الشهيد الحي علي حسن ثابت الأغبري

> د. هشام محسن السقاف

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
كانت الحاجة ملحة للاحتفاء بواحد من أبطال الصبيحة الميامين الشهيد الحي علي حسن الأغبري، والاحتفاء ليس أكثر من كلمة حق تقال في رجل ذاد عن حياض هذه الأرض الطيبة وأصيب برصاصات العدو إصابات بالغة، وقع على إثرها في الأسر قبل أن يفك الله أسره ويذهب في رحلة علاج طويلة في الأردن والهند، وكانت عودته قبل أشهر مناسبة لإنصاف هذا الرجل المقدام إلا أن حادثة المطار الشهيرة حالت دون قدومه في الموعد المضروب، تأجلت العودة وضاعت كلمات أعددتها للمناسبة، ثم عاد الرجل في موعد صامت آخر دون أن يكون لنا شرف الكتابة والاستقبال، وكأنه يؤكد السمو ذاك الذي اتسم به أبناء الصبيحة الأشاوس حين يقبلون على المغرم ويعطون ظهورهم للمغنم، يقدمون ما هو غال، الأرواح الطاهرة والدماء الزكية رخيصة على مذبح الحرية والأوطان وعلى طول المراحل المشهودة في تاريخ هذا الوطن.
ففي مرحلة الثورة والاستقلال كان أبناء الصبيحة في كل الجبهات، في الريف و (البندر) عدن، وفي كل التنظيمات السياسية الوطنية، وكانت أرضهم الشاسعة الامتداد من كرش الى باب المندب منطقة عبور وانطلاق للفدائيين وتخزين السلاح، ويكفي مثلا ان يكون مهندسا الثورة والاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م بقيادة الجبهة القومية الشهيد المناضل قحطان محمد الشعبي - أول رئيس لدولة الاستقلال - والشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي، من أبناء الصبيحة الأبطال إلى جانب كوكبة مضيئة من الثوار والمناضلين أمثال: عبدالقوي محمد شاهر ومحمد علي الصماتي (الطلي) وفضل صالح الطيار وزيد هواش واخوانه وعلي جاحص وعلي بن علي شكري وإخوانه، وأحمد عبدالله المجيدي وقائد علي صلاح وعبدالعزيز البيتل وهادي سليم وبخيت و حربي مليط وعبدالقوي محمد رشاد، وغيرهم مئات بل آلاف من أبناء الصبيحة بما لا يمكن أن نحصيهم، ناهيك عن تدوين ملاحمهم التي اجترحوها في مواقع الشرف والبطولة وفي كل الاوقات ابتداء من الهبات الشعبية والانتفاضات المبكرة - وما أكثرها - وحتى الحرب العدوانية الأخيرة التي لم تنته فصولها بعد، والتي أبرزت عددا من القادة الجدد، والتي كان نصيب أبناء الصبيحة فيها نصيب الأسد، وكان الشهيد الحي علي حسن الأغبري واحدا من أبطالها الملحميين فقد صد مع زملائه هجمة الأعداء على ساحل ومناطق الصبيحة وكانت معركتهم بداية النهاية لعدوان الانقلابيين المذموم. في هذه المعركة التي اصيب فيها شيخنا الجليل استشهد ايضا عدد من الابطال على رأسهم البطل طه علوان .
ومن البشائر المفرحة التي وصلت الينا من بين ازيز الرصاص: القتال كتفا بكتف لابناء قبيلتي الكعللة والأغبرة دون ضغينة او استدعاء للثأر المزمن بين القبيلتين، وربما جرت امور مماثلة بين قبائل اخرى كما نأمل .
لقد زف إلينا هذه البشرى الشيخ الشاب رجل المقاومة عبدربه غانم المحولي وقد كان هو وقبيلته في طليعة المقاتلين حيث قدم من أهله ما لا يقل عن ثلاثين شهيدا في هذه الحرب.
فطوبى للأصابح الابطال وتحية إجلال واكبار للشهيد الحي علي حسن ثابت الاغبري وكل ابطال جنوبنا المعطى من باب المندب الى المهرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى