المناطقية.. عاصفة هوجاء

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
يكفي إن تلقي بمنشور واحد مذيل باسم مستعار لتشعل حرباً إعلامية في الساحة الجنوبية، فهذه الوسائل التي لا تحكم بضوابط تذكر باتت تشكل معول هدم في نسيجنا الاجتماعي بصورة غير مسبوقة بحكم وصولها لأكبر عدد من الناس.. والمؤسف أن المتلقي يتعاطى مع ما ينشر وكأنها حقائق لا غبار عليها.
فالكثير من المكايدات والأخبار المدسوسة والإساءات البالغة للآخرين هي ما يتم العمل عليه ليل نهار فيما تنشره تلك الوسائل بالغة التأثير.فكل طرف يستحدث الماضي بصورة مقيتة ومؤسفة. هكذا تجسد المناطقية بصورة موجبة وهي مساحة استغلتها أطراف كثيرة واتخذتها سبيلاً نحو تعميق التباينات المجتمعية العادية وتحويلها إلى حالة من العداء السافر مستعينة بذلك بالكثير من طرقها في استحضار محطات الماضي باعتبارها جسراً لتحقيق أغراضها. والموجع أن الأطراف الجنوبية هي الوسيلة لتحقيق تلك الغايات التي تنال من عمق تلاحم نسيجنا الاجتماعي وتضعنا في ردهة الضعف جراء عدم تقبلنا لبعضنا وتركيزنا على الأهداف الأساسية المتعلقة باستعادة الحق الجنوبي.. وهنا يبرز السؤال المنطقي: هل استفاد الجنوبيون من أخطاء الماضي؟، وهل نحن في طريقنا لتكرار مآسينا على نحو أكثر أثراً وإيلاماً؟، ثم مَن الطرف المستفيد والآخر الخاسر من هذه المعمعات المتعاقبة المنفلتة إن جاز التعبير، بحكم ما تستخدم من إساءات بالغة تجاه بعضنا، ناهيك عن حالة الاصطياد في الماء العكر التي يعمل عليها الطرف الثالث الذي يصب الزيت على النار.
لقد أصبحت أبوابنا مشرعة لاستقبال كل هذه العواصف والأنواء التي تعصف بآمال وتطلعات شعبنا وتجاوز تضحياته الجسام ومعاناته البالغة القسوة على مدى سنوات خلت، لنجد أنفسنا، للأسف، مرة أخرى أمام تحديات ما كان لها أن تكون لو أن لدينا الشعور بالمسؤولية والإحساس الوطني.
وفق كل المعطيات، فإن الجنوب أمام منعطفات حياتية هام، ما يستدعي تكثيف الجهود باتجاه تدعيم وحدة حامله السياسي، وكبح نذر المناطقية المقيتة التي تستحث عنوة للنيل من هذا الشعب الذي قدم الكثير في سبيل الانتصار لقضيته. وإذا ما أردنا ذلك فعلينا أن نصلح أنفسنا، وما ندعو إليه أن تبلور مرجعيات جنوبية ذات ثقل تتحمل عناء ومشاق المرحلة الراهنة، وتنأ بنا عن دوامات المناطقية التي كانت وراء انخراط عقدنا، وجراء ما أصابنا من شرورها دفعنا أثمانا باهظة.. فهل نُلدغ من الجحر مرتين؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى