إلى الشقيقة عدن

> ياسر فيصل عبد الله

>
ياسر فيصل عبد الله
ياسر فيصل عبد الله
أبخازيا إلى شقيقتي عدن.. كنت ضمن الإطار الأكبر للاتحاد السوفييتي.. ثم الإطار الأوسط روسيا.. ثم الإطار الأصغر جورجيا.. بعدها خرجت من شرنقتي واستقليت.. وحاربتني جورجيا بضراوة.. وصمد ناسي ورجالي.. ولم يعترف بي سوى أربع دول فقط حتى لحظة خط هذه السطور.. لكني قررت وكنت ندا.. وها أنا على خريطة العالم.
وأما أنا كردستان.. يا شقيقتي عدن.. منحتني روسيا بعد الحرب العالمية الثانية دويلة صغيرة داخل أراضي إيران.. سميت دولة مهاباد.. استمرت 11 شهرا فقط.. كان يحكمها عم مصطفى البرزاني القائد الكردي الحالي.. لكن التآمر المحلي والإقليمي وحتى الدولي.. حطم ذلك الحلم.. ومازلت حتى الآن أقاوم القهر ورفض الجميع إقامة دولة وكيان مستقل.. لكن انظري، وبعد صبر طويل سأعلن عن استفتاء استقلالي يوم 25 سبتمبر.. وحتى لو رفض العالم.. سأكون قد سجلت موقفا وأسمعت صوتي..
هل تعلمين شقيقتي عدن.. أني لا أملك منفذا بحريا.. كما أنتِ.. وعندي نهر واحد تم قطعه من إيران حتى يتم إذلالي.. وكل محيطي يرفضني.. لكني سأرفع صوتي باستقلالي.
وأنا شقيقتي عدن.. نعم أنا شقيقتك كاتالونيا.. أهملتني الحكومة المركزية في مدريد الإسبانية.. ولم تعد بنيتي التحتية صالحة للعيش.. هل تعلمين أن شوارعي تسمى شوارع الموت.. لكثرة حوادث السيارات.. وكثرة القتلى.. بسبب اهتراء الشوارع وانتهاء صلاحيتها.. استغلت مدريد الحادث الإرهابي الأخير الذي لم يضرب العاصمة الإسبانية.. وضرب برشلونة عاصمتي.. ودخل علينا رجال الاستخبارات الإسبانية وتغلغلوا في مفاصل كاتالونيا.. بحجة محاربة الإرهاب.. كل ذلك شقيقتي عدن قبل استفتائي على الاستقلال من أسبانيا شهر أكتوبر.. عندها سأرفع صوتي ورايتي إلى العالم..
فماذا عنك شقيقتنا عدن؟؟
*مخرج تلفزيوني يمني في قناة أبو ظبي الإماراتية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى