مدير مكتب حماية بيئة سقطرى لـ«الأيام»:«تشابالا» عرض البيئة السقطرية للدمار.. الحرب الأخيرة وصلت سقطرى بطريقة غير مباشرة

> حاوره / صابر عبد الواحد حليس

> تُعتبر جزيرة سقطرى من أكبر الجُزر اليمنية والعربيَّة، ويبلغ طولها 125 كم وعرضها 42 كم، وطول الشريط الساحلي 300 كم، وعاصمة الجزيرة هي حديبو.
تتكون محافظة سُقطرى من ست جُزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، وهي على بُعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربيَّة، ويشمل أرخبيل جزيرة رئيسية هي سقطرى، وست جُزر هي: سقطرى، درسة، سمحة، عبدالكوري، صيال عبدالكوري، صيال سقطرى، بالإضافة لسبع جُزر صخرية هي: صيرة، ردد، عدلة، كرشح، صيهر، ذاعن ذتل، جالص.
«الأيام» قامت بزيارة جزيرة سقطرى لما تمثله من أهمية كبيرة، وواجهة سياحية مهمة في البلاد، فأجرت حوارًا مع مدير عام مكتب حماية البيئة في سقطرى، سالم حواش أحمد، والذي يُعتبر من أهم المرافق في هذه الجزيرة الحيوية والجميلة:
* بدايةً نرحب بك في «الأيام»، ونود أن تعرفنا عنك أكثر؟
ـ مرحبًا بكم.. سالم حواش أحمد من مواليد سقطرى تلقيت تعليمي الابتدائي بسقطرى وانتقلت لعدن لاستكمال دراستي الثانوية في مدرسة الشعب، واستكملت دراستي الثانوية فيها، وبعدها التحقت ببعض اﻷعمال الخاصة، وفي عام 1995م التحقت بهيئة حماية البيئة في سقطرى وكنت أول من فتح الفرع في سقطرى، وعملنا حتى عام 2000م، وتنحيت عن هيئة حماية البيئة وكنت متواجدًا ما بين صنعاء وعدن وحضرموت، وفي عام 2015م عُينت مديرًا لحماية البيئة ومازلت على قيادة الهيئة حتى الآن.
* ما هي أبرز المشاريع الدولية التي تعمل عليها البيئة في سقطرى؟
ـ كان لدينا مشروع بخمسة ملايين دولار من قبل المرفق العالمي للبيئة بجنيف، وقد عملنا به لمدة خمسة سنوات، وقمنا ببناء قدرات محلية من الفريق المحلي، وحاليًا لدينا خُبراء محليين هم من يقومون بالعمل البيئي داخل سُقطرى، بالإضافة لمشروع يعمل من الوكالة الألمانية (مشروع الجايزون) ﻹعادة مُدرجات الدخن؛ لأن الزراعة المحلية اندثرت، والآن نعمل على تأهيلها، وهو من أفضل المشاريع الذي يعمل في القطاع المحلي والذي يعود بالفائدة على المواطنين.
وقمنا بالتدريب والتأهيل عبر خبراء دوليين من (تشيك، إيطاليا، ألمانيا)، وعقدنا أول ورشة عمل في مسقط والثانية في الأردن في 6 مارس 2017م، بتواجد السلطة المحلية والشركاء بمشروع الزراعة والسياحة البيئة، لكون المشروع يعمل تحت ظل هيئة حماية البيئة، ويوجد مدير للمشروع و4 خبراء محليين يعملون في هذا الجانب، وسيبدأ قريبًا مشروع (اليونيب) وهي منظمة دولية تتبع اﻷمم المُتحدة بالتعاون مع (السكن بيل)، وهي منظمة دولية ألمانية، ونعمل على أربعة محاور، والمحور اﻷول هو الأنواع الدخيلة أو الغازية من حيوانات ونباتات الدخيلة على سقطرى بتعاون مع شركائنا في المنافذ البحرية والجوية، فيما المحور الثاني يتمثل بالتنوع الحيوي وإعادة تأهيل المحميات الطبيعية في سقطرى وتقديم الدعم المباشر من قبل المشروع من بُنية تحتية وتأهيل كوادر محلية ﻹدارة المحميات حسب اﻹمكانيات المتاحة للمشروع، أما المحور الثالث فيتمحور باستصلاح الأراضي الزراعية في سقطرى وعمل المدرجات تحت إشراف كوادر متخصصة في كل المجالات، والمحورالرابع يتمثل في البيئة البحرية في تصنيف المحميات وإعادة تأهيلها، رغم أن هناك بعض المشاكل التي نواجهها.
مدير مكتب حماية بيئة سقطرى
مدير مكتب حماية بيئة سقطرى

*وما هي تلك المشاكل التي تواجهكم؟
- نعاني من عدة مشاكل سواءً من السلطة المحلية أو المواطنين أو الزائرين لسقطرى، فالمواطن في سقطرى لا يمتلك الوعي البيئي الصحيح ليهتم بالمصلحة الشخصية، ونحن نعمل حلقات تثقيفية ونزولات ميدانية لجميع المناطق محاولين حث المواطنين على أهمية الحفاظ على البيئة، لأنه كل ما يحدث في البيئة ينعكس على المواطن من حوادث وكوارث بشرية التي تتسبب في تدمير البيئة، منها إعصار تشابالا الذي تعرضت البيئة للتدمير من خلاله، والمنتجعان السياحية والبيئة البحرية والشعاب المرجانية والكهوف، أي أن الحركة السياحة في سقطرى شُلت بعد أن كنا نمتلك بنية تحتية بسيطة وليأتي تشابالا ويدمر كل ما كنا نمتلكه من بنية تحتية، وسقطرى الآن تمتلك شبه بنية تحتية، ولا أنسى بأن قلة الإمكانيات من أهم العوائق، حيث أننا لا نمتلك ميزانية مخصصة من قبل وزارة المياه والبيئة نهائيا، ففقط لدينا مبنى مكون من 35 موظفا، وهم يعتمدون لنا المشاريع الدولية التي تشتغل معنا، فسقطرى أحبها الله ثم الجميع فتحصل على دعم من اﻷخوة في اﻷمم المتحدة واليونيف وجيف وUEDB، يعني مشاريع دولية بين لحظة وأخرى، ونحن لنا أكثر من 9 أشهر لم نستلم ريالا واحدا، وقد تخاطبنا مع صنعاء وعدن ولكن هنالك بعض التوجيهات من وزير المالية ورئيس الوزراء ووزير البيئة إلى مالية عدن وما زال لم يُنفذ.
*حدثنا عن التنوع الحيوي البيئي بسقطرى؟
ـ بحكم الموقع الاستراتجي لجزيرة سقطرى جعلها تشتهر بأغنى تنوع حيوي، فهي تمتلك مخزون أكثر من 835 نوعا، وبالنسبة للنباتات 38% غير موجودة في أنحاء العالم، و60% من العناكب غير الموجودة كذلك في العالم، و11 نوعا من الطيور تمتلكها سقطرى دون غيرها من الجُزر، أما بالنسبة للسلاحف البحرية هناك 283 نوعا من الشعب المرجانية، وهناك دلافين وحيتان وأسماك لا توجد بأي مكان، ولذلك تعتبر سقطرى من أغنى جزر العالم.
*في ظل أكبر مخزون بيئي في العالم.. هل هنالك خطة عمل لجعل سقطرى منبع للسياحة؟
- طبعا نحن نعمل نداءات متواصلة مع أشقائنا في المنظمات الدولية واليونسكو والأمم المتحدة، وكان لدينا ورشة عمل في البحرين شهر فبراير عام 2016م، وبعد إعصار تشابالا عقدت الورشة الخاصة بسقطرى وخرجنا بعدة وعود وشراكة حقيقية ستكون سقطرى كما عهدناها، وتوجد خطة استراتيجية عملناها بهيئة حماية البيئة مع السلطة المحلية للعمل في هذا المجال.
*كيف كانت السياحة قبل إعصار تشابالا والحرب الحوثية؟
- طبعا قبل إعصار تشابالا كانت السياحة مكتظة في سقطرى، ويعتمد عليها أبناء سقطرى في الدخل السياحي من جانب إيجار السيارات ومرشد سياحي ومرافقين للسياح، حيث تُشكل السياحة المصدر الرئيسي ﻷبناء سقطرى، لكونهم لا يمتلكون غير الرعي واﻷسماك، لكن السياحة فتحت لهم بابا جديدا (دخلا متواصلا)، وجاء الإعصار فدمر أشياء كثيرة، أما بالنسبة للحرب الحوثية فصحيح إنها لم تصل لجزيرة سقطرى ولكن سقطرى جاءتها الحرب بطريقة ملتوية، فعدن والمناطق المجاورة تعرضت لحرب مباشرة أما سقطرى فحرب غير مباشرة، فقلة المواصلات بين سقطرى والمحافظات اليمنية وعدم التواصل بالعالم الخارجي جعلنا نعتمد على عبارة وقوارب بشرية ودفعت سقطرى الثمن في أحد القوارب بوفاة 75 شخصا.
*كيف ساهم المجتمع السقطري في حماية البيئة؟
- كانت التعاليم والتعاريف والتقاليد في سقطرى هي من أهم المميزات التي ميزت السقطريين، وجعلت لها دورا بارزا، والعادات القبلية تحد من العبث في أي مكان في سقطرى، فسقطرى تمتاز بعادات قبيلة المواطن في مكان أو منطقة معينة، حيث لا يقوم بقلع شجرة إلا بتعاون مع شيخ القبيلة، وإذا كان المواطن بحاجة للأشجار لسقف البيوت يذهب لشيخ القبيلة ويعطيه اﻷشجار المتهالكة أو الأشجار اﻵلية المتساقطة.
والمجتمع المحلي كان له دور بارز في حماية البيئة، أما في الوقت الحالي مع تعداد السكاني فقد اتجهه المواطن إلى المادة (تعطيني شيئا أحافظ على شيء) فبعض المواطنين يقومون بالأعمال المتعمدة، ونحن في الهيئة العامة لدينا 35 موظفا بعض الأحيان تأتينا منشآت دولية ونقوم بتوظيف من بعض المناطق من الشرق ومن الغرب ليكونوا مندوبين على مناطقهم ولا نستطيع توظيف أكثر من ذلك، وبعض المناطقة يعتليهم العناد لتوظيف أبناء منطقتهم، ولكن نقول إن المجتمع السقطري له دور فعال وبارز في الحفاظ على حماية البيئة في سقطرى.
*أخيرًا.. ما هي رسالتكم التي تودون توجيهها للسلطة المحلية والحكومة؟
- نناشد السلطة المحلية ورئيس الوزراء ووزير المياه للبيئة والمنظمات الدولية لإنقاذ سقطرى بعد إعصار تشابالا، فسقطرى بحاجة لتأهيل وأعمال مشاتل زراعية لبعض النباتات النادرة في مواطنها اﻷصلية، لأن بعض النباتات مهددة بالانقراض، ولذلك نطالب المجتمع الدولي باستزراع بعض الأشجار، ونعمل مشتلا كبيرا يظم جميع أنواع النباتات في سقطرى وحماية وسقي، ونطالب المجتمع المدني بسرعة التدخل لحماية بيئة سقطرى من أجل مساعدة السكان المحليين في سقطرى، لأن البيئة تعتبر المصدر الرئيسي للمواطن السقطري.. ومن خلال صحيفتكم الموقرة نتمنى أن تصل رسالتنا ومطالبنا إلى من يهمه أمر سقطرى.
حاوره / صابر عبد الواحد حليس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى