كباش..!!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
أنا مثلكم تماما أحلم بالتقاط صورة تذكارية الى جوار (الكباش) ، التي ارتدت هذه الأيام الكعب العالي ..
نحن مقبلون على عيد الأضحى المبارك ، والأطفال في كل بيت يتساءلون ببراءة : بابا متى تشتري لنا (كبش) العيد ؟!
لا يعلم الأطفال أن (كبش) العيد صار المستحيل الرابع عند الجنوبيين ، لا يقل قيمة عن الغول و العنقاء و الخل الوفي ، المستحيلات الثلاث عند العرب العاربة والعرب المستعربة ..
وفي ظل حكومة تشفر المشاعر وتستأثر بحقوق الفقراء ، وتتعامل مع الكذب واللصوصية على أنهما شهادة مهنية من (حمران العيون) ، لا بأس أن يشنق المواطن نفسه عوضا عن (كبش) العيد ..
هل لرب الأسرة الفقير الذين تغطيه الديون من قمة رأسه الى أخمص قدميه ، أن يفتش عن بقايا فرحة العيد وسط
أكوام القمامة والنفايات، متسائلا بلسان (المتنبي ) : بأي حال عدت يا عيد ..؟!
عن نفسي قادني الفضول الى سوق المواشي ، واكتشفت وبعض الاكتشافات ليست مكررة أن سعر (الكبش) الكبير يوازي ما دفعه فريق (باريس سان جرمان) في صفقة ضم البرازيلي (نيمار) ، أما سعر (الكبش) الصغير الشديد الشبه بدجاجة عمتي فيوازي ما دفعه (برشلونة) في ضم الفرنسي (عثمان ديمبلي) ..
شوفوا الخيبة بكل ألوانها وتجلياتها ، راتب الموظف في الغالب ستون ألف ريال ، وسعر (الكبش) الصغير يوازيه مرتين على الأقل ، فكيف السبيل الى توفير (اللحمة) و كسوة العيد ، وضروريات الحياة التي ترفع الضغط ، كيف يمكنك أن تحل هذا اللغز المستعصي على أمثالي ؟
عن نفسي دفعت لبائع (الكبش) ألفين ريال مقابل تسجيل صوت (الكبش) والتصوير معه ، و نكاية في الحكومة جعلت من (بااااع) الكبش نغمة على جوالي ، وبصراحة أنا آخر انبساط من نغمتي الجوالية الجديدة ، فقد اكتشفت للمرة الثانية أن (بااااع) الكبش تدغدغ المشاعر وتحرك العواطف وتهيج الشجون ، وكأنني استمع لوصلة طرب من الفنان الراحل (عبدالحليم حافظ) ..
وبعد فاصل من تقطيب الجبين على طريقة وحش الشاشة (عادل أدهم) اتساءل بنقاء قلب طفل : لماذا لم يغن الفنانون للكباش ..؟
أليست أسعار (الكباش) مغرية على خطب ودها وتدليلها ، لكن ليس على طريقة تلك الفنانة المائعة التي غنت (بحبك يا حمار )..؟!
علينا أن نتعايش مع الغلاء الفاحش دون الالتفات لحكومة مهاجرة ، يرفع وزراؤها شعار (نفسي نفسي) متغافلين عن أمانة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (أمتي أمتي ) ..
استمتعوا بمشاهدة (الكباش) ، ولا مانع من التقاط صور تذكارية معها ، فقد يأتي زمن قريب يكون فيه التصوير مع (الكباش) بمقابل مادي كبير ، أما من يبتسم له الحظ ويهبط عليه (كبش) من حيث لا يحتسب ، فلا بأس من اصطحاب (الكبش) في رحلة ترفيهية الى الساحل الذهبي ، أو افعلوا مثلي تماما ، ليس هناك أجمل من صوت (الكباش) لتكون (رنة) لهاتفك المحمول ، وعيدكم مبارك ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى