البعض اشتراها بالتقسيط بسبب أسعارها الباهظة.. لماذا ارتفعت أسعار الأضاحي بلحج؟

> تقرير: هشام عطيري

> شهدت أسعار الأضاحي ارتفاعا غير مسبوق في سوق لحج، الذي لا يختلف عن بقية الأسواق في مختلف المحافظات، وهو ما أدى إلى عزوف الكثير من المواطنين عن الشراء، إضافة إلى أسباب أخرى ساهمت في ارتفاع الأسعار لهذا الموسم، وهو ما دفع المواطنين، وخاصة الموظفين العاملين في القطاع الحكومي إلى اللجوء للدين لشراء الأضاحي من التجار والدفع شهريا مبلغا محددا حتى استكمال قيمته.
سوق المدينة الوحيد لبيع المواش والأغنام مع كل موسم تجده يكتظ بالمشترين للأضاحي من عامة الناس، ولكن هذا الموسم لم نجد تلك الحركة في البيع والشراء للأضاحي حتى أن بعض تجار المواشي المحليين خفت كمية الماشية التي يتم إنزالها للسوق لغرض البيع، وهو ما دفع بالعديد من الأسر إلى الاكتفاء بشراء دجاجة، نظرا للحالة المادية التي يعيشها المواطن.
عائد الصبيحي، وهو أحد تجار الماشية في السوق أرجع ارتفاع أسعار الأضاحي لهذا الموسم لعدة أسباب، أهمها تدني مستوى الإنتاج المحلي بالمحافظة، وخاصة المناطق القريبة من الحوطة التي تضررت بسبب الأحداث التي شهدتها البلاد من غزو للمليشيات والمخلوع صالح، حيث أدت الحرب إلى نفوق الآلاف من مختلف أنواع الثروة الحيوانية التي يستفيد منها الإنسان في هذه المناطق، وخاصة الإناث منها، وهو ما أدى إلى قلة المعروض وارتفاع أسعارها.
إضافة إلى انخفاض نسبة الوارد لكمية الأغنام من الصومال بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي، وهو ما أدى إلى قيام التجار باستيراد كميات قليلة منها.
أحد العاملين في السوق الأخ على صالح يقول: "إن أسعار الأضاحي ارتفعت بشكل غير مسبوق، حيث وصلت الأسعار ما بين الخمسين والأربعين ألف ريال في السوق للماشية والأغنام المحلية، ولا يختلف السعر من ناحية الأغنام الصومالية فتجد أسعارها بحوالي 45 ألف ريال، وهو ما أدى إلى عزوف الناس عن الشراء".
ارتفاع الأسعار قبل العيد في كل شيء أنهك كاهل المواطن، وزادت مشاكله بسبب الراتب الذي بالكاد يصل إليه بعد مشقة وتعب، وأحيانا متأخر أشهر عديدة، وهو ما دفع بالمواطن إلى اللجوء للتجار والشراء بالتقسيط للأضاحي على أن تدفع شهريا مبلغا محددا حسب الاتفاق مع التاجر.
محسن ناصر أحمد الطويل، أحد العمال الكبار في السوق يقول: "إن أسعار الماشية المحلية مرتفعة، وهو ما أدى إلى لجوء المواطن، وخاصة الموظف الذي راتبه 150 دولارا في الشهر، للتجار لغرض شراء الأضاحي المستوردة من الصومال بالتقسيط، حيث تصل سعر الأضحية، وخاصة الصومالي إلى 65 ألف ريال يمني ما يقارب 200 دولار أمريكي يدفعها الموظف على عدة أشهر، فيما سعر النقد يصل إلى أربعين ألف ريال".
يقول محسن: "هذا الموسم حصل فيه نوع من انخفاض القيمة الشرائية للمواطن بسبب ارتفاع الأسعار والدولار، فيما راتبه لازال كما هو لم يطرأ عليه تغير أبدا، ناهيك عن قلة المعروض بسبب نفور المزارعين من تربية الماشية التي كانت من الأعوام السابقة قبل الحرب تشهد حالة من الازدهار في البيع والشراء".
سوق المواش والأغنام بلحج
سوق المواش والأغنام بلحج

ويضيف: "رغم كل المعاناة التي يعيشها المواطن في لحج كحالة خاصة والمحافظات الأخرى بشكل عام، إلا أنك تجد هناك من يدخل البهجة والسرور إلى قلب الأطفال وأسرهم، وخاصة أسر الشهداء والجرحى، فوصية زايد بأهل اليمن ساهمت في تقديم الأضاحي لأسر الشهداء والجرحى بعد أن وصلت تلك الأسر إلى طريق مسدود وتفكير في كيفية توفير مبالغ أضاحي العيد، فكانت هدية العيد من أهل زايد تنهي المعاناة وتوفر عليهم المشقة والتعب، فقد استفاد من حملة وصية زايد بأهل اليمن الآلاف من الأسر الذين تحصلوا على كسوة العيد وأضحية".
يقول الناشط الاجتماعي معاد محمد: "لقد جاءت حملة وصية زايد بأهل اليمن في وقتها، حيث يعاني الكثير من أسر الشهداء والجرحى في توفير كسوة العيد والأضاحي، وهو ما استدعى اللفتة الكريمة من أهل زايد لأهل اليمن لينهي هذه المعاناة".
قد تكون حملة وصية زايد بأهل اليمن أنهت معاناة فئة ساهمت بعملية التحرير للمحافظات المحررة من المليشيات والمخلوع صالح، لكن لازالت هناك فئات أخرى تعاني جراء ارتفاع الأسعار، وخاصة الأضاحي، وهو ما دفع بعض الجمعيات الخيرية بلحج إلى توزيع لحوم الأضاحي على العديد من الأسر الفقيرة والأيتام.
من خلال هذا التقرير يتضح أن الثروة الحيوانية مهددة بتناقص عددها، جراء عدم الاهتمام لدى المزراعين المتخصصين بتربية الماشية، وانعدام مصدر الرعي عقب تصحر مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية التي كانت مصدرا أساسيا في رعي الماشية ومختلف الحيوانات مثل الجمال والأبقار، وهو ما يستدعي تحرك من قبل الجهات الحكومية في الدولة، وخاصة الزراعية، لإيجاد حلول لهذه المشكلة، ودعم المزارعين المتخصصين بتربية الماشية وتشجيع قيام شراكات مختلفة في هذا الجانب، لأننا في الأخير قد نجد أنفسنا في عيد الأضحى القادم ـ بمشيئة الله ـ نكتفي بشراء دجاجة واحدة فقط، نظرا لكثرة حضائر الدجاج في ضواحي الحوطة ومديرياتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى