعتذار كل من أسهم من الجنوبيين بالزج بأبناء الجنوب في معادلة مختلة لصالح مشروع قيادة الجمهورية العربية اليمنية، تلك المعادلة التي خسر بسببها الجنوب مقدراته ومكاسبه التي حققها على مدى عشرات السنين، وقدم في سبيل تحقيقها تضحيات كبيرة. بالمقابل على الشعب في الجنوب أن يتعلم من الدرس وأن يستوعب حقيقة الشعارات.
كما أننا لا نعفي القيادات الحوثية من أن تقدم هي الأخرى الاعتذار عما ألحقته بالشعب في عدن والمحافظات الجنوبية من دمار للبنية التحتية والخدمية، وسقوط الشهداء والضحايا من الشباب الذين أصبح الكثير منهم مقعدين، يعشعش في قلوبهم القهر والألم عندما لا يجدون من يسأل عنهم ويخفف عنهم الألم ويسرع في معالجتهم.
وعلى قيادات الحوثي أن تعتذر لشعب الجنوب تحديدا، لأنه لم يضمر لهم الشر أو يعتدي عليهم، فهو شعب تواق للحياة والحب والسلام.
إننا بحاجة إلى وقفة جادة بمساعدة الأشقاء والأصدقاء في قراءة الواقع الحالي دون مكابرة أو مزايدة، وإيجاد مخرج، واستعادة الجنوب لأرضه التي نهبت، وجعله يقرر مصيره دون إملاءات، وإخراجه من هذا النفق المظلم، وإيقاف هذا النزيف.
إن قضية السلام تعتبر حاجة استراتيجية في اليمن وضمان تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي والعالم كله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى