كفى لوماً

> مدين مقباس

>
مدين مقباس
مدين مقباس
عندما لا يكون المجتمع على قدر عال من الوعي والمسؤولية لاستيعاب أهمية النجاحات لقيادة التحولات الجذرية في المجتمع يتسبب هذا الخلل في انتشار الفوضى لإضاعة فرص ترجمة أهداف تلك النجاحات، فاستيعاب المجتمع لأهمية تلك النجاحات المحققة لا شك أنها تؤسس لأرضية لانطلاقته لقيادة التحولات لاستكمال تحقيق ما تبقى من أهدافه وتطلعاته.
لهذا من الطبيعي خاصة في ظروف ما بعد الحرب أو بالأصح وضع (اللاحرب) إلى جانب غياب أوضعف الدولة، أن يجد المجتمع نفسه أمام وضع كارثي وآثار خطيرة خلفتها الحرب، تستدعي النهوض بوعيه الحالي للمشاركة أو للقيام بالمبادرة مع بقية الأطراف للتغلب عليها من جهة ولمواصلة استكماله لأهدافه القريبة والبعيدة من جهة أخرى، وهذا يتطلب منه الاعتراف بأنه جزء من الحل وليس العكس، وأن عليه تحمل مسؤولية المشاركة أو المبادرة في صناعة الظروف والمتغيرات في محيطه وعلى الأرض، ليتمكن من اتخاذ القرار دون الانجرار لردة الفعل.
أما استمرارنا بوعينا الجمعي الحالي فلن يقودنا إلا إلى إنتاج أحداث ومتغيرات سلبية ستزيد من تعقيد الظروف والمشكلات الحالية ومضاعفة الضرر الذي يلحق بمعظم فئات المجتمع باستثناء تجار وأمراء الحرب والفساد وأمثالهم. وبهذا الموقف السلبي سنكون مشاركين في تكريس الحالة المزرية والتناقضات الحاصلة في المجتمع، لهذا يكمن الحل في تحمل المجتمع مسؤوليته والكف عن إلقاء اللوم من قبل البعض عن الأشخاص الآخرين.. فاستمرار البعض في تحميلهم اللوم لا أرى فيه إلا محاولات لإعفاء أنفسهم والمجتمع من الدور الذي ينبغي القيام به والتخلي عن المسؤولية التي بتحملها يمكنه الانتقال من وضع منطق الضحية إلى دور التفاعل الإيجابي، ليبدأ بالمبادرة لاستكمال تحقيق بقية أهدافه.. وكفى التخلي عن المسؤولية وإسقاط اللوم على الآخرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى