المؤسسة العامة للمكفوفين والمعاقين بعدن.. أمل ذوي الاحتياجات الخاصة المدير: المؤسسة بحاجة لمساندة الجميع وأدعو الهيئات والمنظمات الدولية لدعمها

> تقرير/ عبدالحميد فارع

> المعاقون أو ما باتوا يعرفون بذوي الاحتياجات الخاصة، إحدى شرائح المجتمع، أُبتلي أفرادها بعاهات خَلقية منذ الولادة، كفقد البصر أو أحد أجزاء الجسم، التي جعلته غير قادر على أداء كثير من الأمور الخاصة أو العامة إلا بمساعدة من حوله، بدءًا بالأسرة في مرحلة الطفولة، أو عند ممارسته لأعماله اليومية في الوظيفة وغيرها، وهو ما يتطلب مساعدة المجتمع أو المرفق الذي يعمل فيه، ومنهم من تعرض للإعاقة فيما بعد الولادة، وما أكثرهم فهناك عشرات المعاقين، نتيجة الحوادث المرورية وخطوط السير، أو أثناء الحرب والنزاعات المسلحة، والتي باتت تحصد الكثير منذ قرابة ثلاثة أعوام، متسببة بتعريض الكثيرين إلى الإعاقة، نتيجة لفقدهم لأحد أطرافهم بسبب الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي وقوات صالح أثناء تواجدها في محافظة عدن ولحج وغيرها من محافظات البلاد.
*الرعاية والاهتمام الحكومي
وتحتاج هذه الفئة والشريحة المجتمعية لرعاية واهتمام خاص من قِبل الحكومة، والمنظمات المعنية المحلية والعربية والدولية، وكذا من أفراد المجتمع وتشجيعهم، وتمكينهم من خوض غمار الحياة كغيرهم، باعتبارهم جزءا من المجتمع، ليصيروا عناصر فاعلة، لهم إسهاماتهم الناجحة في المجتمع بمختلف مجالاته، كلاً بحسب ميوله وهوياته، لا أن يُتركوا عالة على أهاليهم والمجتمع الذي يعيشون فيه.
وأثبتت الكثير من الدراسات أن كثيرًا ممن تعرضوا للإعاقة، لاسيما الخَلقية، يمتازون بذكاء فطري ومواهب وإمكانات يفتقرها كثير من الأصحاء، كما يتميزون بالإتقان في أداء المهام الموكلة لديهم.
وطالب ناشطون ومهتمون الحكومة بضرورة تخصيص ميزانية خاصة لهذه الفئة من خلال الدعم المادي والمعنوي لهم والمؤسسات الحكومية المعنية بهم في كل المحافظات، وتخصيص وظائف سنوية، من شأنها أن تمكنهم من الانخراط في المجتمع، وتوفر العيش الكريم لهم ولأفراد أسرهم.
الكفيف قائد محمد قائد، رغم فقده لبصره إلا أنه يمتاز ببصيرة ثاقبة وقدرة في قراءة الواقع وما يجري حوله من أحداث.
صور ارشيفية
صور ارشيفية

فقده للبصر جعله يحس بآلام المكفوفين من حوله، حيث يوجد بمنطقة فيها أكثر من أربعين كفيفًا، جميعهم بحاجة إلى الدعم والرعاية من الجهات ذات العلاقة والمخلصين من أصحاب الأيادي البيضاء ورجال الخير.
لم تقف الإعاقة حجر عثرة أمام قائد، فبقوة الرجل المؤمن بقضاء الله وقدره وإيمانه المطلق بأن لك طاقة قوة كامنة، كما له نقاط ضعف خاض غمار الحياة وكسر كل ما يعوقه ليُثبت نفسه ويتولى مهمة هذه الفئة، فكان له أن حقق حلمه بأن أصبح رئيسا للمؤسسة العامة لرعاية المعاقين والمكفوفين، والتي يقع مقرها في مدينة عدن.
يقول الكفيف قائد محمد قائد لــ«الأيام»: "بذلنا جهودًا جبارة في إنشاء المؤسسة العامة لرعاية المعاقين والمكفوفين، وذلك نظرًا لما تُعاني منه هذه الفئة من تهميش ونسيان من قِبل الجميع، ولهذا فالهدف الرئيسي من إنشاء هذه المؤسسة العمل على تحسن المستوى المعيشي لهذه الفئة المجتمعية، وكذا تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية لها، وتوفير الآليات الخاصة بحسب احتياج الأفراد المنتسبين للمؤسسة، وكذا دعم أصحاب المواهب والمهارات من ذوي الاحتياجات الخاصة، كإقامة بعض الأنشطة والدورات التوعوية للمعاقين والمكفوفين، ونقل الهموم والمشاكل التي يعانون منها، وطرحها أمام الجهات المعنية والمنظمات، مع إيجاد الحلول المعالجات اللازمة لها".
وفي رده على سؤال «الأيام» إن كان هناك تجاوب وتفاعل تجاه هذه الفئة من قِبل الجهات الرسمية والخاصة؟ قال: "نعم، الكل متفاعل مع المؤسسة ومنتسبيها، وأهدافها، وقد قدموا كل التسهيلات لاستخراج التصاريح، بل وعد الجميع بدعمها".
ويوضح قائد أن "المقر الرئيس للمؤسسة يقع بمدينة عدن، ولها فروع في كل من محافظتي: لحج، والضالع، فيما سيفتح فرع جديد في محافظة أبين، وستشمل جميع المحافظات متى ما توفرت الإمكانات المادية اللازمة لدى المؤسسة".
صور ارشيفية
صور ارشيفية

*الدعم المالي
وفيما يخص إن كان للمؤسسة دعم مالي ما سواء من الجهات الحكومية أو الأهلية أو الأفراد أجاب بالقول: "تواصلنا مع عدة جهات حكومية وأهلية، والكل أبدا تعاونه ووعدنا بالدعم، ونحن بصدد توجيه بعض الرسائل إلى الهيئات والمنظمات الدولية لطرح ملف المؤسسة أمامها، فيما يخص بالمشاكل المالية التي تُعاني منها المؤسسة، فالكل يعمل الآن دون أي مقابل".
ووجه قائد رسالة عبر «الأيام» ناشد بموجبها الهلال الأحمر الإماراتي بالوقوف إلى جانب إخوانهم المعاقين في المؤسسة، كون بصمات الخير لهم مشهودا لها في مجالات عدة، وذلك باعتماد مخصصات مالية خاصة بإيجار المقر، ولموظفي المؤسسة الذين يعملون في خدمة هذه الفئة دون اعتماد مالي أو ما يمكنهم من التنقل لمزاولة مهامهم فيها.
"كما أجدها فرصة لتوجية رسالة أخرى إلى الهيئة اليمنية الكويتية ندعوهم إلى الوقوف إلى جانب المؤسسة، لتتمكن من تأدية مهامها ووظائفها تجاه هذه الفئة المجتمعية، ولا أحد يجهل الدور الكبير الذي قدموه في خدمة إخوانهم في الجنوب خاصة، وفي اليمن بشكل عام، أما رسالتي الأخيرة فأوجهها للهيئات والمنظمات الدولية الداعمة للعمل الخيري والإنساني نطالبها من خلالها بلفتة كريمة تجاه المؤسسة ومنتسبيها، كون هذه الشريحة مهمة، والوقوف بجانبها ضرورة دينية وإنسانية جليلة".
تقرير/ عبدالحميد فارع

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى