عبر «الأيام» يوم الثلاثاء 25 يناير 2005.. الشيخ أحمد الصريمة والأستاذ عبده حسين وكلام يدمي القلب

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
ما أحوجنا إلى تذكير أهلنا وناسنا في هذه البلاد عامة ومدينتنا عدن خاصة بالمحطات التي مررنا بها وماذا حملت معها، لأننا مطالبون بتوضيح صورة ما حدث قبل سنوات في سياق السلوكيات لنترك للقارئ وضع تلك السلوكيات في ميزان المفاضلة لنقيم السلوكيات بالأمس واليوم، هذا كله من ناحية، ومن ناحية أخرى علينا تقع مهمة تذكير شباب اليوم بما حدث لآبائهم بالأمس.
حملت «الأيام» الغراء في عددها الصادر يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير 2005 موضوعين للعزيزين: الشيخ أحمد فريد الصريمة والأستاذ عبده حسين أحمد، ووسم الأول موضوعه (وسئمت الحمير انتظار رد السماء)، فيما لم يسم الثاني موضوعه لوروده في عموده الأسبوعي الجميل (كركر جمل).
خلق الموضوعان حالة سخط واكتئاب فور قراءتهما، فنشرت لي «الأيام»” موضوعاً في اليوم التالي مباشرة وكان عنوانه (حمير أحمد الصريمة وروشتة عبده حسين أحمد).
ورد في موضوع الشيخ أحمد الصريمة، طيب الله ثراه، بأنه تنازل عن جزء من ماله المنهوب إذعاناً وقبولاً بقرار التحكيم وقال لهم: أعطوني ما قبلت به على مضض ومع ذلك لعبوا عليه، أما أستاذنا عبده حسين فقد تحدث عن معاشه ومعاش من كانوا في خانة الـ “super Scale” أيام الاستعمار البغيض، وأفاد أن رواتبهم كانت عالية وفرت لهم عيشة رغداً علاوة على رحلاتهم السنوية المجانية مع زوجاتهم وأولادهم إلى مدن الشرق الأوسط أو كل عامين إلى مدن أوروبية.
ما أصعب المعاناة عندما يكون ضحيتها مستثمر كبير بحجم الشيخ أحمد الصريمة الذي نفذ المشاريع الموكلة إليه وفق مواصفات عالمية استحقت توصيف "ISO" (المنظمة الدولية للمواصفات)، إلا أنه تعرض للابتزاز واضطر الشيخ الجليل إلى القضاء الدولي الذي احترم كل مستمسكات القضية العادلة للشيخ أحمد الصريمة فأصدرت المحكمة حكمها العادل الواضح المعالم:إما الدفع أو تجميد أرصدة الدولة في الخارج، والقضاء في الخارج، سواء على مستوى محاكم قطرية أو محاكم دولية، له هيبته ولا يمكن لأحد، كائنا من كان، أن يتجاوز القضاء، وأمامنا اسرائيل دولة النظام والقانون عندما أصدر القضاء عقوبة السجن بحق رئيس الجمهورية كإنسان على خلفية دعوى فتاة كانت تعمل عنده في الرئاسة وتحرش بها وقضى كإنسان فترة العقوبة وقدرها ثلاث سنوات فيما لا يزال رئيس الوزراء السابق أولمرت يقضي فترة عقوبة تقدر بثلاث سنوات والمبلغ الوارد في القضية قدره (30.000) (ثلاثون الف دولار)وهو المسؤول عن أخطاء الاخرين.
أشرت في مقالي آنئذٍ إلى أن الشيخ الصريمة اختط نهج ابن المقفع في رجزيته الحيوانية (كليلة ودمنة) واختط الثاني (أستاذنا عبده حسين متعه الله بالصحة) نهج أبي حيان التوحيدي الذي أفرغ تبرمه من الدنيا ومن عليها فأحرق كتبه على مرأى من الجميع، ليشكل أبلغ رد على الحاكم والرعية على حد سواء.
الشيخ الصريمة يرى أن السلطة تتعامل مع البشر على أنهم حمير لصبرهم وجلدهم على تحمل سوء وبشاعة المعاملة معهم لذلك اكتفى الشيخ الصريمة بتوجيه الدعوة للحمير لحشد صفوفها وتجنيد حوارها الجماعية من النهيق والضراط باعتبارها وسيلة سليمة بدلا من اللجوء للعنف حتى لا يوصم الحمير بالارهابيين.
أما الاستاذ عبده حسين فقد وجه كلمته النهائية للمقبور: فاذا لم تستطع ان تفعل ذلك بجرأة وشجاعة (أي الخروج إلى الشارع) فالموت أفضل لك ولي ولنا جميعاً.
رحم الله الشيخ أحمد فريد الصريمة!! آمين !!
أطال الله عمر أستاذنا عبده حسين ومتعه بالصحة.. آمين!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى