حوار بين متيم عربي ورجل عدني(1-2)

> كتبها/ حسين المحرمي

> في ذات نهار مشرق، كان متيم عربي شاهقا بنظره إلى السماء، وآملاً سماع صوت معشوقته، وهو كذلك، فإذا برجل عدني حديث الميلاد يسترسل معه بالحديث..
فكان الحوار:
- العدني: نيااااله إلي شاااغلة عقلك وتفكيرك .
- المتيم: ما أطول الليل على من لم ينم !!.
- العدني: طيب قرب لي وصفه، والباقي عليا، ما عليك أخوك جبل.
- المتيم: بنت جميلة جدًا.
- العدني: وبعدين، هات، قصيرة ولا طويلة؟
- المتيم: طويلة لدرجة أنك لا تستطيع أن ترى وجهها الجميل.. وفي الوقت نفسه قصيرة لدرجة أنك تحلم أن تستنشقها في شهيقك.
- العدني: مالا إيش هي.. مانجو؟
- المتيم: سلبت من المانجا حلاوته وزادته حلاوة إلى حلاوته.
- العدني: طيب هي ساكنة في الخط البحري باتجاه الجنوب أو الشمال؟
- المتيم: ساكنة في مشرق الشمس فتراها تطلع كل صباح قبل الشمس لتري الشمس طريقها .. وساكنة أيضا في مغرب الشمس فتراها في شفق الشمس الأحمر المائل إلى الوردي في اليوم الصافي.. وأيضا ساكنة في مهب الريح الشمالي فتستنشقها نسيم عليل، تتمنى ألا تخرج ذلك الهواء حتى وإن كان الثمن حياتك، لأنك منعت الزفير من الخروج.. وهي ساكنة في ملتقى الريح الجنوبي حين يلتقي كل هواء وريح بمن يحب فتراها جلية تقسم الحب بينهم.
- العدني: عنترة إهدأ عبلة قد ماتت!!
- المتيم: ماتت عبلة عنترة.. لكن عبلتي مازالت تعيش ولا يحلو لي عيش بدونها، فإن رأيتني يوماً ميت، فعلم أن عبلتي نامت فقط نوما عميقا، فلم أستطع التنفس فاختنقت فمت.
- العدني: أنا أقلك أشتي أعرف فين ساكنة، ملا علشان أساعدك.
- المتيم: كيف أصف لك منطقتها وهي المنطق بذاته؟!! .. كيف أصف لك المنطقة والمنطقة تعيش لأجلها؟!! هي كل المناطق بالنسبة لي.
- العدني: واااعصيد طلعت تحبها شوفني بافضح.
- المتيم: كيف لا أحبها وإن فكرت يوماً في قول تعجبني ولم أقل أعشقها سأموت .. كيف أكتم حبها وحبها قد برى جسدي كما تبري المبراة القلم.. كيف وكيف وكيف وكل الكيف متعجب من كلامك يا هذا!
- العدني: قدنا هذا .. نيااااله، ملا أيش تشتيني أعمل لك؟
- المتيم: أخبرها أن تقف عن الحركة .. فكلما تحركت يمنة ويسرة عقلي يطير ولا يكاد يعود إليَّ ويريد اللحاق بها في يمنتها ويسراها.
- العدني: طيب قول لي من هي شفنا ضبّحت بي وربي؟!.
- المتيم: آه.. آه .. كيف تضيق من الكلام عنها وهي الأُنس والراحة .. كيف طاوعك قلبك أو عقلك - لا أعلم أي منهما المجرم - كيف تقول ضقت وفي الكلام عنها غنى عن كل المسرات والفرحات لأنها فرح المسرات ومسر المفرحات ؟!.. آه
وفي اليوم التالي رأى العدني المتيم في المكان نفسه وملازما لوضعية أمس فدار بينهم حوارا الأحد القادم - بمشيئة الله - ستقرؤونه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى