قطاع الكهرباء.. الفساد فيه تتشاطره المؤسسة مع الرعية

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
بتقادم الزمن يتقادم معه نفاد صبر المواطن الشريف حيال أوضاع الكهرباء، لأننا لا يمكن لنا - بأي حال من الأحوال - أن نضع أنفسنا في ميزان المفاضلة مع جيبوتي وجمهورية أرض الصومال من حيث الأمن والاستقرار وخدمة الكهرباء. ما من قادم من جمهورية مصر العربية إلا وقال لك: نعمنا بالكهرباء.. تصور أنها لم تنقطع عنا طيلة فترة بقائنا التي ناهزت الشهر، وآخر يقول لك الشهرين ويرتفع الرقم عند آخرين، ويعقب آخر لماذا تقول مصر.. هذا شيء مفروغ منه منذ عقود طويلة وإن كان لابد من التطرق إلى أوضاع الكهرباء فأمامك جيبوتي أو أرض الصومال لأن عدن هي صاحبة السبق بهذه الخدمة.
أنا حالي مثل حال عشرات المواطنين من الجيران أو سكان منطقتي من الشوارع المجاورة يتحدثون عن انطفاء الكهرباء مع الجرعة وعند عودة التيار ينفجر سلك من أسلاك عمود النور (الكامبة) فتنقطع الكهرباء عند أصحاب الشارع ويمر أحد أبناء الشارع ويطلب مبلغا من المال يدفعه سكان الشارع ويسلمونه لفنيين من الكهرباء ليصلحوا الخلل ويعود التيار بعد مرور ساعة ونصف وينعمون بساعة ونصف لترتفع المعاناة مع قدوم الجرعة.
هناك آفة أخرى أن ينقطع سلك النور عن عدد من البيوت فقط، وهنا يتواصل السكان في البيوت السبعة أو العشرة مع إدارة الكهرباء في المديرية ويأتيهم الرد بأن فريق الصيانة موجود الآن في الممدارة وفور انتهائه سيأتونكم ويأتون وهم مرهقون، وهنا عليك أن تمنحهم حافزاً يتحمله السكان المعنيون بالمعاناة وقد يكون نصيب البيت 200 أو 500 ريال، وهذا الحال يتكرر بين الحين والحين.
تتضاعف أحمال الكهرباء إلى درجة انفجار الأسلاك في هذه المنطقة وتلك المنطقة وهذا فساد يتحمل وزره الرعية، ولكم أن تتصوروا أن صندقة تتبع أحد المطحونين فيها مكيفان أو أكثر، والسؤال من أين له ذلك؟ الإجابة أن صاحب الصندقة خرج مع بلاطجة في حملة من حملات البلطجة تستهدف بشرا معينين ويخرج بنصيبه من السرقات: كم مكيف أو ثلاجة أو آثاث أو.... أو قد يخرج مع بلاطجة آخرين ويبسط على قطعة أرض ويبيعها برخص التراب، قل 300 ألف ريال وقد يقل وقد يزيد.
وانتقلت إلينا قاعدة من الشمال، والتي ثبّتت أن “الباسط مالك” ومن يتصور في أنه سيأتي يوم على عدن تثبت مثل هذه المفاهيم في التعاملات، لأن تشوها كبيراً طرأ على تركيبة السكان في عدن وطرأت أيضا على عقول الشباب من جيل الضياع.. جيل نفق 22 مايو 1990 المظلم.
تحدث معي ذات يوم من عام 2016 الأخ العزيز أو الابن العزيز الباشمهندس عدنان محمد عمر الكاف، وكيل محافظةعدن بأنه كلف من قيادة المحافظة بالنزول إلى كريتر لدراسة أوضاع الكهرباء وكثرة الأعطال والأحمال فقال لي: تصور أنني وقفت أمام مشهد تشيب له رؤوس الولدان يا عم نجيب. فسألته: أي مشهد تراجيدي هذا؟ قال لي: رأيت ربطا عشوائيا في وسط كريتر فاق كل خيال أو تقدير.. أي لو أن مؤسسة الكهرباء أنتجت طاقة قيمتها على سبيل المثال: (500) مليون ريال لا تحصّل أكثر من (200) مليون ريال، والوضع الحالي أكثر بؤساً من ذي قبل.
وفي اعتقادي الراسخ أن انتشار البلطجة بهذا الشكل المدمر في البسط على الأراضي والربط العشوائي ونهب المؤسسات وفرض الأتاوات داخلة في مسلسل الفوضى الخلاقة، العمود الفقري لمخطط “حدود الدم”، الذي أعدته قوى استخبارية دولية على عدد من الدول العربية منها اليمن وأسندت إلى علي عبدالله صالح دور اللاعب الأساسي، وينفذ لها مسلسل الفوضى الخلاقة بواسطة مرتزقة جنوبيين ينفذون ما يسند إليهم من أعمال منها الاغتيالات والتفجيرات وغيرها من الأعمال ويقبضون أجوراً مجزية: عملية الاغتيال على سبيل المثال تنفذ مقابل 10.000 ريال سعودي للقاتل المرتزق، لعنه الله.
أعود لموضوعي وأقول إن الرعية شريكة (إلا من رحم الله) في تدهور أوضاع الكهرباء، وهم كما وصفهم القرآن “يخربون بيوتهم بأيديهم”.. وأقول لسكان المحافظة عليكم وضع النقاط على الحروف ونظموا صفوفكم وقولوا كلمة حق لردع البلاطجة، والبلطجي ليس شجاعاً لأن الشجعان شرفاء والشرفاء شجعان.. وإلا نكون قد حكمنا على أنفسنا بالإعدام، وكما تكونون يولى عليكم.
والله من وراء القصد!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى