الجنوب في عين الإعصار

> د. حسين لقور بن عيدان

> دون شك سيتآمر على الجنوب أيا كان حاكم صنعاء (حوثياً أوعفاشياً أو إصلاحياً أو أحمرياً) و سيجد من بيننا من يأكل الثوم خدمة لهم.
ملكوا كل السلطة وأموالها ووسائل إعلامها و زرعوا أذنابهم في كل مساحة الجنوب (سياسيين، مثقفين، إعلاميين، عساكر ومخابرات) نشروا عناصر الإرهاب و بقايا مجاهدي أفغانستان لإلحاق الأذى بالجنوب أثناء حكمهم، واليوم جاءت لحظة استخدامهم ولحظة تنفيذ مهماتهم في التخريب المباشر و تنشيط الإرهاب وممارسة الإخلالات الخدمية التي وصلت إلى مستوى عدوان على حقوق المواطنين الإنسانية في مدن الجنوب من خلال برمجة الأزمات من قطع الكهرباء والمياه وعدم صرف الرواتب وندرة الوقود في المحطات أو بث الإشاعات وفبركة الأخبار ومحاولة بث الفرقة من خلال مواقع تعمل بحرفية كما جاء في حوار بين أحد الأشخاص المسؤولين في هذه المواقع مع صديق له في منصة تواصل انه يقوم بعمله وفق برنامج في كل مرة ينشر خبر كاذب أو تعليق مناطقي لكي يستثير الجنوبيين ويمزقهم أكثر وهناك من عملوا على كل ما يمكن عمله من أجل منع الجنوبيين من الذهاب بقضيتهم إلى غاياتها بعد التحرير وطرد مليشيات الحوثيين وعصابات المخلوع.
كانت ورقتهم الرابحة إعلاميا وسياسيا في السابق أننا لم نتفق جنوبيا على حامل للقضية الجنوبية، اليوم لدينا مجلس انتقالي بغض النظر عن أي ملاحظات عليه يحظى بدعم جماهيري غير مسبوق جاء بعد جهود مضنية ساهم فيها كثيرون ليخرج للنور هذا المجلس وهذا الدعم الواضح لم يعد مجال للمناكفات ولا يقبل التشكيك مما يعطيه مشروعية العمل كحامل للقضية الجنوبية و يجعله في موقع قيادة العمل الجنوبي مع باقي المكونات السياسية.
الوقت يمضي والإقليم والعالم يتحرك وصنعاء تحترق بنيران سياسييها والطبخة تجري على نار هادئة لدمج الحوثي في حكم صنعاء إن لم يكن تسليمه حكمها وحده على حساب بقايا منظومة علي صالح شاءت الشرعية أم لم تشأ التي أصبحت تدرك إن أي تسوية قادمة لن تكون إلا على حسابها بعدما عجزت عن الاستفادة من كل الدعم السياسي والعسكري والإعلامي الذي قدمه التحالف العربي لها.
و حتى لا نجد أنفسنا في موقف متأخر جنوبيا أصبح من الضرورة على المجلس الانتقالي العمل على تنظيم حوار مع كل القوى السياسية الجنوبية ليس ترفاً و لا إسقاط واجب بل ضرورة تفرضها علينا المتغيرات التي تجري حول الجنوب و حتى البدء في بنائه التنظيمي بطريقة ديمقراطية ليثبت للعالم أن مشروعنا الجنوبي سيكون قيام دولة جنوبية اتحادية وديمقراطية تحترم حقوق الإنسان و المواثيق الدولية.
* أكاديمي وباحث سياسي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى